كُتّاب وآراء

اللبناني وليد عماد يكتب .. الحب يقُود ولا يُقاد!

الحب لا يدوم، فما أن يُشرق حتى يُغرب، وما أن يحل في القلب حتى يرتحل، فيمضي وكأنه الطيف في المنام

وتأتي اليقظة قلا يبقى من الحب غير الذكرى..!

الحب هو سيد مطلق لا يطيق فوق سيادته سيادة..فهو يقود ولا يُقاد..يسوق ولا يُساق..يأمر ولا يُؤمر

اما الذين يندبون حبھم الطاعن وخيبتھم، يفتشون في قلوبھم وأفكارھم ويغربلون نياتھم وأعمالھم فيجدون أنه صامد صمود المقاتل الشجاع لأدركوا أن الحب ما ارتحل عنهم إلا لأنهم لم يحسنوا فهمه والأمتثال..

الحب يعرف جزءًا جزءًا

والحب ليس بالغريزة الجنسية؛ لأن الغريزة الجنسية تعم الذكور والإناث، ولا يكون الحب بغير تخصيص وتمييز، وليس الحب بالشهوة لأن الإنسان قد يشتهي ولا يُحب، وقد يُحِب وتقضي الشهوة على حبه، والحب ليس بالصداقة؛ لأن الصداقة أقوى ما تكون بين اثنين من جنس واحد، والحب أقوى ما يكون بين اثنين من جنسين مختلفين.

وليس بالانتقاء والإختيار، لأن الإنسان قد يُحِب قبل أن يشعر بأنه أحب، وقبل أن يلتفت إلى الانتقاء والإختيار.

وليس الحب بالرحمة لأن المُحِب قد يعذِّب حبيبه عامدًا أو غير عامد، وقد يقبل منه العذاب مع الاقتراب، ولا يقبل منه الرحمة مع الفراق.

الحب كذلك يُعرَف جُزءًا جزءًا قبل أن يُعرَّف كاملًا  شاملًا  مستجمعًا لكل ما ينطوي عليه،وأقوى ما يكون الحب إذا طال امتزاجه بالعادات والمألوفات.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى