ترينداتتوبفيديو 30 يوممنوعات

عمرو خالد : كيف تُنقي القلب من الثالوث المُدمر .. الغِل – الحِقد – الحَسدْ – فيديو

تحدث الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي عن أقوى صفة تجلب الصحة النفسية للفرد، وهي سلامة الصدر، والتسليم لله، وكيف يتم تنقية القلب من 3 أمراض خطيرة أو الثالوث المدمر للفوز بسعادة الدنيا و الآخرة.

سر عظمة التسليم لله

وقال في الحلقة الثالثة عشر من البرنامج الرمضاني “الفهم عن الله – الجزء الثاني”، إن التسليم يقلل غضبك من البشر، لأنه ثبت علميًا أكثر من 60 % من حالات الغضب والغل سببها أغلب الأحيان مخزون متراكم من الألم لمواقف سابقة لم تعالجها بالتسليم لله، فتنفجر غاضبًا في وجه من أخطأ بحقك.

باب كبير للسعادة والهدوء النفسي والجنة

وكشف د. خالد أن التسليم يفتح لك البدائل للنجاح، فتنسى التركيز على الغل من البشر وتركز على مشروعك، واصفًا سلامة الصدر بأنها باب كبير للسعادة والهدوء النفسي في الدنيا، وفي نفس الوقت باب كبير للجنة في الآخرة.

واستشهد بالحديث الذي رواه أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كنا جلوسا مع رسول الله فقال: يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة، فطلع رجل من الأنصار يسقط الماء من لحيته من وضوئه، فلما كان الغد قال رسول الله مثل ما قال بالأمس، فطلع ذلك الرجل مثل المرة الأولى، فلما كان في اليوم الثالث قال رسول الله مثل مقالته أيضًا، فطلع ذلك الرجل على مثل حاله الأولى، فلما قام رسول الله تبعه عبدالله بن عمرو بن العاص، فقال: إني غاضبت أبي فأقسمت أن لا أدخل عليه ثلاثًا، فإن رأيت أن أبيت عندك حتى تمضي الثلاث ليالي، قال الرجل: نعم.

قال أنس: فكان عبدالله يحدث أنه بات معه تلك الثلاث الليالي فلم يره يقوم من الليل شيئًا، غير أنه إذا تعار وتقلب على فراشه ذكر الله وكبّر، حتى يقوم لصلاة الفجر، قال عبدالله: غير أني لم أسمعه يقول إلا خيرًا، فلما مضت الثلاث ليال وكدت أن أحتقر عمله.

قلت: يا عبدالله لم يكن بيني وبين أبي غضب ولاهجر، ولكني سمعت رسول الله يقول ثلاث: يطلع الآن رجل من أهل الجنة، فطلعت أنت الثلاث، فأردت أن آوي إليك لأنظر ما عملك فأقتدي بك، فلم أرك تعمل كثير عمل، فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله؟، قال: ما هو إلا ما رأيت، فلما وليت دعاني: ما هو إلا ما رأيت وليس في صدري شيء لأحد من المسلمين، ولا أحسد أحدًا على خير أعطاه الله إياه، قال عبدالله: هذه التي بلغت بك.

الأمراض الثلاثة القاتلة

وأوضح خالد، أن سلامة الصدر تعني الخلو من ثلاثة أمراض: الغل والحقد والحسد، يقول الله تعالى: “يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ”، وهي أيضًا أن تحافظ قدر المستطاع على نقاء قلبك حتى تلقى الله.

“ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ* وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ* لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ”.

وقال إنه كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لسلامة الصدر: ربي أعني ولا تعن علي، وانصرني ولا تنصر علي، رب اقبل توبتي واغسل حوبتي ( ذنبي) وأجب دعوتي، وسدد لساني واسلل (انزع) سخيمة صدري. السخيمة هي الغل والحقد والحسد هي الأمراض المتعلقة في القلب.

كيف تنقي قلبك من الغِل؟

نصح خالد بعدم الاسترسال مع الغل، لأنه معنى: “وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا* فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا* قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا* وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا”، أي ركّب فيها إمكانية التقوى والفجور ولم يدعها للفجور، والفرق بين واحد وآخر هو الاسترسال: أوقف مشاعر الغل”.

سر التسامح في منع توغل الغِل بالصدر

وحث أيضًا على الذكر والاستغفار لتنقي قلبلك أولاً بأول، “إذا ظلمت سامح.. اعف.. تجاوز عمن ظلمك حتى لا تحول ظلمه لك إلى غل.

أما ثاني الأشياء فهي الحقد، والذي عرّفه بأنه “تطور الغل نتيجة الاسترسال معه، وهو اضمرار العداوة في القلب وتحين الفرصة لتنتقم، لذلك وصف الحقد بأنه كبائر الباطن “ولا تَقْرَبُوا الفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنها وما بَطَنَ”.

وبين أن “الحقد يظهر على فلتات اللسان.. أو في قسمات الوجه “أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ”، والضغينة هي الحقد.

يقول النبي صلى الله عليه وسلم: النميمة والحقد في النار لا يجتمعان في قلب مسلم”، ويقول أيضًا: “إن الله ليطلع ليلة ‌النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه، إلا لمشرك أو مشاحن”.

كيف تنقي قلبك من الحقد؟

أوصى خالد بعدم الاسترسال أبدًا للحقد، وكثرة الذكر، ومسامحة الناس “وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ”.

أمّا الحسد فـ معناه: كراهة الخير، وتمني زوال ما عند الآخرين، والنبي صلّ الله عليه وسلم يقول: ” الحسد يأكل الحسنات كما تاكل النار الحطب”.

وقال إن الحسد عادة بين الأقران المتنافسين.. أصحاب المهنة الواحدة.. والمتنافسين، مبينًا أن المنافسة حلال ومطلوبة، “وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ”، لكن من غير كراهة النعمة لغيرك وتمني زوالها.

 الحاسد متمرد على قسمة الله في خلقه

ووصف خالد، قلب الحاسد بأنه متمرد على قسمة الله في خلقه.. متمرد على قدر الله وتدبيره.. متمرد على حكمة الله.. يتهم الله في توزيع نعمه.. يرى ملك الله محدودًا.. غير مدرك لاسم الله الواسع”.

كيف تنقي قلبك من الحسد؟

أوصى خالد بعدم الاسترسال أبدًا، وقطع الخاطر الداعي للحسد.. “ادع له يزول الحسد وضيق القلب يصبح نورًا ويتقلب رحمة وسعة، علاوة على الذكر وقراءة القرآن ” يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ”.

وبين أن اسم الله الواسع يعالج الحسد بقوة، “لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي شيئًا إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر، يا عبادي! إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيرًا، فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلّا نفسه”.

قاعدة اليوم: نق قلبك من الأمراض القاتلة تفوز بصحة الدنيا ونعيم الآخرة

وختم خالد بذكر القاعدة الثالثة عشر، وهي: نقِ قلبك من الأمراض القاتلة (الغل والحقد والحسد) لتدخل الجنة سليم الصدر “يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ”.

فيديو – الحلقة 13:

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى