أخبار العالمتوب

يقاتل للبقاء بالسلطة..نتنياهو بين سندان غزة ورحى انهيار حكومته

تتزاحم الأفكار والضغوط في عقل وفكر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بين حرب فاشلة على غزة وعدم تحقيق أي هدف من هذه الحرب، وانهيار حكومته الذي يبدو سقوطها في الأفق بسبب فشله في غزة وخلافاته مع أمريكا وتباعد الحلفاء عنه، وتبادل الاتهامات بين عدد من الوزراء وقادة الأحزاب وانتقالها من الكواليس إلى العلن.

هذه التطورات دفعت رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى تحرك استباقي للحيلولة من دون انهيار حكومته، والذي سيُفضي إلى انتخابات مبكرة لا تعطيه فيها جميع استطلاعات الرأي فرصا للنجاح منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول.

وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن تحرك لحزب الليكود الذي يقوده نتنياهو لبناء تحالف سياسي يحافظ له على حكومة مستقرة لا تضطر في لحظة ما إلى الذهاب لانتخابات مبكرة، في وقت تخوض فيه إسرائيل حربا لم تحقق أهدافها بعد.

اتصالات الليكود

و قالت هيئة البث الإسرائيلية مساء أمس الأربعاء إن حزب الليكود بدأ بالفعل اتصالات مع حزب (هناك مستقبل)، الذي يقوده زعيم المعارضة يائير لابيد، لبناء شراكة سياسية تضمن دخوله إلى حكومة نتنياهو.

ويسيطر حزب لابيد على 24 مقعدا في الكنيست، وهو وزن سياسي كبير في ميزان ثبات الحكومات الإسرائيلية، التي تحتاج دوما تأييد 61 عضوا من أصل 120 في البرلمان لبقائها، حيث تُحجب الثقة عن الحكومة إذا صوّت هذا العدد لصالح أي مشروع قرار في هذا الشأن يتقدم به أي من الأعضاء.

وأوضحت هيئة البث الإسرائيلية أن المقترح، الذي تقدم به حزب نتنياهو لحزب لابيد، هو تشكيل حكومة مشتركة لمدة عام مقابل مناصب وزارية رفيعة المستوى يحصل عليها عدد من قادة حزب (هناك مستقبل)، من بينها وزارة الأمن القومي التي يتزعمها حاليا إيتمار بن غفير.

لكن حزب الليكود سارع إلى نفي الأنباء حول هذه الاتصالات فور تسرّبها، لكن هيئة البث أكدت أن لابيد هو من رفض العرض وقال إن نتنياهو غير مؤهل وإنه لا يثق في أي كلمة يتفوه بها رئيس الوزراء الإسرائيلي.

وقالت إن ليبرمان لم يرفض وأبدى استعدادا للانضمام إلى حكومة الحرب ولكن لفترة الحرب فقط.

خلافات نتنياهو وجانتس

الباحث في الشأن الإسرائيلي، عمر جعارة، يرى أن عروض حزب نتنياهو تأتي بالتزامن مع تصاعد الخلافات مع حزب (معسكر الدولة) الذي يقوده عضو مجلس الحرب بيني جانتس، والتي تجعل رئيس الوزراء الإسرائيلي بحاجة إلى بناء تحالفات جديدة تخفف عنه الضغط السياسي.

لكن جعارة عبّر في الوقت ذاته عن عدم اعتقاده بأن الحكومة الإسرائيلية ستسقط حتى إذا شارك مليون شخص في المظاهرات الرافضة لسياستها.

وقال الباحث السياسي : من يتملك القوة السياسية في إسرائيل هو من يستحوذ على الرقم الذهبي، وهو 61 عضوا في الكنيست؛ وحاليا نتنياهو، حتى دون جانتس، لديه 64 عضوًا.

لكنه يرى أيضا أن “نتنياهو لا يريد أن يظل أسيرا في يد أحزاب بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، وكذلك يريد أن يعطي حكومته المزيد من الثقل السياسي والشرعية الشعبية بشكل أكبر.

وكان جانتس قد تقدّم بسلسة مطالب لنتنياهو تتعلق بالحرب على قطاع غزة، يرى مراقبون أن الاستجابة لها تحدد بقاء جانتس في مجلس الحرب أو انسحابه.

بن غفير وسموتريتش

ويعتقد المحلل السياسي راسم عبيدات أن نتنياهو سيواصل رفض الاستجابة لمطالب جانتس أو تحديد الهدف النهائي من الحرب وبحث مسألة اليوم التالي لها.

وقال عبيدات : نتنياهو يعلم أنه لو استجاب لمطالب جانتس، التي لن تُرضي الوزيرين بن غفير وسموتريتش، فستنفجر حكومته من الداخل؛ وهو يعلم أن حزبي الوزيرين هما من يملكان حاليا مفتاح بقاء الحكومة أو سقوطها.

وأضاف : الأمور قد تنفجر من خلال انسحاب جانتس من مجلس الحرب؛ لكن حال انسحابه، فالحكومة لا تسقط قانونا، لأنه انضم لها لاحقا بعد الحرب.

وقال: الوزير بن غفير يهدد بشكل صريح، وقال إن علينا احتلال غزة وأمام نتنياهو خيارين، إما طريقي أو طريق جانتس؛ لذلك، نلاحظ أن نتنياهو لم يرضخ حتى للضغوط الأمريكية بشأن تخفيف وتيرة الحرب حتى لا تنهار حكومته.

ومع تزايد الخلافات في الأروقة السياسية الإسرائيلية، نقلت شبكة (إن بي سي) أمس عن مسؤولين أميركيين القول إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تتطلع لمرحلة ما بعد نتنياهو، في إشارة إلى إمكانية مغادرته المشهد السياسي.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى