حماس تدرس مقترحات الوسطاء .. ونتنياهو يعد باستئصال الحركة من جذورها

أعلنت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” أنها تدرس مقترحات جديدة تلقتها من الوسطاء لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
في المقابل، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إننا “سنطلق سراح جميع مختطفينا وسنستأصل حماس من جذورها.
وقالت حركة حماس، في بيان، إن الوسطاء يبذلون جهودا مكثفة من أجل جسر الهوة بين الأطراف، والوصول إلى اتفاق إطار، وبدء جولة مفاوضات جادة.
وأضافت الحركة أنها تتعامل بمسؤولية عالية، وتجري مشاورات وطنية لمناقشة ما وصل من مقترحات الوسطاء، من أجل الوصول إلى اتفاق يضمن إنهاء العدوان، وتحقيق الانسحاب، وتقديم الإغاثة بشكل عاجل في قطاع غزة.
وفي واشنطن، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إنه يجب التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة ثم البدء بدراسة الخطوات التالية.
وأضافت الوزارة في بيان أنه من الواضح أن غزة مكان غير صالح للسكن وتحتاج لإعادة إعمار بمساعدة الشركاء العرب.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قال أمس الثلاثاء، في منشور على منصته تروث سوشيال، إن إسرائيل وافقت على الشروط اللازمة للتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة لمدة 60 يوما، مبيّنا أن الوسطاء القطريين والمصريين سيتولون تقديم مقترح نهائي.
وأضاف آمل أن تقبل حماس هذا الاتفاق لأنه لن يتحسن، بل سيزداد سوءا.
في المقابل، تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بتحرير كل الأسرى في قطاع غزة، وبالقضاء على حركة حماس، وقال إنهما هدفان متلازمان، لا تعارض بينهما”.
وأضاف خلال اجتماع حزبي “حماس لن تبقى موجودة، سنقضي على هذا الأمر من جذوره، ولن تبقى هناك حماسستان في غزة.
ونقلت شبكة “سي بي إس” عن مصادر إسرائيلية قولها إن حكومة نتنياهو تدعم مقترحا لوقف إطلاق النار في غزة وليس اتفاقا نهائيا لإنهاء الحرب.
و قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر إن هناك مؤشرات إيجابية إلى إمكانية إنجاز صفقة لإعادة الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة، لافتا إلى أن هناك أغلبية كبيرة في الحكومة والشعب تؤيد خطة تبادل الأسرى.
وأضاف ساعر، عبر حسابه بمنصة “إكس”، أنه إذا أتيحت فرصة لذلك فيجب عدم تفويتها.
ونقلت هيئة الإذاعة الإسرائيلية عن مسؤولين إسرائيليين أن النية هي التوصل إلى اتفاق لوقف القتال لمدة 60 يوما، تُجرى خلالها مفاوضات لإنهاء الحرب.
ونقلت القناة الـ14 الإسرائيلية عن مصدر سياسي أن أي صيغة اتفاق تتناول إنهاء الحرب في غزة ستُرفق برسالة من الجانب الأمريكي، تضمن لإسرائيل استئناف إطلاق النار إذا لم تُلبَّ مطالبها، المتعلقة بنزع سلاح حماس ونفي قادتها.
كما نقلت “فايننشال تايمز” عن مصدر أمريكي قوله إن وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر أبدى خلال مباحثات مع مسؤولين أمريكيين في واشنطن، استعداد إسرائيل للتنازل عن نقاط بشأن مواقع انسحاب الجيش الإسرائيلي في غزة، كما أبدى استعداد إسرائيل للبحث في كيفية توزيع المساعدات خلال الاتفاق.
وقالت القناة ١٢ الإسرائيلية إن سبب التفاؤل في إسرائيل بإنجاز صفقة لإعادة الرهائن هو الاستعداد لإجراء مفاوضات شاملة.
وأضافت :إذا وافقت حماس على صفقة لإعادة كل الأسرى فسيؤدي ذلك إلى وقف المعركة، وسيتم إرسال فريق مفاوضات تقني إسرائيلي إلى الدوحة أو القاهرة”.
وجدد زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد وعده السابق بمنح نتنياهو شبكة أمان كاملة من أجل إتمام صفقة تبادل.
وقال لبيد إنه سيمنح نتنياهو 23 صوتا لمواجهة 13 صوتا من وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش”. ودعا لابيد إلى إعادة جميع الأسرى الآن.
في الأثناء، أوردت صحيفة “هآرتس” أن لقاء مرتقبا سيجمع بن غفير وسموتريتش، بهدف تنسيق خطوة مشتركة لإحباط صفقة التبادل واتفاق وقف إطلاق النار.
و شنت عائلات الأسرى المحتجزين في غزة هجوما على سموتريتش، وبن غفير، ووصفت ما يقومان به بأنه أمر مخزٍ.
ودعت والدة الأسير عيناف تسينجاوكر، في رسالة وجهتها إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى عدم الانحياز لمن وصفتهم بالمتطرفين، مؤكدة أن هناك مجتمعا كاملا في إسرائيل يطالب بعودة المختطفين إلى منازلهم.
وأضافت والدة الأسير أن نتنياهو أبلغها شخصيا أنه لا يحتاج إلى دعم وزراء اليمين المتطرف لإقرار صفقة تبادل الأسرى.
وتُقدر إسرائيل وجود 50 أسيرا إسرائيليا في غزة، منهم 20 أحياء، في حين يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و400 فلسطيني يعانون من التعذيب والتجويع والإهمال الطبي، مما أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وتواصل إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 حرب إبادة جماعية في قطاع غزة، خلّفت أكثر من 191 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، فضلا عن مئات آلاف النازحين.