كُتّاب وآراء

د. جمال عبد العزيز يكتب لـ «30 يوم» : الحج الركن الخامس فى الإسلام «الحلقة الخامسة والأخيرة»

فى الحلقة السابقة ذكرنا الركن الثالث فى الحج وهو السعى وفى هذه الحلقة نذكر الركن الرابع اللهم بلغنا الوقوف بعرفة :

الركن الرابع فى الحج :

الوقوف بعرفه : وهو اليوم التاسع من ذى الحجة,  والوقوف بعرفه هو أعظم ركن فى أركان الحج , حيث قال الرسول صلى الله وعليه وسلم ” الحج عرفه ”

ونذكرلطيفة فى هذا الركن وهى, أن الحج فرض فى العام التاسع الهجرى والوقوف بعرفه فى اليوم التاسع من العشر الأول من ذى الحجة, وهو لغز الاسلام فى التوافق العددى.

ووقت الوقوف بعرفه من بعد ظهر يوم التاسع حتى غروب الشمس,ومنذ أن  طلعت عليك الشمس إلى عرفة وأنت تُلبي قائلاً (لبيك اللهم لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك) .وتُكبر قائلاً : ( الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد ) ترفع بذلك صوتك والمرأة تخفض صوتها إذا كانت بحضرة الرجال الأجانب . وقف النبي صلّ الله عليه وسلم بعرفة مُفطراً إذ أرْسِل إليه بقدح لبن فشربه وليكون أقوى على الدعاء .

* أداء صلاتي الظهر والعصر قصراً وجمعاً (جمع تقديم ) بأذان واحد وإقامتين . ولا تُصل بينهما ولا قبلهما شيئاً من النوافل . وطوال يوم عرفه تفرغ للذكر والدعاء بخشوع، وحضور قلب، مستقبل القبلة، والتلبية, وإن قرأت شيئاً من القرآن فَحَسَن . * قال صلّ الله عليه وسلم 🙁 خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَة وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي لَا إِلَهَ إِلَّا الله وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) رواه الترمذي وحسنه الألباني .

* وقال صلّ الله عليه وسلم : ( ما من يوم أكثر من أن يُعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنُو ثم يُباهي بهم الملائكة فيقول ما أراد هؤلاء ) رواه مسلم.استمر في الدعاء والذكر والتضرُّع إلى الغروب . لا تخرج من عرفة إلا بعد غروب الشمس .من وقف بعرفة نهاراً وجب عليه البقاء إلى الغروب، ومن وقف ليلاً أجزاه ولو لحظة، ولا يفوت الوقوف بعرفة إلا بطلوع الفجر من يوم النحر ( في المذهب الشافعي يجزئ ولو لحظة في النهار ) .

الذهاب الى مزدلفة:  إذا غربت الشمس بعرفه فانطلق إلى المُزدلفة بالسكينة والوقار، وتستغفر الله وتذكره وتُلبي امتثالًا لقوله تعالى: { ثُمَّ أَفيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } (۱۹۹) سورة البقرة . إذا وصلت إلى مزدلفة فَصَلِّ المغرب والعشاء جمعًا وقصراً جمع تأخير المغرب ثلاث ركعات، والعشاء ركعتين ولا تُصلِّ بعدهما شيئاً ولا تُحيي الليل إلا أن تُوتر. يجب على الحاج المبيت في مزدلفة إلى نصف الليل ، وإذا كمل وبقي إلى الفجر حتى يسفُر كان أفضل .ويجوز للضعفة والنساء ومَنْ في حكمهم الخروج بعد منتصف الليل من مزدلفة وطوال الوقت فى مزدلفة ما بين الدعاء والذكر لاتفوت فرصة مناجاة ربك.

من بعد صلاة الفجر في وقتها بمُزدلفة, ثم الأذكار عقب الصلاة انطلق ثم كبّر، وهلّل، قبل طلوع الشمس إلى مِنى مُلبيًا، وعليك السكينة و إذا مررت بوادي مُحسر أسرع السير إن أمكن .

–  رمي الجمار:  إلقط سبع حصيات من أي مكان من طريقك من مزدلفة إلى منى، أو من منى و استمر في التكبير والتلبية, ارم جمرة العقبة بسبع حصيات مُتعاقبات واحدة بعد الأخرى و كبّر الله تعالى مع كل حصاة والتكبير سنة وإن قلت ( اللهم اجعله حجًا مبرورًا و ذنبًا مغفورًا ) فحسن لثُبوت هذا الدعاء عن ابن مسعود رضي الله عنه عند رميه جمرة العقبة .ولا يجوز الرمي بحصى كبيرة أو بالأحذية أو بالأخشاب وغير ذلك . رمي الجمار اقتداء بأبي الأنبياء الخليل إبراهيم عليه الصلاة والسلام وبرسول الله صلّ الله عليه وسلم وإقامة لذكر الله عز وجل. قال صلّ الله عليه وسلم : (( إنما جُعل الطّواف بالبيت وبالصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله )) ، ومن الحجاج من يعتقد أثناء رميه جمرة العقبة أنه يرمي ( الشيطان)  وهذا خطأ.

–  الهدي للقارن والمتمتع :

الهدي واجب على المُتمتّع والقارن فقط. ويجوز لك توكيل من تثق به في ذبح الهدي لأن النبي صلّ الله عليه وسلم نحر ثلاثًا وستين من بدنه ووكل عليًا في الباقي .

وقت الذبح أربعة أيام يوم النحر وثلاثة أيام بعده، وينتهي بغروب الشمس يوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة. وحيثما نحر من منى أو فجاج مكة جاز لقوله صلّ الله عليه وسلم : ( كل مِنى مَنحر و كل فِجاج مكة طريق ومنحر )

الحلق أو التقصير

ثم احلق أو قصِّر شعر رأسك مع تعميم الرأس كله، والحلق أفضل من التقصير لأن النبي صلّ الله عليه وسلم حَلَق ودعا للمُحلِّقين ثلاثاً وللمُقصّرين مرة ولا يكفي تقصير بعض الشعر من مقدمة الرأس ومؤخرته كما يفعله بعض الناس، بل لابد من تقصير جميع شعر الرأس أو أكثره .

أما المرأة فتجمع شعرها وتقصر من كل ظفيرة قدر الأُنْمُلة، وهي طرف الأصبع، وإذا كان شعرها متفاوت الطول فتأخذ من كل درجة ، وليس على النساء حلق .

التحلل الأول : إذا رميت وحلقت أو قصرت تتحلل التحلل الأول، فتلبس ثيابك وتتطيب ويحل لك جميع محظورات الإحرام إلا النساء، ولا يحل لك الجماع إلا بعد طواف الإفاضة والسعي إن كان عليك سعي .

التحلل الأول يحصل بفعل اثنين من ثلاثة (( الرمي، الحلق أو التقصير ، الطواف )) فإذا فعلت اثنين من ثلاثة حل له كل شي إلا النساء وإذا فعلتها كلها حللت التحلل الكامل ملاحظة : ذبح الهدي ليس له علاقة بالتحلل .

– طواف الإفاضة : طواف الإفاضة أو طواف الحج وهو ركن من أركان الحج ثم تُصلّي ركعتي الطواف خلف مقام إبراهيم إن تيسّر لك وإلا ففي أي مكان من الحرم وهي سنة .طاف النبي صلى الله عليه وسلم في هذا اليوم مُتطيّباً لابساً ملابسه المعتادة .

– سعي الحج : ثم تسعى سعي الحج وهو ركن من أركان الحج. والسعي على المتمتع، وكذا على القارن والمفرد اللذين لم يسعيا مع طواف القدوم . مَن سعى مُحدثاً فلا شيء عليه لأن الطهارة لا تشترط للسعي .

التحلل الكامل : فإذا ما طفت وسعيت فإنك تتحلل التحلل الكامل ويحل لك جميع محظورات الإحرام حتى النساء .

هذه أعمال خمسة في هذا اليوم وهي : ( الرمي ، الهدي ، الحلق أو التقصير، الطواف ، السعي ) فإن قدمت بعضها على بعض فلا حرج .

أعظم الأيام : أخي الحاج أختي الحاجة : يوم النحر يوم عظيم من أيام الله تعالى وهو يوم الحج الأكبر وهو يوم عيد فَعِظِّمَا هذا اليوم بذكر الله تعالى وعمل القُربات واجتناب المُحرمات وإظهار الفرح الشرعي ؛ قال صلّ الله عليه وسلم:( إن أعظم الأيام عند الله تعالى يوم النحر ثم يوم القر )) رواه أبو داود . ويوم القر, هو اليوم الأول من أيام التشريق، وهو اليوم الذي يلي يوم النحر، وهو أفضل أيام التشريق، وسُمِّي يوم القر لأن أهل منى يستقرِّون فيها .﴿ فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا الله } سورة البقرة آية ٢٠٠

الذكر والتكبير شعار هذه الأيام فيشرع في يوم العيد وأيام التشريق كثرة الذكر والتكبير والتهليل .

والتكبير نوعان : مُطلق في سائر الوقت ، ومُقيّد بأدبار الصلوات ويبدأ التكبير المُقيّد للحاج من صلاة الظهر يوم العيد إلى صلاة العصر يوم ١٣ .ومن صفات التكبير : الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله  الله أكبر الله أكبر ولله الحمد . المبيت بمنى ليلة الـ ۱۱ واجب.

اقرأ أيضا

د. جمال عبد العزيز يكتب لـ «30 يوم» : الحج الركن الخامس فى الإسلام «الحلقة الرابعة».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى