توبكُتّاب وآراء
الإعلامي الإماراتي محمد يوسف يكتب لـ «30 يوم» : عندما يكون القتل هواية

رئيس حزب إسرائيلي أدلى بتصريح لهيئة البث «كان» الرسمية، وأُزعج نتانياهو وسموتريتش وآخرون، ومع ذلك لن يستطيعوا اتهامه بمعاداة السامية، ورفع دعوى جنائية ضده، على عكس أوروبا التي لو نشرت إحدى وسائل إعلامها هجوماً أو رأياً صريحاً حول ما يحدث في غزة وجرائم الجيش الإسرائيلي ضد أطفالها، وكان المتحدث مفكراً أو سياسياً لقامت الدنيا ولم تقعد، كما يقال، من منظمات و«لوبيات» وما يسمى تجاوزاً مؤسسات المجتمع المدني، ومن المدعي العام الجنائي، والاتحاد الأوروبي، ولاعتذر كبار المسؤولين والسياسيين، وعُقدت محاكمات وفرضت عقوبات، فالغرب اخترع شماعة تحت اسم «معاداة السامية»، لمعاقبة كل من يقترب من إسرائيل، «الدلوعة» المميزة بحصانة خاصة تجعلها وبالقانون محمية من الانتقاد والاعتراض مهما فعلت، بل مهما قتلت وخالفت القوانين والأعراف والعهود الدولية.
ذلك السياسي هو يائير غولان، رئيس الحزب الديمقراطي الإسرائيلي، اتهم الدولة التي ينتمي إليها بقتل الأطفال كونها هواية في قطاع غزة، هواية مثلها مثل لعب كرة القدم أو السلة أو التنس أو قيادة السيارات وصيد الأسماك، هواية تعني ممارسة شيء تحبه وترتبط به، ممارسة تشعرك بالمتعة والسعادة، ونسي أن يقول، إن الهواية تتحول إلى الاحتراف إذا أجاد وتفوق فيها!
وأكمل «غولان» كلامه «إسرائيل في طريقها لأن تصبح دولة منبوذة بين الأمم، كما كانت جنوب أفريقيا من قبل، إذا لم تعد إلى التصرف كونها دولة عاقلة»، ونسي هنا أيضاً أن يضيف أسماء غير العقلاء الذين يديرون تلك الدولة الآن، ولكنه لمح عندما قال «هذه الحكومة تعج بالأشخاص المنتقمين الذين يفتقرون إلى الأخلاق والقدرة على إدارة البلاد في حالات الطوارئ»، وتذكرت بن غفير وسموتريتش وبقية أتباع نتانياهو، عندما واصل حديثه قائلاً «وزراء فاسدون، وعلينا إنهاء الحرب وإعادة الرهائن وإعادة بناء إسرائيل»!
ذلك كلام شخص «ساميّ» لا يمكن أن يكره السامية، ولكنه لا يحب أن يرى قتل الأطفال هواية يمارسها جيش يحركه غير العقلاء!.
اقرأ أيضا