داليا البيلي تكتب لـ «30 يوم» : تعزيز تأثير الذكاء الاصطناعي من خلال توظيف كفاءات الجودة لتحقيق التميز المؤسسي

في عالم يقوده التحول الرقمي (Digital Transformation) ، يعتبر الذكاء الاصطناعي ليكون (AI) حجر الزاوية للاستراتيجيات التنموية في السنوات الأخيرة ومن ضرورات تحسين الأداء المؤسسي وتعزيز الكفاءة التشغيلية وتحقيق التنمية والابتكار لتحقيق هدف الوصول للتميز المؤسسي في عصر التكنولوجيا الحديثة.
ولتحقيق أقصى فائدة من هذه التقنية بات من الضروري ان يتم دمجها مع كفاءات الجودة (Quality Competencies) لضمان الامتثال، التحسين المستمر، وإدارة المخاطر. ومع ما يواءم من أهداف إدارة الجودة الأساسية من رفع مستوى وتحسين نوعية الخدمات وفي هذه المقالة، سنستعرض بصورة مبسطة كيفية تحقيق الاستفادة القصوى من الذكاء الاصطناعي باستخدام منهجيات وكفاءات الجودة.
بداية يجب تحديد وفهم التحديات المرتبطة بتطبيق الذكاء الاصطناعي حيث انه وجد أن الشركات تواجه تحديات عديدة تعيق الوصول للعائد المتوقع من هذه التقنية على الرغم من النمو السريع لاعتماد الذكاء الاصطناعي
بعض هذه التحديات تشمل:
– صعوبة تحويل مشاريع الذكاء الاصطناعي من مرحلة التجريب إلى مرحلة التطبيق الفعلي
– عدم توافق الذكاء الاصطناعي مع الأهداف الاستراتيجية للمؤسسة أو تتعارض مع رؤيتها .
– غياب اطار حوكمة واضح مع عدم توافر لوائح تنظيمية واضحة تضمن الامتثال والشفافية
– محدودية جودة البيانات المستخدمة في تطوير النماذج الذكية مما يؤثر على دقة نتائجها .
ولمواجهة هذه التحديات تلعب كفاءات الجودة دورًا رئيسيًا في تعزيز فعالية الذكاء الاصطناعي وذلك من خلال :
1- تطبيق معايير الجودة في الذكاء الأصطناعي
حيث يساعد تطبيق معايير الجودة على وضع أطر متكاملة لإدارة أنظمة الذكاء الاصطناعي مما يساعد على تطوير أداء الذكاء الاصطناعي حيث تساعد معايير الجودة، مثل ISO/IEC 42001:2023،. على توفير مجموعة من الإرشادات والتي تساعد المؤسسات على:
– تحديد المخاطر المحتملة المرتبطة بتطبيق الذكاء الاصطناعي.
– تطوير استراتيجيات لضمان الاستخدام الأخلاقي والمسؤول للذكاء الاصطناعي.
– تحسين جودة البيانات المدخلة لضمان دقة النتائج المستخرجة.
– تعزيز الشفافية والمساءلة في تنفيذ العمليات الذكية.
2- تطبيق نهج إدارة الجودة في الذكاء الاصطناعي حيث يمكن لمتخصصي الجودة استخدام عدة منهجيات لضمان نجاح تطبيقات الذكاء الاصطناعي، ومنها:
– إدارة العمليات (Process Management): من خلال تحليل وتحديد العمليات التي يمكن تحسينها باستخدام الذكاء الاصطناعي.
– إدارة البيانات (Data Management): التأكد من جودة البيانات المستخدمة في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، مما يحسن دقة النتائج.
– التحسين المستمر (Continuous Improvement): استخدام منهجيات مثل DMAIC (التعريف، القياس، التحليل، التحسين، والمراقبة) لضمان تحقيق نتائج دقيقة ومستدامة.
3- . ضمان الحوكمة والامتثال في تطبيقات الذكاء الاصطناعي حيث تعتبر الحوكمة عنصرًا أساسيًا لضمان موثوقية الذكاء الاصطناعي. يمكن تحقيق ذلك من خلال:
– وضع سياسات واضحة تحكم استخدام الذكاء الاصطناعي داخل المؤسسة
– تقييم المخاطر المحتملة وتطوير استراتيجيات لتقليلها.
– ضمان وجود عمليات تحقق وتدقيق دوري لضمان الامتثال للمعايير التنظيمية.
– إشراك أصحاب المصلحة لضمان تحقيق قيمة مضافة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
4- القيادة وإدارة التغيير في تطبيقات الذكاء الاصطناعي لانه من الضروري وجود قيادة قوية لعملية التحول نحو الذكاء الاصطناعي قيادة قوية قادرة على:
– تعزيز ثقافة الابتكار والتطوير داخل المؤسسة.
– إدارة مقاومة التغيير والتعامل مع مخاوف الموظفين بشأن تبني التقنية.
– تدريب الفرق العاملة على المهارات اللازمة لاستخدام الذكاء الاصطناعي بفعالية.
– دمج الذكاء الاصطناعي في الاستراتيجيات العامة للمؤسسة لتحقيق الاستدامة والابتكار.
وفي الختام
يمثل الذكاء الاصطناعي فرصة هائلة لتحسين الأداء المؤسسي، ولكن تحقيق أقصى استفادة منه يتطلب تبني منهجيات الجودة لضمان الفعالية والاستدامة. من خلال التركيز على إدارة البيانات، التحسين المستمر، الحوكمة، والقيادة القوية، يمكن للمؤسسات تحقيق تحول رقمي ناجح مع ضمان الامتثال والمعايير الأخلاقية. وبالتالي، يصبح الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة تقنية، بل محركًا استراتيجيًا للتميز المؤسسي.
كاتبة المقال .. خبيرة في مجال الرقابة وجودة التحليل الدوائي – استشاري ومقيم إدارة الجودة والتميز المؤسسي
EFQM-ISO.