توبرياضةكُتّاب وآراء

صبري حافظ يكتب : أزمة الزمالك

سألنى صديقى عن أسباب خسارة الزمالك أمام المصرى فى الدوري، رغم التفاؤل مع بداية الموسم بطى صفحة الانكسارات، وضياع بطولات كثيرة فى وقت استحوذ فيه المنافس التقليدى الأهلى على الدورى موسمين متتاليين 2023, 2024، والثالثة فى الطريق، وفوز الزمالك بدورى الأبطال لم يعُد حلما فقد تلاشى وبات الحلم الحقيقى التواجد فى دورى الأبطال..!

الهزيمة مرة أو مرتين أو حتى ثلاثا ليست نهاية العالم، وفرق فى دوريات مختلفة معظمها يخسر مباريات ويفوز بالبطولة لأنه يملك شخصية البطل ومحصن إداريا وفنيا «والحصانة» ليست برفع الصوت واتخاذ قرارات “عنترية” دون دراسة أو فعل حقيقي، المهم الاستفادة من الخسارة، والسقوط فى حد ذاته درس للعودة سريعا للنهوض، وكل فرق الدورى ستخسر مباريات لكن المشكلة الأساسية «جوهرية» وهى داعية للتشاؤم، والسؤال.. هل هناك أرضية حقيقية متماسكة للوقوف عليها بثبات؟ وهل توجد أجواء تساعد على استعادة زمام المبادرة إداريا وفنيا يشعر معها اللاعب داخل الملعب بأنه الأفضل وتبتعد عنه عقدة الدونية بعد أن احتكر المنافس التقليدى «الأهلي» البطولات المحلية والأفريقية وهو يستحق بحكم ما يملكه من أدوات قوية متنوعة.

مشكلة الزمالك تضارب القرارات وانقسام الآراء وكل عضو إدارة ينظر لزميله إذا تواجد على الشاشة إنه حياكل الجو ويكسب الشعبية، وبعد قرار منع تواجد أعضاء المجلس على الفضائيات ضُرب به عرض الحائط، والمنطق حال حدوث هزة أو خسارة «يغلق الباب» وتشخيص الداء والبحث سريعا فى سباق مع الزمن عن العلاج خاصة مع استمرار المنافسات وضياع أى نقطة سيصعب تعويضها مع اقتراب البطولة من نهايتها ورغبة الفرق الأقل مع نظام الدورى الجديد هذا الموسم فى الاقتتال من أجل النقطة.

وعقب مباراة المصرى خرج البعض المسموح له بالتدخل فى الشأن الإدارى والفنى ليضرب كرسى فى الكلوب ويتهم أحمد فتوح بالتمارض وإنه زى الجن؟!

هل تجد عضو مجلس فى أى نادِ ينافسك يصف لاعبه بهذا الوصف ولو كان بالفعل يتمارض، وكيف حال اللاعب أو غيره من زملائه حين يتم اتهامه ووصفه بهذا الوصف؟

المشكلة أن عبارة من كلمتين أو ثلاث لها توابعها الصادمة؛ وبعض إدارات الزمالك والمنتمين والمحبين لايفكرون فى التخلى عن سياسات خاطئة، بينما لا تجد لدى المنافسين من ينعت لاعبه بصفة ذميمة أو يقلل من شأنه، فمحمود الخطيب رئيس النادى الأهلى لا يظهر مطلقا على الفضائيات ولا عضو مجلس يكتب تغريدة أو يقوم بمداخلة، وكل كلمة محسوبة وليست استضافة لمدة ساعتين تلاشت معها مهمة المتحدث الرسمي!

وبعيدا عن الإدارة، تعاقد الزمالك مع لاعبين لا يستحقون ارتداء الفانلة البيضاء وعندما يكون هناك 5 أو 6 لاعبين دون المستوى فماذا يفعل المدرب، وهناك فوارق بين لاعبى الأهلى والزمالك فى كل الخطوط تقريبا فى القدرات ومن يصنع الفارق، والإدارة تبدو معذورة لأن اللاعب الكفء والموهوب عند التعاقد معه يفضل الأهلى ولو بنصف تعاقده أو حتى بيراميدز لضمان الاستقرار الإدارى والمالى والبطولات وعدم البلبلة واللغط الكبير، وهذا هو الفارق الذى سيظل لسنوات لحين البحث عن الكنز الضائع للقلعة البيضاء فكرا وهدوءا وإنكارًا للذات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى