شريف جبر يكتب .. دراسة وبحث عن الوزير السياسى والمحافظ السياسى على أرض الواقع المعاصر
لقد حان الوقت لنقوم بتجربة الاستعانة بوزراء ومحافظين سياسيين وليس فقط مجرد «تكنوقراط» واقترح المزج بين السياسيين والتكنوقراط على حسب اختصاصات كل وزارة ؟!
أطرح هذا الاقتراح بعد أن صار الموقف يحتاج للوزير والمحافظ السياسى فى بعض الوزارات وكذلك المحافظ السياسى المتواجد مع المواطنين فى الشارع على أرض الواقع ، يتفاعلون مع المواطن ويتابعون مرافق الدولة والاسواق ونتمنى ان تكون هناك زيارات ميدانية ومتابعة فعالة واقعية وملموسة للمواطنين
جربنا فى السنوات الأخيرة مجموعات ضخمة من الوزراء غير السياسيين الذين قد يكونون ماهرين جدا فى تخصصاتهم، لكنهم بلا حول ولا قوة فى السياسة العامة والظروف المختلفة والمتغيرات المحيطة بعملهم وظروف البلاد
قد يكون الوزير كفئًا فى تخصصه العلمى، ولكنه بعيد عن الشارع، ولا يعلم أحتياجاته الحقيقية، ولا يتطرق الى مرونة التعامل مع أولوياته التى قد تكون موضوعة له من خلال السياسة العامة للدولة . ولكن رؤيته المتخصصة جعلته لا يستطيع تنفيذها بشكل يرضى المواطن أو شرحها من خلال تصريحات متوازنة. نرى أن بعض الوزراء قد يدلون بتصريحات بعيدة عن الدبلوماسية والموائمة وغير دقيقة مما يُشعر المواطنين بالقلق وعدم الاطمئنان.. ولذا نسمع من المواطن الكلمات المشهورة (الحكومة فى وادى.. وإحنا فى وادى). وهذا ما لا يحدث مطلقًا من الوزير السياسى الذى يستطيع طرح أفكاره بسهولة للمواطن ومخاطبته بأسلوب يُشعره بالاطمئنان، فالوزير الذى يمثل قيادة حقيقية هو الذى يشعر بالمواطن ويُشعره بالإنجازات التى تصب دائمًا فى صالحه وتشعره بالاطمئنان على الغد
نحن نعلم أن التحديات كثيرة، ولكن لابد من التحرك السريع فى طريق المزيد من الاصلاح والتنمية ، ووضع الشخص المناسب فى المكان المناسب. وأن نحترم الخبرات والكفاءات ونجعل لهم نصيب من شرف العمل الشعبى العام لمن يستطيع ألأداء بهمة ونشاط
وبالمصارحة والشفافية . وبخاصة أصحاب الخبرة في العمل السياسي الشعبى العام
ورغم أن الشعب المصرى من أكثر الشعوب احتمالًا للمحن وكيفية تخطيها. وهذا حدث فى كل الأزمنة السابقة، ولكن الفرق الآن هو أن يحتمل وهو يستوعب التحديات ويفهمها، ولديه رؤية واضحة لحلها، ويشعر أنه شريك فى البناء والاستماع له من خلال مؤسسات الدولة ووزرائها من خلال تفاعلها مع المواطنين والنزول الى الشارع والتفاعل مع المواطنين وكسر الحاجز النفسى ليشعر كل مواطن بأن الوزير والمحافظ التنفيذى هو تنفيذى وشعبى فى نفس الوقت من خلال التحامة و لقائاتة المستمرة معهم على أرض الواقع والسماع لمشاكلهم والعمل الجاد على حلها لكسب الثقة والمصداقية لتتحول العلاقة بين المسئول والمواطن الى علاقة ود وثقة متبادلة بينهم وبذلك يعود على دعم الثقة فى الدولة وقيادتها السياسية وغرز روح التعاون وحب الوطن وقياداتة
الوزير او المحافظ السياسى هو الذى يفهم ذلك، ويعرف كيف يخاطب الرأى العام وكيف يقنعه بسياسات صعبة ومؤلمة، والوزير الفنى قد لا يستطيع حتى الدفاع عن سياسات صحيحة ومنطقية.
الوزير الفنى مريح، فهو ينفذ السياسات كما هى ولا يناقش أو يجادل كثيرا، لكن الوزير او المحافظ السياسى يحتاج إلى حد أدنى من هامش الحرية والمناقشة واتخاذ القرارات فى إطار السياسة العامة التى يضعها رئيس الجمهورية.
فقد حان الان وقت الاستعانة ببعض الوزراء السياسيين وهناك نماذج كثيرة ذات خبرات كبيرة ، بل لديهم خلفية سياسية من خلال ما مارسوة من العمل الشعبى العام و من خلال المجالس الشعبية المحلية ودورهم فى محاسبة ومراقبة الجهاز التنفيذي للمحليات من محافظين ووكلاء وزارات الدولة وفهم للواقع وتعقيداته وظروفه وما يحدث فى المنطقة والعالم، وإذا لم يكن ذلك ممكنا، فليس عيبا أن يتم عمل دورات مكثفة لبعض الوزراء والمحافظين التكنوقراط لفهم المشهد السياسى العام الداخلى والخارجى، حتى يتوقفوا عن ارتكاب الأخطاء الكبيرة ! .والتى بدورها تلقى بتبعاتها على للدولة وقيادتها السياسية التى تتحمل وحدها وزرهم وأخطائهم كما شاهدنا فى العصور السابقة
أثق كل الثقة أن كل مصرى أصيل لا يدخر جهدًا سواء بالفكر الطموح او بالعمل من أجل مصر
والله الموفق و المستعان تحيا مصر العظمى جيشا ورئيسا وشعبا …
اقرأ أيضا :
شريف جبر يكتب .. الاتحاد العربي