كشف د. عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، عن مفاجآت جديدة حول سد إثيوبيا المعروف بسد النهضة.
أكد شراقي أن هناك إخفاقات في تشغيل توربينات سد إثيوبيا، لافتا في تصريحات عبر”العربية” إن الأقمار الصناعية رصدت تشغيلاً محدوداً تجريه إثيوبيا حالياً لتوربينات سد النهضة، رغم وجود 13 توربيناً يفترض أن تعمل.
وقال: يأتي بعد فشل محاولات التشغيل على مدار الشهرين الماضيين منذ افتتاح السد في 9 سبتمبر ،مضيفاً أن الوضع عاد إلى السكون الذي يخيم على أحواض التوربينات يوم 11 نوفمبر.
مؤكدًا أنه في حال استمرار توقف التوربينات، سيتم فتح جزء من بوابات المفيض لتصريف معدل الأمطار الحالي البالغ 90 مليون متر مكعب يومياً، مشيرا إلى أنه ليس لنا مصلحة في فشل تشغيل التوربينات، فالمياه التي لن تأتي اليوم عبر التوربينات ستأتي لنا غداً من بوابات التصريف.
وقال شراقي : في 2 نوفمبر، جرى تشغيل تجريبي لأحد توربينات الجانب الأيسر، مع إغلاق بوابة المفيض العلوية كما حدث سابقاً، ومن المتوقع إعادة فتحها إذا استمر توقف التوربينات.
مبينًا أن الإيراد المائي، الذي كان نحو 120 مليون متر مكعب يومياً، سينخفض إلى 50 مليون متر مكعب بنهاية الشهر، وهو ما يتجاوز قدرة تشغيل توربين أو اثنين لعدة ساعات يومياً.
وأكد أن المياه تصل إلى السودان ومصر سواء عبر التوربينات أو بوابات المفيض، وأن السد العالي يستقبل الوارد من سد النهضة والمصادر الأخرى بكفاءة عالية، مع تخزين في أفضل حالاته.
من جانبه، وصف الباحث في الشأن الأفريقي وحوض النيل، هاني إبراهيم، فشل إثيوبيا في تشغيل توربينات سد النهضة بأنه “موقف كارثي”، قائلاً إن عمليات التشغيل في أيام 4 و9 و11 نوفمبر توضح مدى عدم انتظام تمرير المياه.
ونشر إبراهيم عبر حسابه في “فيس بوك” أن “تدفقات يوم 4 نوفمبر قدرت بنحو 170-180 مليون متر مكعب يومياً، وتدفقات 9 نوفمبر بحوالي 140 مليون يومياً، ثم انخفضت يوم 10 نوفمبر إلى 130 مليون يومياً، بعدها ارتفعت في 11 نوفمبر لنحو 170-180 مليون”.
وقال: إن تشغيل 13 توربيناً يعني تمرير ما يعادل 350-370 مليون متر مكعب يومياً، بينما يتم حالياً تشغيل عدد محدود من التوربينات يتراوح بين 4 إلى 6 توربينات خلال نوفمبر.
وعن تأثير تغيير التدفقات من سد النهضة، قال إبراهيم: أن تأثير التغير في التدفق يتعلق بالحالة الحالية بفواقد مجرى النهر، بين الخفض والارتفاع في تشبع التربة بالمياه في حواف النهر والجزر الطينية في المجرى، فضلاً عن تأثير مباشر على تشغيل سد الروصيرص السوداني، الذي يلي السد الإثيوبي على مجرى النيل الأزرق.
وعن تأثير تغير التدفقات على مصر والسودان، مبيناً أن التأثير على المدى المتوسط، أي خلال الربع الثاني من العام المقبل في أبريل ومايو ويونيو 2026 على السودان ومصر، يرتبط بمدى المنسوب الذي ستصل إليه بحيرة السد الإثيوبي”.
وحول رؤيته للظروف الحالية والخاصة بتشغيل سد النهضة حالياً، قال: يبدو أن إثيوبيا تحاول حالياً الحفاظ على منسوب مرتفع، بما يتعارض مع أسس التشغيل في الظروف الطبيعية التي تستلزم تمرير ما يقرب من 285 مليون متر مكعب يومياً خلال نوفمبر، فالأهمية لا تكمن في كمية المياه المارة بقدر أهمية توقيت التمرير والكمية.
مشدداً على أن منسوب بحيرة سد النهضة يقدر حالياً بنحو 639 متراً بسعة 72 مليار متر مكعب.
كان سد النهضة الإثيوبي قد تسبب في قلق المصريين والسودانيين، خاصة بعد افتتاحه الرسمي وتأثيراته السلبية على السودان بغرق أراضيه ومنازله، وعلى مصر بغرق أراضي طرح النهر في عدة محافظات، وذلك في ظل تمسك أديس أبابا بموقفها وعدم التنسيق مع القاهرة بشأن التشغيل والإنشاءات.




