توبكُتّاب وآراء

الإعلامي الإماراتي محمد يوسف يكتب لـ «30 يوم» : وهذه حرب جديدة

هذا الذي كان ينقصنا، حرب في الاتجاه الآخر، في «جنوب شرق» بلداننا الخليجية، حيث لا يفصلنا عنها إلا البحر، ونحن الذين لم نصدق أن حمامات الدم قد توقفت بعد اتفاق غزة.

باكستان وأفغانستان تستدعيان أسئلة كثيرة، لا نجد لها إجابة، ونعجز عن تفسيرها، فمنذ أيام والقتال يدور بينهما، على الحدود المشتركة، وتمتد عبر الطيران إلى «كابول» عاصمة أفغانستان، وقندهار التي أعادتنا إلى الوراء 40 عاماً، عندما كانت محوراً أساسياً لمواجهة الغزو السوفييتي، وكانت أسماء قادة المجاهدين فيها على كل لسان، و«الذكرى تنفع المؤمنين»، وقد تجعلهم يفكرون، ويعيدون الأسئلة المطروحة على أنفسهم، ويتكرمون علينا بتفسير يقنعنا أو يخفف من وقع ما يفعلونه!

باكستان هي التي احتوت أفغانستان في ثمانينيات القرن الماضي، استضافت من شردهم الغزو، ومن أنهكتهم الحرب بعد أن دمرت قراهم، وهي، أي باكستان، هي التي دربت من تطوعوا للدفاع عن بلادهم، وهي التي فتحت حدودها للسلاح المرسل إلى ساحة المعركة، وقد كانت بحق سنداً لأشقائها، حتى خروج الغازي، وهي التي احتضنت من فكروا في تأسيس حركة طلاب العلوم الدينية، وأسموا أنفسهم «طالبان»، ومنها ذهبوا إلى بلادهم، بفكر وعقلية وانتماء تخالف ما استقر عليه قادة المجاهدين الذين تقاسموا الحكم والنفوذ، فأخذوا الحكم ومعه بلادهم إلى حقبة جديدة لم تنته إلا قبل ثلاث سنوات.

وباكستان خاضت قتالاً حدودياً مع الهند قبل بضعة أشهر، وحمدنا الله كثيراً على تدارك الدولتين النوويتين للأمور، ورحبنا بإنهاء القتال قبل أن تتسع رقعته، فلم ذهبت مع أفغانستان إلى مرحلة تجميد العقل وإشعال الفتيل؟ فالأوضاع في البلدين لا تحتمل الإنفاق على حروب جديدة، والحروب لا تحقق الرفاهية للشعوب والدول الغنية، فماذا ستحقق للشعوب والدول المتربعة على خطوط الفقر؟!

هذا سؤال يحتاج إلى إجابة، يطرحه الجيران، وكل الذين يعلمون بأن النيران إذا اشتعلت في الجوار لن تطال من أشعلوها فقط، بل ستصل تبعاتها إلى الآخرين، فهل تعود العقول إلى رشدها في باكستان وأفغانستان؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى