حماس تحسم معركة الميليشيات المناوئة في قطاع غزة

اتهمت حركة حماس عناصر من عائلة دغمش في حي الصبرة بمدينة غزة بالتعاون مع إسرائيل، واندلعت اشتباكات عنيفة، مساء الأحد، بين عناصر من الحركة ومسلحين من العائلة أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة آخرين، وفق ما أفادت به مصادر ميدانية لقناة «العربية».
وذكرت المصادر أن الاشتباكات، استمرت أكثر من خمس ساعات، واندلعت بعد اتهام حركة حماس لعناصر من العائلة بالتعاون مع إسرائيل، وتنفيذ عمليات سطو على شاحنات المساعدات الإنسانية والقتل خارج القانون.
وفي سياق متصل، أعلن مستشفى المعمداني في البلدة القديمة بمدينة غزة وصول جثمان الصحفي والناشط الإعلامي صالح الجعفراوي، بعد مقتله متأثرًا بإصابته بعدة رصاصات أثناء تغطيته الاشتباكات بين مسلحي عائلة دغمش وعناصر من الشرطة في حي الصبرة غرب المدينة.

تستعيد حركة “حماس” سيطرتها على أجزاء من غزة لا تحتلها القوات الإسرائيلية مع بدء سريان وقف إطلاق النار، وسط استمرار حالة من عدم اليقين بشأن الوضع الأمني في القطاع في حال نزع سلاح الحركة.
وتم رصد قوات الأمن الداخلي التابعة لحماس في شوارع مدينة غزة، السبت، ووردت تقارير متعددة عن وقوع اشتباكات بين الحركة والعشائر المعارضة لها في الأيام الأخيرة.
وقالت الجبهة الداخلية الفلسطينية، وهي قناة تابعة لحماس على تطبيق تليجرام، الأحد: “تم إلقاء القبض على عدد من العملاء والمتعاونين في مدينة غزة، بعد ثبوت تورطهم في التجسس لصالح العدو”، بالإضافة إلى “المشاركة في اغتيال عدد من عناصر المقاومة”.
وأضافت: “تجري الأجهزة الأمنية والمقاومة حملة ميدانية واسعة النطاق في جميع مناطق قطاع غزة، من شماله إلى جنوبه، لتحديد مواقع العملاء والمخبرين واعتقالهم”.
وأظهر مقطع فيديو نشرته قنوات تليجرام التابعة لحماس، السبت، أحد المتعاونين المزعومين وهو يتعرض للضرب في مكان مجهول.
وأظهرت مقاطع فيديو أخرى على مواقع التواصل الاجتماعي أفرادا مسلحين وملثمين من حماس يسيرون في شوارع أحد أسواق مدينة غزة، ونشرت وزارة الداخلية التي تديرها حماس صورا لضباط يحملون بنادق وقبعات بيسبول كُتب عليها اسم “شرطة” في مدينة غزة وهم يتعاملون مع السكان المحليين.
وسيطرت حماس منذ فترة طويلة على غزة بـ”قبضة حديدية”، واستمرت حتى خلال الحرب. وقد أفادت شبكة CNN أن حماس أعدمت وشوهت لصوصا مزعومين، في دلالة على استمرار نفوذ الحركة على الرغم من إضعافها من قبل إسرائيل.
وأعلنت وزارة الداخلية التي تسيطر عليها حماس عفوا لمدة أسبوع يبدأ، الاثنين، عن أعضاء العصابات الإجرامية “غير المتورطين في إراقة الدماء أو القتل”.
لكن سيطرة حماس على غزة واجهت تحديا من عدة عشائر في الأشهر الأخيرة، وخاصة في الجنوب. وقد تلقت بعض هذه الجماعات الحماية من الجيش الإسرائيلي.
وأفادت قنوات التواصل الاجتماعي التابعة لحماس بوقوع اشتباكات في منطقة الصبرة بمدينة غزة بين عائلة مشهورة وقوات الأمن، قُتل خلالها محمد عماد عقل، نجل أحد القادة العسكريين الكبار في حركة حماس.
وحاصرت قوات حماس الحي الذي تعيش فيه عائلة دغمش، مساء الجمعة. وذكرت مصادر لشبكة CNN أن عددا من أفراد العائلة قُتلوا، وأن عددا كبيرا من المسلحين الملثمين انتشروا حول المستشفى الأردني في مدينة غزة.
وفي جنوب غزة، رفضت مجموعة معارضة لحماس تُعرف باسم “القوات الشعبية” إلقاء سلاحها.
وشاركت المجموعة في مرافقة شحنات المساعدات، متحدية حماس بشكل علني، التي قالت بدورها إنها ستواجه ما وصفتها بعصابة إجرامية.
ونشر حسام الأسطل أحد قادة المجموعة، على فيس بوك، السبت: “إلى كل جرذان حماس، أنفاقكم مُدمرة، ولم يعد لكم حقوق. توبوا قبل فوات الأوان – لن تكون هناك حماس من اليوم فصاعدا”.
وقال الأسطل لقناة 12 الإسرائيلية: “نحاول أن نكون بديلا عن حماس. إنهم يلجأون إلى الحرب النفسية… وسيستخدمون كل قوتهم لإثبات أنه لا يوجد خيار آخر في القطاع سواهم”.
ومع ذلك، يُعتقد أن عناصر القوات الشعبية قد انتقلوا إلى ما يُعرف بـ”الخط الأصفر” داخل جنوب غزة، حيث لا تزال القوات الإسرائيلية متواجدة.