توبكُتّاب وآراء

السفير مدحت القاضي يكتب لـ « 30 يوم» : تقييم .. وتحليل لقاء قِمة آلاسكا بين ترامب & بوتين .. مع رصد للموقف الأوروبي والصيني

[١] قبل انعقاد القمة، تعمدت سكاي نيوز عربية (يوم الخميس الماضي ٨/١٤) ان تبرز تقريراً يتحدث عن ما أسمته “صفقة الكنز” لإغراء بوتين!..

– وحيث نشرت ما كشفت عنه صحيفة “التلغراف” البريطانية من أن: الرئيس الأميركي دونالد ترامب يستعد لمنح روسيا إمكانية الوصول إلى ثروات الطبيعية والمعادن في أوكرانيا وألاسكا، لتحفيزه على إنهاء الحرب في أوكرانيا.

– وأن ترامب سيصل إلى اجتماعه المرتقب مع بوتين، الجمعة، في ألاسكا محملاً بعدد من فُرص الربح المالي لروسيا، ومن بينها أنه سيفتح موارد ألاسكا الطبيعية أمام موسكو، وسيرفع بعض العقوبات الأميركية على صناعات الطيران الروسية.

– وذكرت “التلغراف” إلى أن أوكرانيا تملك 10 بالمئة من إحتياطات الليثيوم العالمية، المعدن الأساسي، الذي يستخدم في صناعة البطاريات. وتوجد اثنتان من أكبر رواسب الليثيوم في المناطق الأوكرانية الخاضعة للسيطرة الروسية، وأعلن بوتين تمسكه بالمعادن الثمينة في هذه المناطق.

– وفي مايو الماضي، سبق ان وقعت الولايات المُتحدة إتفاقية مع كييف بشأن المعادن الأرضية النادرة، ما يسمح لها باستغلال الموارد الطبيعية الوفيرة في أوكرانيا.

– وستحتاج واشنطن إلى إنشاء عمليات تعدين جديدة، وهو ما يمكن تسريعه بالتعاون الروسي، بحسب تعبير “تلغراف”.

– وأشارت “التلغراف” إلى أن وزير الخزانة الأميركي سكوت بينست قدم لترامب إحاطة عن التنازلات الإقتصادية التي يمكن لواشنطن إعطاؤها لروسيا، من أجل تسريع التوصل إلى إتفاق لوقف إطلاق النار.

– هذا، وتشمل الحوافز الأخرى رفع الحظر عن تصدير أجزاء، ومعدات اللازمة لصيانة الطائرات الروسية، التي تضررت بعد العقوبات الغربية التي طالت روسيا بعد غزوها لأوكرانيا في 2022، ما أجبر شركات الطيران والجيش هُناك وقتها على تفكيك الطائرات القديمة للحصول على قطع غيار.

[٢] قِمة آلاسكا هي محطة مفصلية في مسار الحرب بأوكرانيا.

[٣] لقاء القِمة لابُد ويثير مخاوف القادة الأوروبيين من إحتمال أن يتمكن بوتين من جرّ ترمب إلى تسوية تُفرض على أوكرانيا. (موقع رووداو).

[٤] إلا أن ترمب كان حذراً، ورفض هذا الطرح المُبَكِر، قائلاً للصحفيين في البيت الأبيض: “أنا رئيس، ولن يعبث معي”.

[٥] وفي نفس الوقت، ترامب كان حريصًا قبل بدء القمة علي تأكيد أنه: “شيء ما سينتج عن القمة مع بوتين.. ولا ضمانات أمنية لكييف في إطار الناتو”. (الشرق للأخبار).

[٦] والقِمة كانت بمثابة رسالة الي بريطانيا: وهو ما أبرزته “ديلي تلغراف” قبل بدء القِمة بعنوانها المُمَيز: “حان الوقت لكي تدرك بريطانيا أن أوكرانيا خسرت الحرب”.

[٧] هل استحضرت قِمة آلاسكا مؤتمر يالطا!:

– لماذا عاد الحديث الآن عن المؤتمر المنعقد في عام 1945؟.. وما الذي حدث فيه؟.

– ولماذا تستحضر قِمة ألاسكا صورة زعماء الحلفاء المٌجتمعين لتقاسم النفوذ في أوروبا بعد هزيمة هتلر؟. (قناة CNBC عربية).

[٨] ولكن، كان ويظل، آداء وتعبيرات الرئيس بوتين: لافتاً للنظر.. وغير متوقعاً:

– أُصيب بالذهول ووضع يديه حول فمه.. ولقطات تُظهر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في حالة استغراب خلال بدء قِمة ألاسكا مع ترامب. (قناة العربية).

[٩] رد الفعل الاوكرانى:‏ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: “أجريتُ مكالمة هاتفية مع زعماء أوروبيين بعد محادثات مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب”:

– نحتاج إلى سلام حقيقي وليس إلى توقف مؤقت للهجمات الروسية.

– أكدت لترامب أهمية تكثيف الضغط على روسيا.

– ينبغي ضمان الأمن بشكل موثوق وعلى المدى الطويل.

– يجب على أوروبا والولايات المُتحدة تقديم ضمانات أمنية.

– القضايا المرتبطة بالأرض لا يمكن حلها إلا مع أوكرانيا. (قناة CNBC عربية).

[١٠] مظاهر الإستقبال جاءت تاريخية وحافلة ومهيبة، لدرجة أبكت فون دير لاين وزيلينسكي!:

– مشاهد تاريخية من الاستقبال الرسمي الحافل والمهيب للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا.

– حيث وصف رواد مواقع التواصل هذه اللقطات بأنها كابوس بالنسبة الي زيلينسكي ورعاته.

[١١] وقد لاحظت أيضاً ظهور دور واضح لزوجات الرئيس:

– ومن هُنا، تعمد زيلينسكي يوم الإثنين (عقب نهاية قِمة الأسكا) ان يأتي وهو يحمل رسالة من زوجته إلى قرينة ترامب.

– وكانت ميلانيا ترامب (يوم الأحد قبلها بيوم) قد وجهت رسالة لبوتين: “على الجميع السعي لبناء عالم تسوده الكرامة”.

[١٢] إختيار آلاسكا موقعاً للقمة جاء موفقاً، بل ولم يكن له بديل، سيما من الوجهة الأمنية!:

– فها هي الشٌرطة الأمريكية تخلى ساحة تايمز سكوير بنيويورك بعد العثور على طرد مشبوه (يوم الإثنين).

– مظاهرات فى نيويورك للمطالبة بوقف الحرب الإسرائيلية على غزة (يوم الأحد).

[١٣] لماذا تم إختيار ألاسكا بالذات لعقد القِمة؟:

– ربما تم اختيار ألاسكا لموقعها بين العاصمتين، وعدم مُشاركة الولايات المُتحدة في نظام روما لتنفيذ مٌذكرة اعتقال المحكمة الجنائية الدولية بحق بوتين، فضلاً عن أهميتها التاريخية، بما في ذلك الاستعمار الروسي السابق، والمجتمعات الأرثوذكسية الروسية الحديثة، وفترة الحرب الباردة.

[١٤] هل كان الخاسر في قِمة ألاسكا هو زيلينسكي؟، مٌعظم الدلائل تُشير الي ذلك:

– ترامب يطلب من زيلينسكي الموافقة على شرطين لبوتين قبل اجتماعهما.. ما هما؟..

– والشرطان: أن تتنازل أوكرانيا عن شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا بشكل غير قانوني عام 2014، وموافقتها على عدم الانضمام مطلقاً إلى حلف شمال الأطلسي “الناتو”.

– تلك أهم الشروط التي وضعها فلاديمير بوتين لإنهاء الحرب. (وهو ما نشرته سي ان ان بالعربية أمس الإثنين).

[١٥] وبالتالي؛ من سيدفع الثمن؟، ومن سيقدم تنازلات؟:

– ترامب يستبعد استرجاع أوكرانيا للقرم، ويقول: “لا عودة للخلف.. وبإمكان زيلينسكي إنهاء الحرب الآن”. (الشرق للأخبار).

[١٦] وهو ما أكده ترامب مُجدداً عندما كشف شروط بوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا بعد قِمة ألاسكا (سي ان ان بالعربية أول أمس الأحد).

[١٧] هل خرج بوتين منتصراً في قِمة ألاسكا؟:

– نعم، خلال 180 دقيقة في ألاسكا.. بوتين حصل على 5 أشياء من ترامب وخرج بها منتصراً (كما نشرته أول أمس الأحد سكاي نيوز عربية).

[١٨] اما الشيء الجدير بالاهتمام أيضاً في تقديري، فهو ان مصر أرسلت رسالة مصرية في نفس التوقيت:

– رسالة قوية للجيش المصري من قلب الاستخبارات العسكرية. (وكان محل إهتمام وترويج قناة روسيا اليوم/أول أمس وأمس).

– الرسالة واضحة: حتي لا تكون اتفاقاتكم علي حسابنا (قناة الغد).

– مشروع استراتيجي تعبوي للاستخبارات العسكرية المصرية؛ يجيء في هذا التوقيت.

[١٩] ومثلما كانت أوكرانيا (زيلينسكي) هي الغائب الخاسر (كما أوضحت بالبند ١٤ والبند ١٥ بعاليه)، يكون من حقي أن أتساءل ماذا عن إسرائيل (نتانياهو)!، وهل هي:

الغائب؟

ام الحاضر؟

أم الفائز؟.

[٢٠] او بالأحرى؛ من سيدفع الثمن؟، ومن سيقدم تنازلات؟.

[٢١] ومحاولة إيجاد إجابة، تستدعي الاهتمام ب:

– ما جاء علي لسان المستشار الألماني من واشنطن: “نتائج الاجتماع مع ترامب والأوروبيين فاقت توقعاتنا”. (سكاي نيوز عربية/اليوم).

[٢٢] بعد لقاء ترامب والأوروبيين.. زيلينسكي يلغي مقابلة مع “فوكس نيوز” ويغادر واشنطن. (قناة روسيا اليوم/اليوم).

[٢٣] وفي المُقابل؛ لست أُبالغ عندما أقول: لُغة راقية ودبلوماسية وليست مجرد لُغة رجل حرب منتصر، تلك هي لٌغة بوتين:

– “نعتبر الشعب الأوكراني شعبًا شقيقا”..

– الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يؤكد أن تسوية الأزمة الأوكرانية يجب أن تتم على نحو مستدام وطويل الأمد، داعيا كييف والعواصم الأوروبية إلى ألا يحاولوا تعطيل مسار السلام. (قناة روسيا اليوم/السبت).

[٢٤] ويهمني التنويه بأن بوتين نجح أيضاً في إستخدام الملف الديني كورقة ضغط!:

– ‏”روسيا منحتنا أغلى ما في الوجود، الإيمان الأرثوذكسي”..

– الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يلتقي رئيس أساقفة الكنيسة الأرثوذكسية الأمريكية في أبرشية ألاسكا. (آر تي أونلاين).

[٢٥] هل ينقذ بوتين الرئيسَ الأمريكيَ من قضية إبستين؟ (قناة روسيا اليوم/السبت).

[٢٦] قِمة آلاسكا ليست نهاية بل بداية:

– نائب روسي: “اللقاء المٌقبل بين بوتين وترامب قد يُعقد في روسيا {قريبا جدا}”. (قناة روسيا اليوم/ السبت).

[٢٧] لقطات لبوتين من ألاسكا تهز الرأي العام الصيني + التقييم الصيني لقِمة ألاسكا:

– لفت موقع “بايجياهاو” الصيني الأنظار إلى سلوك الرئيس بوتين عقب لقائه نظيره الأمريكي ترامب في ألاسكا، معتبراً أنه عكس عمقاً إنسانياً وسياسياً أثار إعجاب المراقبين، خصوصاً في الصين.

– ووفقاً لمراقبين صينيين، فإن ما حدث بعد الجزء الرسمي من القِمة التي استمرت 3 ساعات كان مثيراً للانتباه بقدر المباحثات نفسها.

– فقد لوحظ تباين واضح في سلوك الرئيسين خلال المؤتمر الصحفي المشترك.

– ورغم طبيعته الصريحة ونبرته الحادة المٌعتادة، بدا ترامب في هذه المرة أكثر توتراً وتردداً، بينما بقي بوتين هادئاً، واثقاً من نفسه، يتحدث بوضوح وتماسك، مِما عزز صورته كقائد حكيم ومتزن.

– بعد انتهاء المؤتمر، غادر ترامب مُباشرةً إلى المطار، ملغياً عشاءً كان مقرراً مع الوفد الروسي، وفق ما أفادت تقارير صحافية أشارت إلى أنه بدت عليه علامات التعب والإرهاق الشديد جراء المفاوضات.

– في المقابل، إختار بوتين طريقاً مختلفاً. بدلاً من المغادرة فوراً، توجه إلى مقبرة “فورت ريتشاردسون”، حيث دُفن عدد من الطيارين السوفييت الذين فقدوا حياتهم خلال الحرب الباردة.

– وهناك، قام بوتين بوضع أكاليل من الزهور على القبور، وركع بإحترام أمام كل شاهد قبر، في مشهد تلقّاه الحضور والصحفيون بتأثر كبير.

– كما التقى الرئيس الروسي برئيس الأساقفة الأرثوذكس المحلي، وقدم له أيقونة تقليدية كهدية رمزية، تعكس الترابط الروحي والتاريخي بين الكنيسة والدولة في روسيا.

– وسرعان ما انتشرت الصور والفيديوهات لهذا المشهد المؤثر في وسائل الإعلام العالمية، وأصبحت حديث المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي.

– واعتبر الموقع الصيني أن هذه اللفتة البسيطة لكن العميقة تعكس إحترام بوتين العميق لتاريخ بلاده، وتقديره لمن ضحّوا من أجل الوطن.

– وخلص الموقع إلى أن هذا التصرف لم يُظهر فقط الجانب الإنساني للرئيس الروسي، بل عزّز أيضاً صورته كقائد يجمع بين القوة السياسية والاحترام للماضي، وهو ما يفسر سبب إعجاب الكثير من الصينيين بهذا التصرف، واعتباره نموذجاً للقيادة المسؤولة والواعية. (المصدر:موسكوفسكي كومسوموليتس).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى