توبكُتّاب وآراء

الإعلامي الإماراتي محمد يوسف يكتب لـ «30 يوم» : من سيُنزع أولاً؟

إنكار الحقيقة لا يغير من الواقع شيئاً، وكذلك المكابرة، والاستمرار في إطلاق التصريحات النارية، وفوقها التهديدات العلنية، كل هذا كلام فارغ، لا قيمة له، والدروس ما زالت آثارها عالقة بحزب الله اللبناني.

عاش ذلك الحزب في وهم البطولات المزيفة، وصدّق أكاذيبه التي ضخمت صورته في بلاده، ومنها أصبح «دولة داخل الدولة»، يأمر وينهى، يعطل ويصفي، ويحتل الشوارع، ويغزو المناطق، ويتحكم في أرزاق الناس، فانزوت جميع الطوائف والأحزاب، واختفت القيادات خلف الصمت والإقامة القسرية في مناطقها وبين طوائفها، ومن ليس له من يسنده اختار الخارج ملاذاً، ونبتت للحزب أنياب وأذرع باطشة، واتسعت دائرة اهتماماته بتوجيه من أصبح يتحدث باسمهم وينطق بلغتهم، حتى «استأسد» بعد أن منح توكيلاً من «شرطي المنطقة»، ودون سابق إنذار نزعت الأنياب وهدمت الكهوف على رؤوس الأسود المصنوعة من الورق!

هزم الحزب من الداخل، من أتباعه وحلفائه، قادته قتلوا تحت الأرض وفي تنقلاتهم السرية، ولم يتبق لهم أحد، وصواريخهم دمرت في مخازنها، ولحق بهم الممولون الموجهون أصحاب الكلمة العليا، ومع ذلك ما زالوا يعيشون في عالم الأوهام، يرفضون الخضوع للحقيقة الناتجة عن الواقع الجديد، ويصرّون على أنهم رمز من رموز المقاومة، وأنهم استثناء، والاستثناء مباح له ما هو ممنوع على غيره، ويريدون فرض الشروط كما كانوا يفعلون في العقدين الماضيين، وأهم شروطهم الاحتفاظ بالسلاح لإرهاب شعبهم.

أحد أتباع الحزب، حزب الدمار، وقف بالأمس في منطقة البقاع مجلجلاً حتى كادت عمامته أن تسقط، قائلاً: «هناك من ينادون بنزع سلاح الحزب، وسأرد عليهم بكلمتين، هما «سننزع أرواحكم» قبل أن تنزعوا منا السلاح»، المتغطرسون، أمثال هذا الشخص، هم من جلبوا الدمار للبنان وما زالوا.

فمن سيُنزع أولاً؟ السلاح أم الأرواح؟!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى