توبكُتّاب وآراء

الإعلامي الإماراتي محمد يوسف يكتب لـ «30 يوم» : ماسك والخوف من الفشل

أحداث لوس أنجلوس أخرجت دونالد ترامب من الزاوية الضيقة التي حشر فيها مع إيلون ماسك، وجدها فرصة مواتية للابتعاد عن مستنقع، يزداد عمقاً مع كل تغريدة يتبادلانها، وهو مستنقع موحل تغوص فيه الأرجل، ويفقد من يدخله القدرة على التحكم في أفعاله.

ومن جديد يذهب الرئيس في نسخته الثانية إلى الاتجاه الخطأ، ويدخل نفسه في مشكلة أكبر من تلك التي هرب منها، فما يحدث في ولاية كاليفورنيا ومدينتها الكبرى أحدث شرخاً داخلياً عميقاً قد لا يكون ترامب قادراً على إصلاحه، وهذا يعيدنا ثانية إلى ماسك، حيث يتردد أن أهم أسباب اتخاذه قرار الابتعاد وقطع العلاقات، ثم التحول من صديق إلى عدو، هو عدم تحمل مسؤولية القرارات الارتجالية وغير المدروسة جيداً من جانب الرئيس، والتي نتجت عنها إخفاقات ترقى إلى درجة الفشل!

ويقال إن ماسك الذي اعتاد على النجاح منذ تأسيس أول مشروع له ببضعة آلاف من الدولارات وحتى جمع أكثر من 250 مليار دولار، فهو من أصحاب نظرية «واحد زائد واحد يساوي اثنين»، دون استخدام كلمات مثل «قد» و«ربما» و«يتوقع» و«سوف»، أقول لكم، يقال إنه شعر بالإحباط وهو يرى الرئيس بعد ساعة من تنصيبه يوقع قرارات تنفيذية، أعدها قبل أن يجلس على طاولة المكتب البيضاوي، ويتفاخر بتوقيعه المميز، ويمنح الأقلام التي وقع بها هدايا على الحاضرين لذلك المشهد الاستعراضي، وبعدها اخترع عقد لقاءات صحفية في الطائرة، يعلن فيها، دون علم أحد من إدارته، ما يمكن أن يحدث ضجة أو يضر بمصالح فئات من المجتمع، وأغلب ما أعلن حتى الآن، وليس حتى رحل ماسك، ثم التراجع عنه أو أوقفته المحاكم العليا، وكان آخرها قرار طرد الطلاب الأجانب من جامعة «هارفرد».

ذلك ما يقال، وما يخطر على البال، بالنا نحن الذين نتابع ونتساءل، أما الذي بداخل «بال» إيلون ماسك أو «الرقاقة» الصغيرة التي اخترعها، وقد يكون استخدمها، فتلك أمور لن نفتي فيها.

.. وسننتظر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى