الإعلامي الإماراتي محمد يوسف يكتب لـ «30 يوم» : « ماسك لا يهرول عبثاً »

لا خوف على إيلون ماسك حتى لو خسر «تسلا» بالكامل، فهو يملك أموالاً كثيرة، كما قال دونالد ترامب، هو الأول في العالم من حيث الثراء، ملياراته لم يجمعها من السيارات الكهربائية، ولا من المشاريع الفضائية، أو من منصة «إكس» التي كانت «تويتر» قبل أن يستحوذ عليها، هو دفع من أمواله التي جمعها على تلك المشاريع ذات الصيت، والتي لم يسترد شيئاً مما صرفه عليها!
إيلون ماسك لم يختر «مناطحة» ترامب اعتباطاً، فمثله «لا يهرول عبثاً»، ولو كان كذلك لوضعناه في «خانة» أصحاب الفكر والثقافة والأدب والإعلام، أولئك الذين يقاتلون طوال حياتهم لإيصال كلمة أو رأي أو فكرة، ويكتفون بالعيش والديون تطاردهم حتى مماتهم، إنه من الفئة الأخرى، تلك الفئة التي تربح دولاراتها أضعافاً مضاعفة في أي مكان يضعونها، ويخططون لأهداف لا يراها غيرهم، ولا يفهم أساليب الوصول إليها إلا هم، ولأنه إيلون ماسك المتربّع على قمة الفئة المليارية بدأ يحلم بهدف بريقه يفوق بريق الذهب والماس!
إيلون ماسك يخطط للرئاسة في انتخابات 2028 أو بعدها، هكذا يعتقد كثيرون، خاصة بعد نشر تقارير موجهة حول تعلقه بالبيت الأبيض والقرب من السلطة قبل أن تتآمر عليه المجموعة المحيطة بالرئيس، والاعتداء عليه بالألفاظ النابية ثم الأيدي في ممرات البيت الذي يحكم العالم، وهذا الاعتقاد لا أساس له من الصحة، فالملياردير «رقم واحد» عالمياً لا يستطيع أن يحصل على المنصب الأول والأهم والأكثر قوة وتأثيراً في العالم، الدستور يقف حائلاً بينه وبين رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، لأنه لم يولد فوق أراضيها، وقد «عيّره» ترامب بذلك قبل يومين، واقترح عليه العودة إلى جنوب أفريقيا حيث وُلِد، وأي تعديل في دساتير «الدول العميقة» يحتاج إلى عقود من الزمان!
وهنا يستبعد خيار الرئاسة بعد إغلاق أبوابها في وجه إيلون ماسك، ولكن أبواب النفوذ والسيطرة مفتوحة، وخياراتها متعدّدة، وتاريخ أمريكا يسجل سوابق لأشخاص عملوا في الخفاء رغم أن خيوط تحريك الدمى كانت في أيديهم!
ومازلنا ننتظر.