داليا البيلي تكتب لـ «30 يوم» : قامة قضائية تُودَّع بشرف وتُذكر بكرامة .. بطل وطني قاوم إرهاب الإخوان

في هدوء وسكينة رحل المستشار الجليل شعبان الشامي، أحد رموز القضاء المصري النزيه، الوطني من كرّس حياته في خدمة العدالة وحماية هيبة الدولة رحل وترك بصمةً لا تُنسى في سجل القضاء المصري الشامخ.
وقد انبرى المستشار الجليل رحمه الله بشجاعة للعمل رئيسا لإحدى دوائر الارهاب رغم خشية البعض من هذا العمل البطولي و كان رجلا ممن صدقوا ما عاهدوا الله عليه حماية للوطن وأمنه وتقلد المستشار الشامي رحمه الله العديد من المناصب القضائية الهامة ، كان من ضمنها رئاسة محكمة الجنايات والتي تولت ونظرت في قضايا جماعات العنف والإرهاب، ومن أبرزها محاكمة قيادات جماعة الإخوان، وقد عُرف عنه التمسك بالقانون والحزم الحزم، والإيمان العميق برسالة القضاء في ترسيخ دولة القانون ومحاربة الإرهاب.
وفي لحظات الوفاة، حيث يُفترض أن تسود الرحمة ويتجلى الخُلُق الإنساني، ولكننا كما عهدناه من شخصيات لم نعتد ولم نرى منها كشعب مصري سوى الخسة والخيانة نجدهم تناولوا بموجة من الشماتة الرخيصة والتي صدرت عن أطراف لا تعرف للخصومة حدودًا ولا للإنسانية حرمة، وكأنهم تجردوا من أبسط معاني الأخلاق والدين.
هذه الأصوات، التي طالما طعنت في مؤسسات الدولة وتشويه رموزها والتشفى في شهداء مصر الأبرار كشفت مرة أخرى عن وجهها القبيح الذي لا يحترم الموت ولا يوقر العدالة ليزداد رصيدها السلبي عند الشعب المصري.
الشماتة في الموت ليست من الشجاعة، بل من الانحطاط الأخلاقي.
فالموت لا يفرّق بين خصم وصديق، وبين متفق ومخالف.
وإن من النُّبل أن نختلف في الحياة، لكن أن نلتقي على الدعاء للميت عند رحيله، رحمة به ورحمة بأنفسنا.
وفي الإسلام، الموت موضع توقير ودعاء لا مناسبة للتشفي والتشهير وان اختلفنا فالصمت أولى عند الموت وهيبته
ولكن ماذا نقول عن شخصيات فيها كل العبر من خيانة للوطن والترزق من الاجندات المغرضة.
فلا نملك سوى القول : ( الحمد لله الذي عافانا مما ابتلى به كثيرا من مرضى القلوب )
وفي الختام رسالتنا بكل وضوح : المستشار شعبان الشامي توفاه الله مرفوع الرأس فخر لأبناؤه من بعده مكرّمًا بتاريخه الوطني مشهودًا له بالكفاءة والاستقامة، وسيبقى في ذاكرة القضاء المصري واحدًا من رجاله العظام.
أما من شمت وتطاول، فإنما أسقط عن نفسه ورقة التوت، وكشف عما اعتدناه منهم عن خواء القيم.
رحم الله الفقيد رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته، وألهم ذويه الكرام ومحبيه وزملاءه في السلك القضائي الصبر والسلوان.
وستبقى ذكراه حاضرة، ليس فقط في أحكامه ومواقفه، بل في ضمير كل من آمن بأن العدل أساس الملك، وأن القضاة هم حصن الوطن حين تهتز الثوابت مضحين بحياتهم غير مبالين سوى برفعة الوطن وأمان شعبه.
وفي الختام ، الرجال لا يُقاسون بمن شمت فيهم عند الرحيل، بل بما تركوه من أثر وكرامة وعطاء.
وداعًا أيها القاضي الجليل… وموتك شهادة جديدة على ما قدمته من أجل الوطن.
وتحيا مصر حرة أبية رغم كيد كل خائن ومهما مكر الماكرون .. فستبقى مصر.