توبكُتّاب وآراء

صبري حافظ يكتب لـ «30 يوم» : عندما نظر الزعيم الكوري لترامب باحتقار

لخص رئيس الوزراء الأسترالى، أنطونى ألبانزى، حالة الفوضى التى تسود العالم منذ قدوم دونالد ترامب للبيت الأبيض عندما سئل عن رأيه فى استيلاء ترامب على قطاع غزة وتحويله إلى ريفييرا الشرق الأوسط.

جاءت إجابة ألبانزى معبرة عن مأساة العالم قائلا: «لن أستطيع التعليق يوميا على تصريحات الرئيس الأمريكى» فى إشارة إلى تزاحم التصريحات وتناقضها وشذوذها وتعارضها مع القانون الدولى!

ومقارنة بين الهجمة الشرسة لسرقة غزة «عينى عينك» فى إطارها الكبير «العربى»، والحملة على أوروبا مع اختلاف الهدف، رغم تطابق المحورين فهدفهما مكاسب مادية و«سرقة» حقوق الآخرين، فإن الموقف العربى أفضل من الأوروبى صمودا وعدم وجود فرعيات تفتت وحدة الصف.

رسوم ترامب على أوروبا ضربتها فى الصميم بصاعقة لم ترها منذ الحرب العالمية الثانية، وحول التفافها لمواجهة روسيا ومطامعها تجاه أوكرانيا، لتدير ظهرها «للخلف در» لتحديات ترامب.

سياسة ترامب نحو أوروبا، «أخطبوطية» متشعبة، خلقت انقسامًا بين الدول الأوروبية بعضها البعض، وبثّ ضمن سياسته الترهيبية المعتادة الرعب فى قلوب زعمائها وأن أوروبا ستكون مستعمرات روسية فى تهديد صريح لهم ليخضعوا لابتزازه، وفرق بين الحكومات وقادة الأحزاب المتطرفة اليمينية التى تؤيد ترامب لتطابق الإيدلوجية الفكرية، لقناعتها بأن الضرائب والتشريعات لها انعكاسات سلبية تفوق رسوم ترامب!

والدانمارك كدولة ناشطة بالاتحاد الأوروبى وعضو بالناتو تواجه مع شقيقاتها الأوروبية تحديات الرسوم، إضافة لتحدِ آخر بعد أن حرك ترامب بمكره ودهائه المياه الراكدة بجزيرة جرينلاند، وهى الهادئة المطمئنة تحت أجنحة الدانمارك علا صوتها بين عشية وضحاها «60 ألف نسمة» مطالبين بالاستقلال دون سيطرة دانماركية أو أمريكية!

وعلى العكس هناك موقف عربى موحد من الخليج إلى المحيط، يدفع بممانعة أكثر وجود دعم عالمى، وأوروبا فى أزمتها مع ترامب تدعم الموقف العربى والوصول لحل دولتين.

يزيد من المساندة معتدلون إسرائيليون سياسيون وجنرالات وإعلاميون ينظرون لـ«التهجير» بسخرية والتشكيك فى تنفيذه والتلويح بأنه لن ينسف فقط وقف إطلاق النار الهش بين الفلسطينيين وإسرائيل وإنما ضرب عملية السلام بين مصر والأردن وإسرائيل، والتهديد الوجودى لدولة الاحتلال.

الموقف العربى الموحد يزداد رسوخا مع التلويح بوقف المساعدات الأمريكية لمصر، وهى ليست منة أو هبة، وإنما التزامات باتفاقية كامب ديفيد ودور مصر فى استقرار المنطقة، ولو حدث ستكون سابقة وضربة لمصداقية أمريكا وهزّة قوية للسلام.

وما يدفع للتفاؤل أن هذا الترامبى متناقض بتصريحاته وشخصيته الهوجاء، أكد أن سكان غزة سيتركونها دون عودة وعاد وقال سيعودون، وفى استراحة هذيانه فاجأ الجميع بأنه ليس فى عجلة من أمره وسيتم تأجيل مشروع «ريفيرا» ما يكشف وقوعه وسط إدارة «عصابة متطرفة» تشعل غروره وتجن جنونه!

حلم ترامب يتكسر على صخرة الصمود العربى بعد أن دفعه خياله فى ولايته الأولى بعرض هذه الفكرة باستحياء على الرئيس الكورى الشمالى كيم جونج أون وتحويل شواطئ كوريا الشمالية إلى منتجعات سياحية، فاكتفى الأخير بالنظر إليه صامتًا وباحتقار «من فوق لتحت» رغم قصر قامته.. ففهم «الترامبى» الرسالة، ومن بعدها يخشاه ويستعطف رضاه!

اقرأ أيضا 

صبري حافظ يكتب لـ «30 يوم» : ترامب المظلوم .. وكلوديا الثائرة!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى