يوسف عبداللطيف يكتب : أمل رمزي النائبة التي تحطم المستحيل وتصنع التاريخ
في ظل الانشغال الإعلامي المتسارع بختام عام 2024، وتصدر الاستفتاءات حول أفضل وأسوأ الشخصيات في كافة المجالات، لا يسعني إلا أن استعرض وبكل ثقة رأيي حول الشخصية الأكثر تأثيرًا وتفردًا في حياتنا السياسية والبرلمانية في مصر.
إنها النائبة أمل رمزي، التي رغم تحدياتها الجمة والمستمرة داخل حزب الوفد، تبقى واحدة من أبرز وأشجع القيادات التي خدمتها مصر وحرصت على محاربة كافة محاولات إقصائها. في عالم مليء بالأزمات السياسية والاقتصادية، تتجلى أمل رمزي بمواقفها الوطنية الصادقة، التي تتجاوز حدود حزبها وتعبر عن رؤيتها الأوسع لمستقبل مصر وشعبها.
النائبة أمل رمزي ليست مجرد عضو في مجلس الشيوخ أو قيادية في حزب الوفد، بل هي شخصية سياسية شجاعة تقف على قمة جبل من التحديات في عالمٍ مليء بالأعداء المتربصين والمتآمرين. بعقليتها الحادة وفكرها الاستراتيجي، قدّمت لمصر العديد من التقارير المهمة، مثل تقريرها حول القطاع الزراعي ومعدلات نمو الصادرات الزراعية. هذا التقرير لم يكن مجرد حديث عن الأرقام؛ بل كان خطة واضحة لنهضة الاقتصاد المصري من خلال التركيز على تحسين كفاءة الإنتاج الزراعي وتوظيف التكنولوجيا الحديثة في هذا المجال. لا شك أن هذا النوع من المبادرات يظهر التزامها العميق بتقديم الحلول العملية لمشاكلنا الاقتصادية، وهو ما لا يراه البعض من السياسيين، الذين يفضلون البقاء في مناطق الراحة بدلاً من التصدي لمشاكل حقيقية تحتاج إلى أفعال لا أقوال.
لكن أمل رمزي، بعزيمتها الراسخة، لم تتوقف عن الإسهام في تعزيز دورها البرلماني والسياسي. فهي عضو فاعل في لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشيوخ، حيث قدمت تعديلات مهمة على مشروع قانون العمل، وكانت دائمًا حريصة على دعم قضايا العمال والصناعة الوطنية، مما يعكس قدرتها على فهم أبعاد الاقتصاد المصري وتحليل احتياجاته. بل إن مواقفها الجريئة والمبدئية في إدانة الانتهاكات الإسرائيلية في غزة، وإصرارها على حماية الأمن القومي المصري بكل حزم، قد أكسبتها مكانة وطنية لا يمكن إنكارها. إنها ليست فقط نائبة برلمانية، بل هي أيقونة من الوطنية التي لا تتوانى عن الوقوف في صف الحق.
إن من يقرأ مواقفها في القضايا الإنسانية والاقتصادية على حد سواء، سيدرك حتمًا أنها لا تمثل نفسها فحسب، بل هي رمز للمرأة المصرية القوية التي تحارب من أجل الوطن دون خوف أو تردد. وعلى الرغم من محاولات البعض إقصاءها من المناصب داخل حزب الوفد، فإنها تواصل مسيرتها بكل ثقة وعزيمة، ولا تلتفت إلى الأصوات التي تحاول التشويش على جهدها المخلص. بل أرى أن القيادة السياسية في مصر مطالبة بتكريم هذه الشخصية الفذة، من خلال منحها منصبًا وزاريًا أو على الأقل منصبًا قياديًا في المجلس القومي للمرأة. فهي، بلا شك، تمتلك الكفاءة والخبرة التي تؤهلها للقيام بمسؤوليات أكبر.
إن ما يميز أمل رمزي عن غيرها هو قدرتها على فهم القضايا المعقدة ووضع الحلول الملموسة التي تساهم في تقدم الوطن. قد يختلف البعض معها في بعض آرائها، لكن لا يمكن إنكار أنها من الشخصيات النادرة التي تؤمن بالعمل الجاد والمخلص دون البحث عن الأضواء أو الشهرة. من خلال تقاريرها الجادة، وأفكارها البناءة، ومواقفها الصلبة، أظهرت أمل رمزي أن السياسة ليست مجرد لعبة للكسب الشخصي أو المساومة على المبادئ، بل هي مسار طويل يتطلب الشجاعة والقدرة على اتخاذ القرارات الصعبة في الأوقات الحرجة.
ولذلك، فإننا بحاجة ماسة إلى أمثالها في مواقع القيادة؛ لأنها ببساطة تمثل نوعًا جديدًا من القيادة السياسية، الذي يعكس فهمًا عميقًا لأبعاد مشكلاتنا وتطلعاتنا. أمل رمزي ليست فقط برلمانية، بل هي مدرسة في السياسة الوطنية، التي يجب أن نستلهم منها العزم والإصرار. إذا كانت هناك شخصية تستحق أن نحتفل بها في هذا العام، فهي بلا شك النائبة أمل رمزي، التي برهنت للجميع أنها رمز حقيقي للسياسية الوطنية الشجاعة في زمنٍ نحن في أمس الحاجة فيه إلى مثل هذه الشخصيات.