خالد إدريس يكتب لـ «30 يوم» : أمجاد الدول لا تصنعها الرشاوي

في عالم السياسة الدولية، يعد تحسين الصورة وتعظيم الدور من أهم الأهداف التي تسعى الدول لتحقيقها. ومع ذلك، يبدو أن بعض الدول تتجاوز الحدود وتستخدم أموالاً طائلة ورشاوي لتحقيق هذه الأهداف ، فتبدو دولا بلهاء تحاول ان تبدو عملاقة ،وهي في الحقيقة قزم صغير ، ربما لا ترقي لمسمى دولة .
الوقائع كثيرة والتاريخ يسجل كل المواقف ، ولعلنا نذكر تقرير الشفافية الدولية الذي كشف قيام إحدى الدول بإنفاق ملايين الدولارات على رشاوي لضمان فوزها بترشيح استضافة مناسبات رياضية عالمية، وهناك دولة أنفقت مليارات الدولار على حملة علاقات عامة لتحسين صورتها في الولايات المتحدة.
إن انفاق الدول اموالاً طائلة على رشاوي يعد شكلًا من أشكال الفساد، ويؤدي إلى تآكل الثقة في المؤسسات السياسية والاقتصادية ، ولا يحدثني أحد عن حملات علاقات عامة تتبعها بعض المؤسسات لأن الدولة ليست كياناً ينتج سلعة تحتاج للترويج ، فمواقف الدول وقراراتها هي من تروج لنفسها ، كما أن إنفاق الدول اموالاً طائلة على حملات علاقات عامة شكلًا من أشكال الاستغلال، حيث يتم استغلال الموارد العامة لتحقيق أهداف سياسية.
وفي نظري أن إنفاق الدول اموالاً طائلة على رشاوي وحملات علاقات عامة يؤثر سلباً على الديمقراطية، حيث تتآكل مبادئ الشفافية والمساءلة ، كما أن إنفاق الدول اموالاً طائلة لتحسين صورتها وتعظيم دورها يعد سلوكًا غير مقبول، ويؤدي إلى نتائج سلبية على الفساد والاستغلال والديمقراطية.
وفي يقيني أن الأموال لا يمكن أن تعملق الأقزام ،ولا تغير التاريخ ، ولا تصنع حضارة ،ولاتشتري قوى ناعمة ، ولا تجمل المواقف ،ولا تزرع الانتماء داخل المجنسين ، ولا تجعلك آمنا تجاه المرتزقة، ولا تشتري إلا النفوس الضعيفة وبالطبع مؤقتاً حتى يأتي من يزايد .
أفخر دائما بمصريتي وبوطني ،فمصر جاءت ثم جاء التاريخ ، أفخر بحضارة بلادي ، ومواقف بلادي التي يسجلها التاريخ بحروف من نور ، أفخر بجيش بلادي الذي طالما وقف شامخاً يزود عن أرض الوطن بكل شجاعة ، ذلك الجيش الوطني الذي تحطمت أمام إرادته وصلابته أحلام الطغاة والغزاة .
قوة مصر ومجدها وريادتها لم تأت جزافاً ،بل من موقع جغرافي متميز حباها به الله ، ومن دعم إلهي وتمييز رباني جعلها محفوظة من شر الفتن ، ومن قيادات سياسية وطنية متعاقبة أرادت لهذا الوطن التقدم والازدهار، فكانت مواقفها وقراراتها تدعم وحدة الوطن وسلامة أراضيه،ومن شعب ضرب بنسيجه الوطني أروع الأمثلة في المحبة والتسامح والترابط ، وأذهل العالم بمواقفه عبر التاريخ ، ومن جيش وطني عظيم أقسم على حماية هذا الوطن ،عقيدته النصر أو الشهادة .
بلادي بلادي لكِ حبي وفؤادي فأنت أم الدنيا ، وأنت مهد الحضارة ، ودورك ومواقفك على الساحة الدولية والعربية مشهود لها بالوطنية ، رغماًعن الحاقدين والكارهين . تحيا مصر .. تحيا مصر .. تحيا مصر .
Khalededrees2020@gmail.com
اقرأ أيضا
خالد إدريس يكتب لـ «30 يوم» : احذروا مخططات شق الصف