توبرياضةكُتّاب وآراء

إبراهيم الديب يكتب : خارج الديار تنكشف الأوهام

مازالت الكرة المصرية بعيدة تماما عن مثيلتها في أوروبا وأمريكا الجنوبية بسنين ضوئية كثيرة.

فبرغم الامكانيات التي تطورت كثيرا منذ مطلع الألفية الثالثة والأموال الطائلة التي يتم صرفها على قطاع كرة القدم في الأندية خصوصا أندية الدوري الممتاز إلا أن مستوى الكرة المصرية لايزال يبرح مكانه ولم يستطع مجابهة نظرائه في أوروبا وأمريكا الجنوبية خصوصا أوروبا وعند أي احتكاك رسمي بفريق من إحدى القارتبن مهما كان مستواه ينكشف مستوى الكرة المصرية سواء على صعيد المهارات أو على صعيد التكتيك وأساسيات الكرة العالمية الحديثة .

وجسد فريق الأهلي هذا الأمر في كل مشاركاته الدولية في كأس العالم للأندية أو في كأس الإنتر كونتيننتال الأخيرة باعتباره الفريق المصري الوحيد الذي يمثل الكرة المصرية في هذه المحافل الدولية في ظل انه الأكثر فوزا ببطولة دوري أبطال إفريقيا في السنوات الأخيرة وتحديدا في الألفية الثالثة.

قد يبدو لجماهير الكرة المصرية أن الأهلي فريق يستطيع المنافسة بقوة على البطولات الدولية الكبرى مثل كأس العالم للأندية وبطولة الانتركونتيننتال من واقع فوزه المتكرر بدوري أبطال إفريقيا ويوصفه المهمين على القارة السوداء في السنوات الأخيرة وقد يصل الحال بهذه الجماهير أن تتوقع أن يحتل الأهلي موقعا متميزا بين الكبار في هذه البطولات بل والمنافسة على الفوز بها وقهر كبريات الأندية العالمية خصوصا الأوروبية منها.

ولكن ومع بدء منافسات هذه البطولات تنكشف الأمور ويظهر البطل الأفريقي كخيال ظل ويظهر مستواه الحقيقي فنجده لا يقوى على مجابهة أي فريق من أوروبا أو أمريكا الجنوبية مهما كان حجمه أو مستواه وظهر هذا الأمر جليا منذ أن بدأ الأهلي مشاركاته في كأس العالم للأندية عام 2006 فهو لم يستطع التغلب إلا على فرق آسيوية أو من أمريكا الشمالية أو الاقيانوسيا وحتى فرق امريكا الشمالية لم يستطع الفوز علبها كلها وآخرها فريق باتشوكا المكسيكي الذي أطاح به من بطولة الاتتركونتيننتال وهزمه للمرة الثانية في تاريخ مواجهات الفريقين.

وهذا يفسر عدم قدرة الكرة المصرية بل والافريقية على مجابهة الكرة في أوروبا وأمريكا الجنوبية ويفسر أيضا المستوى الحقيقي للكرة المصرية التي لازالت محلك سر وبعيدة تماما عن الكرة العالمية رغم الطفرات القليلة في بعض النتائج التي تتحقق غاليا بتوفيق عابر لا يستمر في ظل عدم امتلاكها للمقومات التي تستطيع بها المنافسة على البطولات العالمية .

وكشفت مباراة الاهلي الأخيرة مع باتشوكا المكسيكي حجم المعاناة التي تعيشها الكرة المصرية والمستوى الحقيقي لها والذي يحاول الإعلام الرياضي تصويره لنا على غير حقيقته.

كما كشفت هذه المباراة أن الكرة المصرية مازال أمامها الكثير لكي تقف جنبا إلى جنب مع هؤلاء الكبار ومازال أمامها الوقت الطويل لكي تتخلص ممن يبيعون لنا الوهم ويصورون لنا أن ناديا مصريا يستطيع منافسة ناد مثل ريال مدريد أو غيره من كبار أندية العالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى