متابعة- يوسف عبد اللطيف:
على مدخل قرية المعصرة، بطريق أسيوط الجديدة، يقف الخطر في صورة أعمدة كهرباء مائلة ومتهالكة، تتحدى الزمن وتنتظر لحظة انهيارها الكامل. هذه الأعمدة التي يجب أن تكون مصدرًا للإضاءة والأمان، تحولت إلى مصدر رئيسي للقلق، حيث إن انعدام صيانتها وإصلاحها يجعلها أشبه بالقنابل الموقوتة المعلقة في الهواء، تهدد سلامة المارة والسائقين على حد سواء. وبجانب تلك الأعمدة المائلة، تتدلى أسلاك كهربائية قديمة، مقيدة بحبال متهالكة، غير قادرة على تأمين هذا الخط الحيوي، ما يجعل وقوع الحوادث أمرًا محتملًا في كل لحظة.
أعمدة متهالكة وأسلاك على وشك الانهيار
تلك الأعمدة التي تبدو وكأنها ستسقط في أي لحظة، باتت مصدر خطر يومي على سكان المنطقة وزوارها. لم تعد هذه الأعمدة تقوم بوظيفتها في إنارة الطريق، بل على العكس، أصبحت تمثل تهديدًا حقيقيًا بعد أن تخلت عن استقامتها، حيث تميل بشكل ملحوظ في اتجاه الطريق، مما قد يؤدي إلى سقوطها المفاجئ في أي وقت. هذا الميل الخطير لم يأتِ نتيجة إهمال حديث، بل هو نتاج سنوات من عدم الصيانة، حيث تركت الأعمدة لتتحمل قسوة الظروف الجوية والإهمال الإداري على مدار الزمن.
الأمر لا يقتصر على الأعمدة المائلة فقط، فأسوأ ما في هذا المشهد هو الأسلاك الكهربائية المتهالكة التي تتدلى من تلك الأعمدة. هذه الأسلاك لم تعد في حالتها الأصلية، بل أصبحت مربوطة بحبال واهية قد تنقطع في أي لحظة، لتتساقط الأسلاك فوق السيارات أو على المارة. هذا الوضع ليس مجرد إخلال بوظيفة الأعمدة فحسب، بل هو تهديد مباشر لحياة الناس، فمن الممكن أن تتسبب هذه الأسلاك المكشوفة والمتهالكة في حدوث صعقات كهربائية أو انهيارات كارثية في أي وقت.
طريق مظلم ومطب قاتل
على امتداد الطريق الصحراوي المجاور للمنطقة، تزداد الأمور سوءًا، حيث يخيم الظلام على أجزاء كبيرة من الطريق بسبب تعطل الإضاءة بالكامل. هذا الطريق، الذي يعد محورًا حيويًا لحركة السيارات من وإلى أسيوط الجديدة، يعاني من انعدام تام للإضاءة، ما يجعل التنقل عليه ليلاً مغامرة خطيرة. السائقون يجدون أنفسهم مجبرين على الاعتماد على أضواء سياراتهم فقط، ما يزيد من احتمالية وقوع حوادث خطيرة، خاصة عند المطب الواقع عند اليافطة. هذا المطب، الذي يعتبر غير مرئي تقريبًا في الظلام، تسبب بالفعل في وقوع عدد من الحوادث المأساوية، حيث يفاجأ السائقون به مما يدفعهم إلى التوقف المفاجئ أو الانحراف بشكل خطير، وغالبًا ما ينتهي الأمر بتصادمات وحوادث خطيرة.
تجاهل النداءات والكارثة تقترب
برغم خطورة الوضع، وبرغم تكرار الحوادث والإصابات، لا تزال نداءات أهالي قرية المعصرة والمناطق المحيطة غير مسموعة. لقد رفع الأهالي أصواتهم مرارًا وتكرارًا، مطالبين بضرورة التدخل الفوري لإصلاح الأعمدة المتهالكة وإعادة تشغيل الإضاءة على الطريق، لكن تلك الاستغاثات لم تجد حتى الآن من يستجيب. من الغريب أن تستمر هذه الأزمة الخطيرة دون تدخل حاسم من المسؤولين، خاصة وأن حياة مئات المواطنين وسائقي السيارات معرضة للخطر يوميًا.
أهالي المنطقة أطلقوا نداءاتهم إلى السيد محافظ أسيوط والجهات المختصة في المحافظة، مشددين على ضرورة التحرك السريع لتجنب وقوع كارثة كبرى. ورغم ذلك، يبدو أن التجاهل لا يزال سيد الموقف، ما يضع الجميع أمام سيناريو كارثي قد يحدث في أي لحظة. إن سقوط أحد الأعمدة على السيارات أو المارة، أو انهيار الأسلاك الكهربائية المكشوفة، قد يؤدي إلى كارثة إنسانية لا يمكن تداركها.
غياب الحلول والأرواح في خطر
الواقع المؤلم الذي يعيشه أهالي قرية المعصرة والمناطق المجاورة لا يمكن تجاهله أكثر من ذلك. الوضع الحالي يتطلب تحركًا فوريًا من الجهات المعنية، فلا يمكن الاستمرار في غض الطرف عن هذه المشكلة التي تهدد الأرواح. الحلول موجودة وليست معقدة؛ فكل ما يتطلبه الأمر هو توفير صيانة عاجلة للأعمدة المتهالكة، وتحديث الأسلاك الكهربائية القديمة، وإعادة تشغيل الإضاءة على الطريق الصحراوي. إن تجاهل هذه المشاكل قد يؤدي إلى كارثة محققة، وربما خسائر في الأرواح لا يمكن تعويضها.
يجب أن تكون سلامة المواطنين هي الأولوية القصوى. فالحفاظ على حياة الناس ليس مجرد واجب، بل هو ضرورة يجب أن يتحملها كل مسؤول بجدية. في ضوء الوضع الراهن، من الواضح أن الوقت قد حان للتدخل العاجل. لا يمكن الانتظار حتى وقوع الكارثة، بل يجب العمل فورًا على إصلاح الوضع المأساوي الذي تعيشه تلك المنطقة.
دعوة للتحرك قبل فوات الأوان
ما يطلبه أهالي المنطقة بسيط ومشروع؛ يريدون إنارة الطريق وصيانة الأعمدة للحفاظ على سلامتهم وسلامة أحبائهم. هؤلاء المواطنون لا يطلبون أكثر من حقهم الأساسي في الأمان، وهو حق لا يجب أن يكون محل تفاوض أو تأخير. كل يوم يمر دون حل لهذه المشكلة يزيد من احتمالية وقوع كارثة لا يمكن تداركها. الحلول السريعة والفعالة يجب أن تُنفذ دون تأخير، قبل أن يُفجع الجميع بخبر كارثي لا يمكن تلافيه.
المطلوب الآن هو اتخاذ خطوات فورية لإصلاح الأعمدة المائلة واستبدال الأسلاك الكهربائية التالفة بحلول أكثر أمانًا واستدامة. كذلك، يجب على السلطات المسؤولة توفير إضاءة كافية للطريق الصحراوي لتجنب المزيد من الحوادث المرعبة التي وقعت بالفعل، وحتى لا يتكرر وقوع مثل هذه الحوادث المأساوية مستقبلاً.
وإن تجاهل الوضع القائم قد يؤدي إلى كارثة وشيكة، والحل الوحيد هو استجابة عاجلة من الجهات المختصة قبل أن يفقد الناس حياتهم نتيجة إهمال لا يمكن تبريره.