العالم يترقب “الهستدروت “الإسرائيلي” الاثنين”.. هل يطيح بـ نتنياهو وحكومته
يمثل إضراب الاتحاد العام لعمال إسرائيل ” الهستدروت” قلقا وأحيانا رعبا إذا وجهت بوصلته لتغيير موقفا أو توجها نظرا لفاعليته ودوره في حسم الكثير من المواقف والأزمات.
ولا يلجأ الاتحاد العام لعمال إسرائيل “الهستدروت” للإضراب إلا في الأوقات الحرجة ويكون له فعله المؤثر.
وعادة ما يكون لإضرابات الهستدروت تأثيرها على صناع القرار في إسرائيل، ولكن من غير الواضح إذا ما كان الإضراب، وهو ليوم واحد سيؤثر على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالتراجع عن عقبة السيطرة الإسرائيلية على محور فيلادلفيا على الحدود بين قطاع غزة ومصر.
ولم يوافق “الهستدروت” على الإضراب منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر الماضي، رغم المطالبات المتكررة من قبل عائلات الرهائن الإسرائيليين والمعارضة.
ويضم “الهستدروت” في عضويته مئات آلاف الموظفين الإسرائيليين، بمن فيهم الموظفون في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وتوعدت رئاسة الوزراء الإسرائيلية بخصم يوم عمل من العاملين الذين يشاركون في الإضراب ويتغيبون عن العمل.
وسيشمل الإضراب العاملين في مطار بن غوريون الدولي في تل أبيب وعمال بلدية تل أبيب والمواصلات العامة وشبكات تسوق كبرى وسيكون الإضراب في المدارس والمؤسسات التعليمية متفاوتا ولكنه سيشمل 6 جامعات.
وأعلنت عشرات البلدات الالتزام بالإضراب ومع ذلك قالت بلديات القدس الغربية، وأسدود، والرملة، وحولون، وديمونا، وبيتاح تكفا، وصفد، وكريات يام، و(مستوطنة) أرئييل، وكريات جات، ومتسبيه رامون، وبني براك إنها لن تلتزم بالإضراب.
وأعلنت البلديات والمجالس المحلية العربية الالتزام بالإضراب من أجل إنهاء الحرب على غزة.
وستضرب البنوك والمستشفيات وشركات التكنولوجيا الفائقة كما أعلنت العديد من المطاعم الالتزام بالإضراب.
وهذا هو الإضراب الأول الذي تعلن عنه “الهستدروت” منذ مارس 2023 عندما سادت إسرائيل احتجاجات ضد مشاريع الاصلاح القضائي التي دفعت بها الحكومة واعتبرتها المعارضة انقلابا على الديمقراطية.
وإعلان الهستدروت الإضراب غدا لقي ترحيبا من العائلات والمعارضة وتنديدا من الحكومة التي توعدت بخصم يوم الإضراب من الموظفين الذين يشاركون فيه.
و سارع وزير المالية وزعيم حزب “الصهيونية الدينية” اليميني المتشدد بتسلئيل سموتريتش للتهديد بخصم يوم عمل من المشاركين في الإضراب، فيما طلب من المحكمة العليا الإسرائيلية إلغاء الإضراب.
وقال رئيس “الهستدروت” أرنون بار دافيد في مؤتمر صحفي: لم يعد من الممكن أن نقف مكتوفي الأيدي، لم يعد من الممكن أن نقف مكتوفين الأيدي أمام صرخة أطفالنا الذين يموتون ويقتلون في الأنفاق في غزة.
وأضاف: هذا الشيء، أن اليهود يُقتلون في الأنفاق في غزة، أمر غير مقبول، وهذا يجب أن يتوقف، ويجب أن نتوصل إلى اتفاق، والاتفاق أهم من أي شيء آخر.
وقال: لقد توصلت إلى هذه النتيجة، بعد أن تحدثت مع العديد من الأشخاص في السياسة الإسرائيلية، ومع العديد من الضباط، واستمعت أيضًا إلى رؤساء جهازنا الأمني، الصفقة لا تتقدم لاعتبارات سياسية، وهذا أمر من المستحيل قبوله في اتهام مباشر لنتنياهو بتعطيل الاتفاق.
وأشار إلى أنه قرر أنه من الضروري وقف إهمال المخطوفين والمهجرين والاقتصاد المنهار، ووقف التمييز الموجود في أجزاء من المجتمع الإسرائيلي، لم نعد شعباً واحداً، علينا أن نتوقف عن هذا.
وقال: حاليًا أقول إضرابًا شاملاً، غدًا، سنرى إلى أين ستتجه الأمور، ليس من السهل إغلاق الاقتصاد، وأنتم تعلمون ما حجم المسؤولية التي اكتشفتها خلال الأشهر الـ 11 الماضية، لا أكثر”.
وأضاف: إنني أدعو شعب إسرائيل إلى النزول إلى الشوارع الليلة، غدا، ترك أماكن العمل، أدعو جميع المنظمات الاقتصادية في دولة إسرائيل، الجميع للانضمام إلى الإضراب، غدا يجب أن نرفع صرخة أرضنا الحبيبة، يجب أن نرفع صرخة المختطفين.
وفيما يتعلق بقانونية الإضراب الذي سيحدث غدا، أوضح “الهستدروت” أن هذه منظمة تمثل الجمهور العامل في إسرائيل، وبالتالي يمكن للمنظمة إغلاق الاقتصاد في أحداث استثنائية كعلامة على التضامن حتى لو لم يكن نزاعا عماليا.
هكذا تصرفوا في الماضي وهذه هي الطريقة التي يعامل بها الهستدروت اليوم”.
أما وزير المالية بتسلئيل سموتريتش فقال في بيان: هذا إضراب سياسي جامح وغير قانوني. سوف نستأنف أمام المحكمة للحصول على أمر قضائي، وبدلا من تعزيز الاقتصاد الإسرائيلي، يحقق أرنون حلم السنوار،وبدلا من تمثيل العمال، فهو يمثل مصالح حماس.
أعطيت تعليمات للخزينة بأن من يضرب غدا لن يتلقى الدفع، أدعو العمال إلى المجيء إلى العمل غدا وعدم مد يد العون لإضراب عنيف يضر بدولة إسرائيل في هذه الأوقات الصعبة.
و السؤال الذي يتكرر في إسرائيل هل ينجح الهستدروت في زحزحة مواقف نتنياهو ويحقق ما عجز عن تحقيقه العالم، وتكون الصفقة بداية لهدنة ومحاكمة نتنياهو ووقوفه خلف القصبان، وقطع الطريق على خططه بالوصول بالحرب حتى الانتخابات الأمريكية وقدوم ترامب للبيت الأبيض نوفمبر المقبل وتحقيق كل طموحات حليفه نتنياهو.