كُتّاب وآراء

سمية عبد المنعم تكتب .. الحلم يقترب بتعاون الأشقاء الثلاثة في الطاقة المتجددة

سمية عبدالمنعم

دائما ما تطفو لحظات الأمل على سطح أحلامنا، تعصف بساعات الإحباط إذا ما حاولت هزيمتنا، هكذا جبل الإنسان على التشبث بالسعادة والأمان مهما ضعفت أحبالهما، لربما استطاع أن يقضي ما بقي له من عمر في بعض طمأنينة يرجوها.

ولأن حلم السعادة يراودنا منذ آلاف السنين، فقد اعتدنا أن نحلم، حتى إذا ما طل علينا من يداعب ذلك الحلم ويلوح بتحقيقه، صدقناه، ورحنا نفترش الأماني طريقا.

هكذا حلمت وحلم الكثيرون معي، بأن يحين اليوم الذي تحقق فيه الحكومة ما نصبو إليه، وتخلصنا من كابوس تخفيف الأحمال، علنا نفيق لنتخلص من كوابيسنا وأزماتنا الأخرى، حلمنا بأن نستخدم الطاقة الشمسية بديلا عن الكهرباء، ورحت أنا أستدرك وأستطرد في تفاصيل الحلم، داعية كل من يهمه الأمر لتحقيقه، ولاقى حلمي ودعوتي صدى واسعا ما كنت أظنه يلقاه، ومنذ أيام صحوت على خبر، بل بشرى، يؤكد بدء تعاون مصر والشقيقتين الإمارات والسعودية في مجال الطاقة المتجددة، وهو خبر لو تعلمون عظيم…

ذلك أن هذا التعاون الثلاثي بين مصر والإمارات والسعودية في مجال الطاقة المتجددة والربط الكهربائي بالمنطقة، خاصة مع السعودية بقدرة 3000 ميجاوات، إنما يعد خطوة استراتيجية هامة في تحقيق استدامة الطاقة وتنمية قطاع الكهرباء في المنطقة.

فتلك الشراكة تهدف إلى تعزيز الاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة مثل الشمس والرياح والماء، وتحقيق التوازن بين الطلب المتزايد على الكهرباء والتحديات البيئية والاقتصادية.

ويعد هذا المشروع ربطًا بين أكبر شبكتين كهربائيتين في المنطقة ونواة لربط عربى فى المستقبل، وسينعكس على استقرار وزيادة اعتمادية التغذية الكهربائية بين البلدين بالإضافة إلى حجم المردود الاقتصادى والتنموى.

يتكون المشروع من 3 محطات محولات ضخمة ذات جهد عالٍ، الأولى في شرق المدينة بالسعودية والثانية في تبوك، والثالثة في مدينة بدر شرق القاهرة، ويربط بينهما خطوط هوائية يصل طولها لنحو 1350 كيلومتراً وكابلات أخرى بحرية، ويعمل على التنفيذ تحالف من 3 شركات عالمية.

ورحت أستمع بسعادة لتأكيدات الدكتور محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة، لوجود رؤية واضحة تشمل خطة شاملة ومتكاملة لرفع كفاءة منظومة الطاقة وإيجاد حلول عاجلة وعملية للأزمة الحالية، وضرورة رفع كفاءة تشغيل محطات التوليد وخفض استخدام الوقود وإيجاد حلول عملية للفاقد فى شركات التوزيع، وإنهاء مشروع الربط الكهربائي مع السعودية، وتعظيم الاستفادة من قدرات التوليد فى مصر والسعودية وخفض معدلات استهلاك الوقود والتشغيل الاقتصادى للشبكة.

ورغم قرار تخفيف الأحمال الذي تم تطبيقه منذ شهور، إلا أن حجم استهلاكنا من الطاقة مازال ضخما، فقد تخطت مصر خلال الأيام الماضية حجم استهلاك يومي 37.3 جيجا في اليوم، مما يستدعي ضرورة الإسراع في تنفيذ تلك الشراكة، وهو ما أكده رئيس الوزراء من أن هناك تعاونا مع الجانب الإماراتي، بهدف العمل على دخول نحو 4 جيجاواط من الطاقة المتجددة على الشبكة اعتبارا من الصيف المقبل.

ربما يؤرقني ويؤرق غيري سؤال ملح: ألا تستطيع مصر وحدها أن تنفذ مشروع الطاقة الشمسية، بعيدا عن أي شراكات؟ خاصة أن لدينا قرية بأكملها هي قرية البسايسة تعتمد بشكل كامل على الطاقة الشمسية، كما أن لدينا أكبر محطة طاقة شمسية بأفريقيا، في بنبان، ورغم تمتعنا بشمس وهاجة، بما يؤكد إمكانية إنتاج قدر هائل من الطاقة وتحويلها إلى طاقة كهربائية يمكن بكل بساطة استخدامها في المنازل والشوارع والمصانع والسيارات وكافة سبل الحياة…

لكن.. ربما كان الأمر أكثر ضخامة مما نتصور بما يستلزم معه تلك الشراكات، التي تشمل أنواعا عدة من الطاقة المتجددة، وربما مهد لنا المستقبل القريب أرضا خصبة لتحقيق أحلامنا، ربما.

اقرأ أيضا  :  سمية عبد المنعم تكتب : الاحتواء .. والتواصل الصامت!

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى