السفير مدحت القاضي يكتب : سور مجري العيون .. بين “عراقة” ماضي .. و “إهمال” حاضر.. و “تطوير” توقف
* اسمها أيضاً قناطر القلعة، او قناطر المماليك، وهي أشهر نظام قنوات مائية في العصور الوسطي.
* ويرجع تاريخ إنشاء سور مجري العيون إلى الناصر صلاح الدين الأيوبي، حيث كان الهدف من بنائه هو تزويد قلعة صلاح الدين الأيوبي بالماء، ثم جددها السلطان الناصر محمد بن قلاوون تجديداً كاملاً سنة 1312م، وأقام لها السلطان الغوري خلال فترة حكمه مأخذاً للمياه به ستة سواقي بالقرب من مسجد السيدة عائشة.
* وسبق لخبراء الآثار توضيح ما يتعلق بالتسمية والتصميم، من أن العامة كانوا يطلقون على الفتحات المٌتكررة الموجودة “عين”، وهذه الفتحات كان هدفها (بذكاء) هو تخفيف الأحمال، وتوفير مواد البناء والجهد والمال، وتساعد المبنى على التماسك ذاتياً.
* هذا ما يقوله ماضينا.
* ولكن؛ حاضرنا مُنذ أكثر من ٤ سنوات جاء ليشهد عن بداية مشروع للتطوير، وهو -للأسف- لم ينته بعد حتي يومنا هذا!.
* علماً بأن معظم او كافة محافظي القاهرة ووزراء السياحة والآثار والثقافة السابقين؛ لم يفتهم فيما مضي التصريح بأولوية تطوير “سور مجري العيون”!.
* واليوم، وبعد ٤ سنوات من البوح بخطة التطوير الأخيرة، ينبغي التنويه بان الخطة نالت “فقط” من منطقة عين الصيرة!، لكن سور مجري العيون لم تنته خطة تطويره حتي الآن!، رغم أنها بدأت!.
* هل يكون أحد الأسباب، هو تغليب الأخذ بالشق التجاري ذات العوائد السريعة في منطقة “عين الصيرة”، ومثلما هو راهن في مختلف المواقع.
* او ان يكون السبب هو تراجع أولوية مشروعات وميزانيات تطوير القاهرة، مٌقابل أولويات وميزانيات تتجه صوب مناطق أُخري!.
* والذي أعاد السور الي ذاكرتي، أنني مررت مساء أمس بجانبه، وتفاجئت بظلام تام علي إمتداد السور!، بشكل يتناقض تماماً مع اي مشروع للتطوير.. كما نزعم!.
* كما وجدت الطريق معظمه لا يصلح لمرور الدواب!، من تكسير بأرضية الشارع، الي منخفضات ومرتفعات وانبعاجات، ومناطق تخلو من الأسفلت -المُهين و المُهان- وتكسوها أتربة!،…
* ما الذي يمنع يا سادة من إستكمال خطة التطوير!.
* لو ان “سور مجري العيون”، كان موجوداً في دولة أخري تستهدف السياحة (كما يدعي مسئولينا)، وتسترشد وتستوحي تاريخها (والذي نكتظ به نحن!)؛ لكان هذا السور محط الأنظار وقِبلة للسائحين!.
* ما الذي يحول دون إحترام تاريخ أشهر نظام قنوات مائية في العصور الوسطي!.
* كيف غاب عن المطورين، ان إضاءة “سور مجري العيون” هي جزء أساسي وضروري، ولكنه للأسف غائب، بعد زوال أكثر من ٤ سنوات من بدء إعلان المشروع (الأخير)!.
* ولماذا لا يحترم السادة المسئولين؛ مسئولياتهم عن تصريحاتهم السابقة (ومنها مِثالاً وليس حصراً): {نتابع مشروع التطوير (٢٠٢٣/٠٧/٠٣) – مدير مشروع التطوير إزالة ٣ ملايين متر٣ مُخلفات (٢٠٢٣/٠٤/١٤) – الدولة تستكمل مخطط التطوير (٢٠٢١/١٢/٣١) – إستعادة الوجه الحضاري (٢٠٢١/١٠/١٥) – وزير الإسكان ومحافظ القاهرة يتابعان (٢٠٢٠/٠٨/٢٦) – و…}.
* هل نحن في حاجة الي تذكير السادة المسئولين بما سبق وأعلنه محافظ القاهرة بالتنسيق مع وزارة السياحة والآثار من “انهم يعملون بشكل دائم على تطوير هذه المنطقة لإحياء هذا الأثر، بعدما تعرضت له هذه المنطقة من تعديات كبيرة ومخالفات، حيث كان المكان محاطًا بالنفايات وحظائر الحيوانات، لذلك سوف يعمل المشروع على: ترميم الأجزاء التى تم هدمها، وإحياء السواقى، و من خلال الإضاءة بالليزر، وإقامة الحدائق، والمطاعم، ومحلات للحرف اليدوية، بالإضافة إلى قاعات العروض الثقافية والحفلات التراثية، … وذلك لتمثل هذه المنطقة إضافةً جديدة للأماكن السياحية والثقافية في العاصمة”.
* ونكرر من جديد ان منطقة “عين الصيرة” هي فقط ما نالها التطوير!.. وكما يشهد واقع اليوم، اما “سور مجري العيون” فمازال في إنتظار إستكمال خطة التطوير!.
* اما الصور الجميلة التي تصدرت مقالتي بعاليه، فهي صور لما هو كان مستهدفًا طبقاً لخطة التطوير المعلن عنها مُنذ أكثر من ٤ سنوات، ونشرتها صحيفة اليوم السابع في 2020/05/24 برفقة تصريح من إياهم!.. ولا تعكس واقع مرئي للمشاهد اليوم!، ونتمني بطبيعة الحال ان تصير واقعاً.
* (خلفية تاريخية: تم إنشاء السور فى منطقة مصر القديمة لنقل المياه من خلال قناة للمياه لترفعها السواقي من إحدى الآبار القريبة من القلعة التى كانت تمثل مقر الحكم فى عصر الدولة الأيوبية حتى تقوم بتوصيل المياه إلى القلعة، تم استخدام هذا السور لنقل المياه من النيل من خلال السواقى إلى القلعة حتى تصل إلى مجموعة من الآبار الضخمة الموجودة داخل القلعة).
* ندعو الله ان يحفظ مصر وتاريخها وقاهرتها.