توبكُتّاب وآراء

د/ داليا البيلي تكتب .. بداية العام الهجري الجديد وبطولة ملحمة البرث .. هل تجمعها الصدفة أم رسالة

يوافق اليوم السابع من يوليو لعام 2024 وفي ظل تحديات تواجه مصرنا الغالية وامتنا العربية والإسلامية نجد أنفسنا في أيام مباركة تجمعنا بها ذكرتان او بالأصح ملحمتان تمس قلوبنا وهي ذكرى الهجرة النبوية الشريفة وذكرى بطولة معركة البرث .

فهل هذا التزامن مجرد مصادفة أم رسالة وتذكرة من الله وبخاصة أن القصتان جسدت معاني الصمود والتضحية والوحدة فداء للوطن واعلاء كلمة الحق .

بداية العام الهجري وذكرى الهجرة النبوية الشريفة من مكة الى المدينة والتي لم تكن مجرد رحلة سفر أو انتقال جغرافي بل رمز للهجرة من الظلم إلى العدل ومن الفوضى للنظام ومن الفرقة الى الوحدة وكانت بمثابة خطوة استراتيجية أسس بها رسول الله محمد عليه صلوات الله وسلامة دولة قوية بنيت على أسس من العدالة والمساواة امتد نورها للعالم كله .

اما بطولة شهداء البرث وهي من اعظم ملاحم الجيش المصري الباسل حيث قدم أبطال الكتيبة 103 صاعقة بقيادة الشهيد البطل المقدم أحمد المنسي رحمه الله أرواحهم  دفاعا عن الوطن وواجهوا الإرهاب بقوة وجسارة سطرت بطولة خالدة ضربت فيها أروع الأمثلة في الفداء وحب الوطن في رسالة قوية لكل من تسول له نفسه للعبث بأمن مصر بأن في مصر ابطالا عقيدتهم الولاء وبذل الغالي والنفيس من اجل الوطن الغالي مصر .

وللمتأمل سيجد أن هناك أوجه تشابه في حدثين :

  1. الصمود والتضحية : كما لم يكن خروج رسولنا الكريم من وطنه مكة سهلا عليه ولا على الصحابة الأوائل تاركين خلفهم كل شيء تضحية وثبات من اجل اعلاء كلمة الحق أيضا بذل أبطال البرث أرواحهم فداء للوطن ودفاعا عن ارضه
  2. الوحدة والتكاتف: نجد في كلتا القصتين تجسيد لمعنى الوحدة ففي ملحمة البرث اجتمع ابطال الكتيبة 103 صاعقة حول قائدهم البطل على العهد وقلب واحد لمواجهة العدو بكل قوة وجسارة منعت تدنيس أرض الوطن بالإرهاب مثلما حدث في الهجرة الشريفة حيث توحدت القلوب المؤمنة حول رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت طاعتهم للرسول الكريم وهجرتهم معه واتحادهم مع قبيلتي الاوس والخزرج هو حجر الأساس  لبناء الدولة الإسلامية .
  3. الإيمان بالغاية والهدف : سواء كان الهدف الدفاع عن الوطن كما في البرث أو مواجهة ظلام الكفر بالله وبناء مجتمع مدني جديد كما حدث في الهجرة النبوية كانت عقيدة الايمان بالهدف والثبات على المبدأ حاضرة بقوة في الحدثين

من هنا نجد أن في القصتين العديد من الدروس المستفادة يمكننا بها مواجهة التحديات التي تواجه وطننا :

  1. التضحية من أجل الوطن : فداء الوطن والدفاع عنه ليس قاصرا فقط على حماية الحدود بل هو واجب وشرف على كل مواطن كل من موقع عمله في التفاني في خدمة الوطن بشرف وأمانة عنوانها ( كلكم راع وكل مسئول عن رعيته )
  2. الوحدة والتعاون والتلاحم مع القيادة : فيد الله مع الجماعة و ما تواجهه دولتنا المصرية من تحديات دولية وإقليمية وداخلية وما نشهده صراعات في الدول المجاورة لمصر تتطلب مننا الوحدة والتكاتف والالتفاف حول قيادتنا السياسية للعبور بوطننا ومستقبلنا الى بر الأمان
  3. التخطيط والاستراتيجية: أن يكون أداء أي عمل نقوم به مبني على رؤية وتخطيط مبني على استراتيجية الدولة المصرية ومستمد منها مما يمكننا من مواجهة التحديات وتطوير بلادنا لتكون من مصاف دول العالم
  4. الثبات على الحق ومواجهة قوى الشر بتروي و حكمة والايمان بأنه مهما كانت قوة الظلام والفساد فيد الله هي العليا والحق هو المنتصر في النهاية على مر الزمن والايمان بأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا .

وفي الختام

بداية العام الهجري الجديد وتزامنها مع ذكرى ملحمة البرث وبخاصة هذا العام هي ليست مجرد ذكريات او مناسبات بل هي دروس وعبر نتعلم منها دروس التضحية والفداء والتكاتف لبناء الوطن على أسس ومبادئ صحيحة والواجب علينا التأمل والاستفادة من هذه الدروس والبطولات  التاريخية والثبات على الحق لمواجهة التحديات الراهنة والعمل معا يجمعنا هدف واحد مستقبل مصر وامنها واستقرارها

وكل عام ومصرنا الغالية وأمتنا العربية والإسلامية بكل خير بمناسبة بداية العام الهجري الجديد جعله الله عام خير وسلام

ورحم الله أبطال ملحمة البرث وكل شهداء مصر الأبرار

المجد للشهداء

تحيا مصر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى