توقعات بانهيار حكومة نتنياهو بعد قرار المحكمة الإسرائيلية بتجنيد ” الحريديم”
أحدث قرار المحكمة العليا الإسرائيلية بالإجماع، اليوم الثلاثاء وجوب تجنيد الحريديم في الجيش،صدمة في الائتلاف الحكومي الذي يقوده رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.
وهو ما يعجل بتفتيت هذا الائتلاف وانسحاب المتطرفين ايتمار بن غفير وسموتريتش من الحكومة خاصة أن نتنياهو والثنائي المتطرف يعتمدون على مساندة الأحزاب المتشددة التي يقودها الثلاثي والتي حاربوا من أجل إعفاء الحريديم من التجنيد.
و قررت المحكمة العليا للاحتلال الإسرائيلي بالإجماع، اليوم الثلاثاء وجوب تجنيد الحريديم في الجيش.
وقضت المحكمة بالإجماع بهيئة من 9 قضاة، أنه لا يوجد إطار قانوني يسمح بعدم تجنيد الحريديم بالجيش.
المحكمة قررت أيضاً أنه “في حالة عدم وجود إطار قانوني للإعفاء من التجنيد، لا يمكن الاستمرار في تحويل أموال الدعم إلى المدارس الدينية وللطلاب الذين لم يحصلوا على إعفاء أو الذين لم يتم تأجيل خدمتهم العسكرية”.
وصدر الحكم رداً على قائمة طويلة من الالتماسات المقدمة التي تطالب بتجنيد طلاب المدارس الدينية أسوة بغيرهم من الإسرائيليين، وسحب الميزانيات من المؤسسات التي لا يجند طلابها.
وصوت الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي في 11 يونيو الجاري لصالح استمرار العمل بقانون التجنيد السابق، الذي يعفي شباب الحريديم من الخدمة العسكرية.
من هم الحريديم
اليهود الحريديم هم اليهود المتدينين الذين يحافظون على نمط حياة بعيد عن الحياة الحديثة عامة. المعنى الدقيق للحريديم هي “الخائفين من الله” لكن عادة ما يطلق عليهم بالعربية اسم “المتدينين المتشددين”.
هنالك مجموعات وتيارات حريدية داخلية كثيرة، لكنهم يتميزون عادة بلباسهم الأبيض والأسود والذي يعكس أسلوب اللباس في العالم ما قبل الحضارة.
يعتبر اليهود الحريديم أنفسهم ونمط حياتهم استمرارًا مباشرًا لليهود من فترة ما قبل الحداثة
وتشير تقديرات مراقبين إلى أن قرار المحكمة العليا للاحتلال الإسرائيلي سيكون له تأثير على حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، التي تضمّ أكبر حزبين دينيين وتسعى لتمرير قانون في الكنيست لمنح إعفاءات للمتدينين.
وفيما تعارض الأحزاب الدينية تجنيد “الحريديم”، فإن الأحزاب العلمانية والقومية تؤيّده، ما تسبب لنتنياهو بإشكالية تهدد ائتلافه الحاكم.
ويشكل المتدينون اليهود نحو 13% من عدد السكان الاحتلال البالغ حوالي 9.7 مليون نسمة، وهم لا يخدمون في الجيش، ويقولون إنهم يكرّسون حياتهم لدراسة التوراة.
ويُلزم القانون كل من بلغ الـ 18 عاما من عمره، بالخدمة العسكرية، ولطالما أثار استثناء “الحريديم” من الخدمة جدلاً طوال العقود الماضية.
ومنذ 2017، فشلت حكومات الاحتلال المتعاقبة في التوصل إلى قانون توافقي بشأن تجنيد “الحريديم”، بعد أن ألغت المحكمة العليا قانونا شُرّع عام 2015 وقضى بإعفائهم من الخدمة العسكرية، معتبرة أن الإعفاء يمسّ بـ”مبدأ المساواة.