كُتّاب وآراء

ماجدة صالح تكتب .. الشيطان المحمول و مستنقع التواصل الاجتماعي

ماجدة صالح

في العشر سنوات الأخيرة تعرض المجتمع لهزة عنيفة أصابته في عقر داره حتى أصيب بالمرض والكهولة و الشيخوخة في العقل وإعياء القلب  وقلب موازين روحية وعقائدية في الدين والدنيا حتى تلوثت أسماعنا و أبصارنا لنرى ونسمع العجب العجاب …تراجع دور العلماء ليحتل الجهلاء والسادة المنافقين الصفحات الأولى، حيث أصبحت السوشيال ميديا روادها ملايين من الحشود الجماهيرية بمنصاتها الهلامية السابحة في قلب فضاء فوضوي منبراً ملوثاً لترميز التافهين في محاولات للاستعانة بالمعجبين والمتابعين لحصد أكبر عدد من المشاهدات التي تحقق مكاسب في الثراء السريع خلال عرض محتوى رخيص يجذب الحشرات البشريه الدنيئة التي وقعت في فخ الشبكه العنكبوتية الضارة.

وذلك ‏لأن المجتمع للأسف أصبح قابل للخداع  مع تدني مستوى الذوق العام وتوحش غول ارتفاع الأسعار وقطاره الذي لا يقف ولا نعلم إلي أين المصير؟ والفقر يطُل بأنيابه على الغلابة والمساكين! ، ويملك أيضا مقومات تراثية للاستغفال والاستغلال جاذب للأفّاقين، لأن ثقافته وطريقة تفكيره ومجموع القناعات السائدة فى العقول تم تشويهها وإتلافها بفعل وكيل لئيم خبيث منذ أن بدأت بصناعة الفساد ” الاندرويد”  الذي جاء من غزو الفضاء الخارجي أشد فتكاً وضرراً من القذائف والدبابات، ولم يتم للأن البدء فى تطهير ألغامه وكسر نفوذ مخربيه حتى تنجلى شخصية مصر الحقيقية التي تتصف بالحياء والخجل فلم يعد له “حمرة وجه”.

والغريب أنه عندما يعيش الكل فى القذارة والتفاهة، يصبح النقاء والصفاء هو الشذوذ.

هذا حال الكثير من الناس اليوم لا يقبلون أن يكونوا وحدهم فى الوحل، ويحاولون بكل جهدهم أن يجرّوا معهم من هم أكثر نقاءً إلى مستنقع البذاءة من أجل صناعة الشهرة.

فلم نعد نعرف ماذا نحارب الوباء أم البلاء.!! أم الغباء..أم الغلاء..أم قلة الحياء.!! لم يمر تاريخ أو زمن او حقبة أتعس وأرذل وأسخف من هذه السنين التي نعيشها اليوم…سنين قلبت جميع الموازين فيها حتى أصبحت الأخلاق والشرف والكرامة والعدالة والغيرة والإنسانية والرحمة عمله نادرة جدًا

العقل هو أكبر أمانه حصلنا عليها…لا تجعله فارغاً قاحلًا يمتلئ بالسخافات والتفاهة..ازرعه بالعلم والثقافة النافعة وكل ما هو مفيد..وكل الشكر والتقدير للكرة الأرضية التي مازلت تدور بنا رغم التفاهة والانحلال الأخلاقي الذي نعيشه فوقها.. بقلوب مؤمنة وبقضاء الله وقدره نعزي أنفسنا لوفاة القيم و الأخلاق وطغيان الانحطاط الأخلاقي و انتشار الفساد.

فاللهم يالله لا تُحاسبنا بما فعل السفهاء منّا .. إنا لله وإنا اليه راجعون…وللحديث بقيه.

رئيس لجنة المرأة بالقليوبية وسكرتير عام اتحاد المرأة الوفدية

magda_sale7@yahoo com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى