أخبار مصرتوبفن و ثقافة

تقرير المرصد العربى للأخلاق عن أداء الإعلام العربى فى رمضان

أصدر المرصد العربى للأخلاق اليوم تقريرا مفصلًا عن متابعة أداء الإعلام العربي فى شهر رمضان1455هجرية ..2024ميلادية…

وقد أعد التقرير المستشار الإعلامي د. معتز صلاح الدين رئيس المرصد بمشاركة عدد من قيادات وأعضاء المرصد من داخل الوطن العربي وفى المهجر وفيما يلى نص التقرير

مقدمة :

شهد شهر رمضان 1445هجرية ..2024ميلادية كثافة فى المشاهدة والمتابعة لكل وسائل الإعلام ” القنوات الفضائية..الإذاعات ..مواقع التواصل الاجتماعي..المواقع الإلكترونية..الصحف

ومن منطلق إيماننا فى المرصد العربي للأخلاق بدور الإعلام ومدى تأثيره على الصغار والكبار قررنا عمل هذا التقرير خاصة أن هناك دراسة للمستشار الاعلامى د. معتز صلاح الدين رئيس شبكة إعلام المرأة العربية والمرصد العربي للأخلاق كشفت أن 80% من سلوك وافكار المواطن العربى مستمدة من تأثير وسائل الإعلام

ونظرا لانه تم مؤخرا إنشاء المرصد العربي للأخلاق حيث أعلن  المستشار الإعلامي د. معتز صلاح الدين رئيس شبكة إعلام المرأة العربية فى الأول من أبريل  2024 تأسيس المرصد منبثقا عن الشبكة وقد رأينا فى المرصد أهمية أن يصدر مثل هذا التقرير الخاص بمتابعة أداء الإعلام العربي فى شهر رمضان 1445هجرية 2024 ميلادية وسيكون هذا التقرير سنويا إضافة إلى التقارير الدورية التى ستصدر عن المرصد العربي للأخلاق..

وقد تم تشكيل فريق عمل من المرصد العربي للأخلاق برئاسة المستشار الإعلامي د معتز صلاح الدين رئيس المرصد وعدد من قيادات المرصد سيتم ذكرهم خلال  فقرات  التقرير

وقد رأينا أن يتكون التقرير من محورين  :

المحور الاول ملاحظات عامة على أداء الإعلام العربي فى شهر رمضان

المحور الثاني تفاصيل رؤيتنا  لبرامج الإذاعات العربية والفضائيات العربية فى رمضان والمسلسلات

وكذلك مضمون ما قدمته مواقع التواصل الاجتماعي

وإلى تفصيل التقرير:

 أولا المحور الأول ويتعلق بملاحظات عامة على أداء الإعلام العربي فى شهر رمضان

واتفق المشاركون فى صياغة التقرير وعدد من الخبراء الذين تمت الاستعانة بآرائهم على ما الملاحظات التالية :

1 : وجود جرعة كبيرة من البرامج الدينية والروحانية وبرامج المرأة المرتبطة بشهر رمضان مع بث متواصل من الحرم المكي الشريف حيث قدمت المملكة العربية السعودية هذا العام بثا مباشرا وصل إلى 720 ساعة خلال شهر رمضان مع ترجمة باللغتين الإنجليزية والفرنسية وقدمت برنامجا للعلماء يشرح الأحاديث النبوية مع ترجمته إلى ست لغات هى الانجليزيه والفرنسية والأردية والفارسية والتركية والمالاوية

واستفاد من البث المباشر وهذا البرنامج عدد كبير من القنوات الفضائية والإذاعات المتخصصة ولقيت مشاهدة مرتفعة

2.قدمت إذاعة القرآن الكريم في مصر برامج لقيت إقبالا كبيرا واتسمت بمناقشة القضايا العصرية ومنها البرنامج اليومى الرمضاني مع فضيله الامام الاكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف

وأيضا لقاء الايمان مع مفتى مصر  الاستاذ الدكتور شوقى علام حيث تم تناول القضايا المعاصرة

كما قدمت إذاعة ابو ظبى وإذاعة الجزائر والإذاعة الموريتانية وإذاعة سلطنة عمان وإذاعة الكويت والإذاعات السعودية برامج دينية وحياتية لقيت استماعا جيدا

كما حصد برنامج رحلتك من الشتات إلى اليقين للداعية المصرى مصطفى حسنى إعجابا كبيرا من المشاهدين بالعالم العربي حيث يجمع بين مبادىء الدين الاسلامي وربطها بقضايا العصر

3- قدّم التليفزيون المصري برنامجا جديدا فى فكرته ولقى اهتماما كبيرا وهو برنامج نور لفضيلة الدكتور على جمعة مفتى مصر الأسبق وتضمن حوارا مع الاطفال والإجابة على كل ما يطرحونه من أسئلة تتناسب مع سنهم وقد اهتمت كافة وسائل الإعلام المصرية والعربية باجابات الدكتور على جمعة وبعضها اسئلة شائكة ونجح البرنامج فى عمل حراك فكرى ما زال مستمرا

4.نقلت الإذاعة والتلفزة المغربية طوال شهر رمضان الدروس الحسنية الرمضانية وتقول الإعلامية المغربية نجاة فرحان نائب رئيس المرصد العربى للأخلاق أن الدروس الحسنية الرمضانيه تعتبر من أقدم الفعاليات الدينية في رمضان بالمملكة المغربية وهى عمرها 12 قرنا وهى بأسلوبها الحديث بدأت من ستة عقود و تميزت بحضور الملك محمد السادس ملك المغرب كما تتميز  بالمساواة فى فرص صعود المنبر بين الرجل والمرأة حيث أنه منذ 2003 وتصعد النساء من تخصصات دينية وعلمية إلى منبر  الدروس الحسنية ومازالت تلك الميزة موجودة حتى الآن حيث تعتلى النساء المنبر وسط حضور ملك المغرب وكوكبة من العلماء ورجال الدين والفقه والمفكرين

وأشارت الإعلامية المغربية نجاة فرحان فى تقريرها  أنه سبق أن اعتلى هذا المنبر كبار وعمالقة العلماء من العالم العربي وكبار قراء القران الكريم ومنهم الراحل  الامام محمد متولى الشعراوى وشيخ الأزهر الأسبق الراحل الدكتور جاد الحق على جاد الحق والقارىء الشهير الراحل عبد الباسط عبد الصمد وكذلك   الدكتور عبد الله محسن التركى امين عام رابطة العالم الإسلامي والمفكر الكبير الراحل الدكتور مصطفى محمود ومن المغرب الشيخ المكى الناصرى والعلامة علال الفاسي والدكتور أحمد العبادى امين الرابطة المحمدية لعلماء المغرب وعمالقة آخرين

ولقى بث الدروس الحسنية الرمضانية عبر الإذاعة والتلفزة المغربية  متابعة كبيرة داخل وخارج المملكة المغربية

5.شهدت مسلسلات هذا العام بعض المسلسلات الإيجابية مثل مسلسل الحشاشين الذى عرضته عدة فضائيات مصرية وعربية والمسلسل يكشف تجار الدين فى كل زمان ومكان

ومسلسل عتبات البهجة الذى كشف سلبيات مواقع التواصل الاجتماعي ومسلسلات أخرى تاريخية

وعدد قليل أخر من المسلسلات المتميزة

ومنها مسلسل مليحة حيث عرضت بعض الفضائيات المصرية مسلسل مليحة دعما للقضية الفلسطينية ويقول الفنان الأردني أنور خليل، أن إقدام الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية على إنتاج مسلسل مليحة الذي يناقش القضية الفلسطينية في ظل الظروف التي تمر بها كانت خطوة ممتازة من الشركة المتحدة، مشددا على أننا بحاجة إلى هذه النوعية من الاعمال التي تشرح القضية.

وأضاف أنور خليل فى تصريحات إعلامية، أننا نحتاج هذه الأعمال وتترجم إلى لغات أخرى لتخاطب العالم، مشيدا بمشاركة المخرج عمرو عرفه في هذا العمل وقال: “خطوة ممتازة من المخرج عمرو عرفه ودور مصر كبير في دعم القضية الفلسطينية في كل الأعمال والأماكن والحالات”.

وتابع: “مصر لها دور كبير في توصيل الرسائل المهمة، والعمل تميز بمقدمة سامي مغاوري الذي شرح القضية بكل تفاصيلها إلى الان وكانت خطوة ممتازة للإشارة إلى أصحاب الأرض، والحلقة الاخيرة صورت ما يحدث الان من بعد 7 اكتوبر والاحصائيات وما تم تدميره في قطاع غزة.

6.شهدت الشاشات الفضائية العربية كما كبيرا من المسلسلات التى لا تعبر بأى حال من الأحوال عن المجتمع العربى والتى أثارت غضبا شديدا فى العديد من الدول العربية

ومن هذه المسلسلات على سبيل المثال لا الحصر

فى مصر أثار مسلسل العتاولة الذى عرضته بعض الفضائيات المصرية غضبا شعبيا لأنه روج لأفكار هدامة منها البلطجة وسهولة القتل والترويج له وسهولة النهب والنصب والسرقة وفى تقرير مختصر قدمه  لإدارة المرصد العربى للأخلاق قال الدكتور وائل عبد القادر أحد القيادات البارزة  للجالية المصرية فى إيطاليا والقيادى بالمرصد العربى للأخلاق جاء فيه :

‎”جاء مسلسل العتاولة رمضان هذا العام

‎  تحت مسمي “الدراما الشعبية” التي تدور في الحارات والأماكن الشعبية، وتصل إلى صراعات رجال الأعمال وتجارة الآثار والمخدرات و السرقة

‎وظهرت بعض شخصيات المسلسل  بصورة سطحية وغير مقنعة خصوصا شخصية نصار ( أحمد السقا )مقارنة بأداء خضر ( طارق لطفي)  الذي جاء مقنعا وواقعيا بخطف أنظار المشاهدين

وبغض النظر عن الإشادة والانتقادات للمسلسل لكن  ما حدث في المسلسل هو  إهانة لأهل الإسكندرية غير مقبولة  وكان يجب على الجهات  التي سمحت بتصويره أن تتدخل وتوقف تلك المهزلة قبل اكتمالها وخروجها للنور بهذا الشكل المشوه والذي ينسف دولة القانون، لقد طالبنا خلال شهر رمضان بضرورة إيقاف المسلسل والاعتذار لأهل الإسكندرية.

لأن ما حدث هو استمرار لنهج تشوية العاصمة الثانية وتحويلها إلى وكر للبلطجة والخارجين على القانون  وإساءة لأهل الإسكندرية و تصويرهم بأمور منافية للحقيقة فالمعروف عن الإسكندرانية الجدعنة والجرأة وليس الخروج على القانون ”

كما شهدت دولة الجزائر غضبا كبيرا من الشعب والمسؤولين بسبب بعض المسلسلات والبرامج

وقد جمع  وزير الاتصال الجزائري محمد لعقاب مدراء أكثر من 20 قناة تلفزيونية عمومية وخاصة، لإبلاغهم بأن الحكومة «ضاقت ذرعاً بمحتويات برامج تبثها  فى شهر رمضان، خصوصاً المسلسلات الدرامية التي تحمل جرعة زائدة من العنف والمسَ بأخلاق المجتمع والذوق العام».

وأعلن الوزير أنه  لوحظ مؤخراً، عدم احترام التوجيهات الأخيرة التي أسداها الوزير، والسلطة الوطنية المستقلة لضبط السمعي البصري بخصوص البرامج، وكذا المادة الإعلانية المعروضة خلال شهر رمضان المعظم».

وقد  عاتب الوزير  بشدَة مسؤولي التلفزيونات، خصوصاً «الشروق» و«النهار»، بشأن «البرامج التي تروَج للعنف». و قدم لهم «آخر تحذير» سيكون بعده صدور أمر بتوقيف بث المواد التي تثير حفيظة الجميع حيث ترى الحكومة الجزائرية  أن «السلم الاجتماعي بات مهدداً» بسبب محتويات البرامج.

كما انتقد لعقاب، بشدة، «ضخامة مساحة الإعلانات» في القنوات التلفزيونية، مند بداية رمضان، وبأن ذلك «يمسَ بمصلحة المشاهد»، حسب ما نقل عن الوزير الذي أكَد بأن «المجتمع الجزائري بحاجة إلى السكينة والهدوء، بينما بعض البرامج التي تبثَ حالياً في القنوات التلفزيونية، تنشر القلق والتوتر الاجتماعي». مبرزاً أن «أشياء جميلة ومفيدة تجري في البلاد، كان ينبغي أن تجد لها مساحة في البرامج التلفزيونية، وأن تعطى لها الأولوية».

وادعى مسؤولو  هذه القنوات أن «مشاهد العنف والمخدرات التي تتضمنها الأعمال الدرامية، صورة تعكس الواقع الجزائري».

وفى دولة الكويت

أثار مسلسل “زوجة واحدة لا تكفي” جدلا واسعا في الكويت والعالم العربي منذ بدء عرضه بسبب ما اعتبره البعض إساءة للمجتمع الكويتي، وذلك لتناوله قضايا حساسة تمس جوانب من الحياة الزوجية والعلاقات الأسرية.

ويغوص المسلسل في أعماق العلاقات الزوجية والعائلية مع التركيز على بعض القضايا مثل الخيانة الزوجية والعلاقات الاجتماعية المعقدة في المجتمع الكويتي.

ودفع الزخم الشعبي والهجوم الشرس على العمل في مواقع التواصل الاجتماعي، الحكومة الكويتية للتدخل، وأعلنت وزارة الإعلام في بيان رسمي اتخاذ إجراءات ضد العمل معبرة عن رفضها لأي أعمال فنية تُسيء إلى دولة الكويت أو تمس أخلاقيات المجتمع.

وشددت الوزارة على أنها ستتخذ الإجراءات اللازمة للتصدي لأي عمل فني يسيء إلى المجتمع الكويتي.

وأوضحت الوزارة في بيانها أنها باشرت اتخاذ إجراءات عدة تجاه المسلسل الرمضاني المسيء إلى المجتمع الكويتي ومنع تكرار مثل هذه المشاهد المسيئة، مطالبة جميع المعنيين باحترام القوانين واللوائح والمواثيق، فضلا عن اتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف عرض مثل هذه المشاهد مستقبلا.

ووفقا للبيان، فإن الوزارة شددت على أن الأعمال الفنية يجب أن تحمل رسائل أخلاقية راقية وتحترم خصوصيات المجتمعات، وأن تبتعد عن المساس بالثوابت، كما أشادت بالدور الذي اتخذته جمعيات النفع العام، والتي استنكرت مثل هذه الأفعال، بما يدلل على الوعي المجتمعي في دولة الكويت، ورفضه لأي مشاهد تمس أخلاقياته ومبادئه الثابتة

وفى تونس .تسببت  مشاهد من مسلسل “فلوجة 2” المثير للجدل، والذي تعرضه قناة “الجوار التونسي”، فى غضب شعبى وأعاد المسلسل إلى الواجهة قضية شائكة تتعلق بأحقية النساء بتجميد البويضات في تونس

كما ناقش مسلسل صلة رحم قضية تأجير الأرحام وتعقيبا على ذلك أعدت الاستاذة الدكتورة ميادة الدنكلى الأمين العام للمرصد وهى أيضا طبيبة نساء وتوليد تقريرا بهذا الشأن جاء فيه ما يلى :

تأجير الرحم (بالإنجليزية: surrogacy)‏ ويعرف أيضاً بالحمل البديل هو إجراء، غالبًا ما يترافق باتفاق قانوني، توافق بموجبه امرأة (الأم البديلة) على إنجاب طفل لشخص آخر أو أشخاص آخرين، بحيث يصبحان والدي الطفل بعد الولادة.

أجريت عملية تأجير الرحم الحمل لأول مرة في أبريل عام 1986. يحدث ذلك عندما يتم انغراس جنين بواسطة تقنية الإخصاب في المختبر (( التلقيح الصناعي )) في رحم الأم البديلة.

قد يلجأ الأفراد لهذا الإجراء عندما يكون الحمل غير ممكن طبيًا مثل حالات العيوب الخلقية في الرحم ، أو انعدام الرحم الخلقي أو الجراحي أو قصور المبيض المبكر أو فقد النطاف عند الزوج أو عندما تكون مخاطر الحمل شديدة الخطورة بالنسبة للأم المقصودة، أو عندما يرغب رجل أعزب أو زوجان مثليان في إنجاب طفل. يعتبر تأجير الرحم أحد تقنيات التلقيح بالمساعدة و يتم ذلك بزراعة البويضة المخصبة في رحم الأم البديله و الجدير بالذكر أن البويضة المخصبةعادة ما تكون ناتجة عن تلقيح بويضة الأم الحقيقية بحيوان منوي من الزوج نفسه و زراعتها في رحم الأم البديله ، و هناك حالات يتم فيها الاستعانه اما ببويضة من امرأه أخرى أو حيوان منوي من رجل  آخر لإنتاج البويضة المخصبة .

تناول مسلسل صلة الرحم في سباق رمضان 2024 قضية تأجير الأرحام بجميع جوانبها في قالب درامي تشويقي مما اثار جدلا كبيرا في الشارع العربي و تناقض في الاراء بين من يحرم هذا الفعل و من يبيحه و يؤيده.

وضمن أحداث الحلقة الثالثة من مسلسل صلة رحم ظهر الداعية الإسلامي «خالد الجندي» بشخصه، حيث كان ظهوره لكي يستشيره بطل المسلسل الفنان إياد نصار في أمر شخصي يتعلق بمدى حرمانية تأجير الأرحام، ولقد قال له الجندي قولًا قاطعًا بأن الدين يحرم تأجير الأرحام لأنه يتسبب في اختلاط الأنساب.

و هذا فعلا هو رأي الشرع في مسالة تاجير الارحام.

حكم الشرع في تأجير الأرحام

أوضحت دار الإفتاء المصرية حكم تأجير الأرحام من أجل الولادة، وحصرته في زاوية المحرمات، وذلك لما فيه من إفساد معنى الأمومة التي عظمتها الشرائع وناطت بها أحكام وحقوق عديدة، فهذا التعظيم لا يكون من مجرد بويضة أفرزها مبيض امرأة ولقَّحها حيوان منوي من رجل آخر كعملية آلية خالية من المشاعر ومخالفة لأحكام الشرع. يذكر أن، مجمع البحوث الإسلامية أصدر القرار رقم 1 بجلسته بتاريخ 29/ 3/ 2001م بتحريم تأجير الأرحام، مؤكدًا أنه أمر محرم وممنوع شرعًا.

أسباب تحريم تأجير الأرحام

أجمع الفقهاء المعاصرون أثناء بحث مسألة تأجير الأرحام في إحدى ندوات المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية على تحريم هذه المسألة للأسباب التالية:

– حرمت مسألة تأجير الأرحام بسبب أن هناك طرفًا ثالثًا غير الزوج صاحب النطفة والزوجة صاحبة البويضة، ولا يمكن الجزم مع وجود الطرف الثالث بتحديد الأم الحقيقية لهذا الطفل، فهل الأحق به صاحبة البويضة التي تخلق منها الطفل وحمل جيناتها و كل خصائصها و بصمتها الوراثية؟ أو الأحق به الأم الحاضنة صاحبة الرحم الذي تم فيه نموه وتطوره وتبدله و تغذى من دمها حتى صار جنينًا مكتملًا؟

– كما أن الطفل الذي يأتي بين والدتين لا يدري من أمه على سبيل القطع والتأكد سيعيش ممزقًا بين انتمائه لهذه وانتمائه لتلك، وهذا من الأسباب التي حملت الفقهاء على أن استئجار الأرحام محرم شرعًا.

– ⁠⁠كما اننا لا ندري ماهي علاقة هذاالطفل بزوج و أبناء الأم الحاضنة و هل سيكون أباه أيضا و يكون أبناءها إخوته و يترتب على هذا قضية كبيره فعلا و هي قضية اختلاط الانساب

إن هذه الوسيلة فضلا عن كونها ذريعة إلى اختلاط الأنساب نتيجة الازدواج في التكوين والنشأة والخلقة فإنها وسيلة أيضا إلى الشر والفساد وكل ما يؤدي إلى الضرر أو الحرام فهو حرام، فعادة الشارع ألا يترك المفسدة حتى تقع ثم يعالجها بل يحتاط في سد المنافذ إليها.

تأجير الأرحام حول العالم

تحرم الدول العربية و الإسلامية تأجير الأرحام باستثناء إيران …

تسمح أوكرانيا وكولومبيا والمكسيك وروسيا بتأجير الأرحام التجاري (دفع المال للمرأة التي تؤجر رحمها) ولكن تم حظر تأجير الأرحام لغير المقيمين في كمبوديا والهند والمكسيك ونيبال وتايلاند.

في المملكة المتحدة، تأجير الأرحام التجاري غير قانوني، لذلك لا يمكن لطرف ثالث أن يجني أرباحاً من التنسيق بين الاطراف، ولكن ليس من غير القانوني دفع النفقات الضرورية للأم البديلة. وارتفع عدد الولادات الناجمة عن استئجار الأرحام في المملكة المتحدة بنحو أربعة أضعاف بين عامي 2011 و 2020.

تختلف القواعد في الولايات المتحدة من ولاية إلى أخرى، ففي ولاية بنسلفانيا يُسمح باتفاقات تأجير الأرحام سواء كانت من باب الإحسان من طرف الأم البديلة أو تلك التي يتم فيها دفع أجور للأم البديلة.

تعارض النسويات البارزات مثل غلوريا ستاينم وجولي بيندل ، تأجير الأرحام لانه يجعل من جسد المرأة سلعة، ويجعل الأمهات البديلات اللواتي غالباً من خلفيات فقيرة، عرضة للاستغلال.في عملية هي اشبه بتجارة الاعضاء

7.شهدت مواقع التواصل الاجتماعي فى رمضان مظاهر عديدة إيجابية وبعضها سلبية …

من المظاهر الإيجابية إلقاء الضوء على حملات افطار الصائمين التى تسمى فى مصر موائد الرحمن وكذلك اظهار الكثير من الطرق فى مصر وقت الإفطار وقد وقف الشباب يوزعون الافطار مجانا على المسافرين

وايضا حملات افطار الصائمين فى العديد من الدول العربية

ويرى اياد البرغوثى خبير علم الاجتماع والمحاضر فى جامعة رام الله أن عمل الخير أصبح يأخذ مناحى إلكترونية فى الجمع والتوزيع حيث باتت المنصات الالكترونيه مخرجا من مخارج الزكاة والصدقة لبعض المتابعين

..ومن الظواهر الإيجابية فى مصر إقامة رجال الدين المسيحى فى مصر حفلات افطار رمضان لإخوانهم المسلمين مما يزيد من روح المحبة والسلام الاجتماعى

وفى نفس الوقت شهدت مواقع التواصل الاجتماعي فى رمضان العديد من السلبيات ومنها وجود معلومات سطحية ومغلوطة عن بعض الأمور الدينية والتى ليس لها اى مرجعية دينية ودون حتى أن تكون صادرة عن أى دار افتاء ولذلك على دور الإفتاء تصحيح تلك المعلومات المغلوطة وكذلك لجوء بعض المؤثرين فى مواقع التواصل الاجتماعي إلى عمل تسويق تجارى أكثر من اهتمامهم بنشر القيم الحميدة حيث يتم استغلالهم من بعض الشركات والمؤسسات التجارية لزيادة الأرباح ومشكلة هذا الأمر وفقا للدكتور مارك جونز وهو أستاذ فى دراسات الشرق الأوسط أنها تروج لمعلومات مضللة واخبار مزيفة وهى مدفوعة الأجر

كما أن مواقع التواصل الاجتماعي فى بعض الأحيان لا تراعى حرمة شهر رمضان ونجد السباب والاشتباكات اللفظية ونشر صور وفيديوهات لا تتناسب مع الشهر الكريم

8 .انتشار برامج النبش عن  الفضائح  والتى تتضمن حوارات مع فنانين وفنانات كلها تتركز على الفضائح وتعتبر ضربا لقيم المجتمع كما تتضمن تحت تأثير البحث عن تريند اعترافات تضرب صحيح الدين وقيم المجتمع وتروج لأفكار هدامة

وانتشرت تلك البرامج بصفة خاصة فى قناتى النهار والقاهرة والناس

وفى إحدى الحلقات ذكرت  ميار الببلاوي عدة أمور كارثية منها

أنها تم طلاقها وعادت لزوجها الاول 11 مرة دون محلل بسبب حبها له

أن المخرجة إيناس الدغيدي اقنعتها أن تفطر فى رمضان حتى تستطيع التمثيل

أنها أدت مشاهد ساخنة فى نهار رمضان

وهكذا وهذا مثال واحد فقط ولا ندرى هل تدرك تلك القنوات مدى مشاركتها فى هدم قيم الدين والمجتمع ؟

وهل حصول القناة على إعلانات تجارية وحصول الضيوف على اجر كبير مبرر لنشر الفاحشة وضرب مبادىء الدين وقيم المجتمع ؟

9- اثار برنامج رامز جاب من الأخر الذى عرضته قناة ام بي سي السعودية موجة كبيرة من الغضب والاستياء وحتى يكون هذا الرأى موضوعيا قمنا بالاستعانة بٱراء عدة من قادة الفكر والرأى فى المجتمعات العربية بل وخارج الوطن العربي وفيما يلى ملخص لٱرائهم ؛

أ.الشاعر السعودي ياسر التويجري: احترم  الفنان المصري. إلا أن  ما يقدمه الأخير بأنه “تافه جداً ومبتذل “… الناس يشعرون بالانزعاج من البرنامج وأن الجميع يعرف أنه “ملفق” وينطوي على الكذب.

“مع إحتراماتي الشديدة له كإنسان عربي أحترمه وأقدره لكن اذا ودي أتكلم بما يقدم، أي شخصيته كممثل وفنان ومذيع، ما أدري كيف  يصنف بصراحة، تافه  حقيقة تافه جداً ومبتذل”. وليس فى هذا  الوصف تجاوزاً للحدود.

ب.رؤية دكتور جمال شعبان  طبيب  القلب المصرى الشهير واحد قادة الرأى على مواقع التواصل الاجتماعي :

رفض رامز جلال

كتب دكتور جمال شعبان عبر صفحته على فيسبوك من الآخر نحن نعيش في زمن رامز جلال كله مقالب وتمثيل وكاذب وادعاء.

..ارفض  فكرة برنامج رامز جلال التي تعتمد على أن بعض الناس تتحمل الإهانات في سبيل حفنة دولارات واخرون يحصدون اعلى المشاهدات والدولارات أما غالبية الناس تتفرج على المساخر وتبتسم.

ج. وتلقى المرصد رسالة من الأستاذة فايزة الشعيبى نائبة مدير  المدرسة العربية فى شيفيلد بالمملكة المتحدة وعضو الجزء الخامس من موسوعة الشخصيات النسائية العربية الرائدة وأبرز ما جاء  فى الرسالة :

العائلات العربية والعائلات المسلمة في المملكة المتحدة تنتقد بشدة برنامج  رامز الذي يعرض كل عام في رمضان لأنه  غير هادف وغير مناسب لعرضه في شهر رمضان الكريم خاصةً ان توقيت عرضه  يبدأ قبل الافطار . وشريحة كبيرة من الناس تنتقد البرنامج لانه ينشر القيم السلبية من خلال السخريه من الضيوف والتقليل من شأنهم مقابل الضحك للمشاهدين . إضافةً الى المقالب التي يقوم فيها باخافة الضيوف سوى كان بالحيوانات المخيفه والمرعبة او من خلال اشعال النيران في غرفة الضيوف او ربطهم بالكراسي وتعليقهم في الهواء وتعذيبهم فقط لاضحاك الجمهور  بصرف النظر عن ملابسات التصوير ..

ويؤكد الاغلبية بأن البرنامج تافه وغير اخلاقي وغير لائق لعرضه في شهر رمضان الكريم .

وفى تقرير مختصر من المهندس محمد كيلانى من مصر عضو المرصد العربى للأخلاق أكد أن مثل هذه النوعية من البرامج بدأ المشاهد يلفظها عاما بعد عام وأنها لا تحمل الا فكرا سلبيا وإذا قارنا بين برنامج الكاميرا الخفية للفنان الراحل ابراهيم نصر فى التسعينات من القرن الماضي وبين برنامج رامز سنجد اختلافا كبيرا فى الأسلوب والفكر والتأثير رغم الأموال الطائلة التى ينفقها برنامج رامز

 المحور الثاني من تقرير المرصد العربى للأخلاق عن أداء الإعلام العربي فى رمضان:

يتضمن المحور الثاني بعض التقارير المفصلة التى أعدها أعضاء لجنة تقييم أداء الإعلام العربى فى رمضان وبعض التقارير من خبراء متخصصين

وفيما يلى بعض هذه التقارير :

تقرير الاستاذة الدكتورة ميادة الدنكلى من عدن اليمن ..الأمين العام للمرصد العربى للأخلاق:

أنا لست ناقده ادبية و لست متابعة جيده ايضاً و لكن بسبب خصوصية الشهر الفضيل و التسابق الفني على الشاشه الصغيرة انتابني الفضول لأشاهد بعض الأعمال الفنية أردت أن أشارك  بإبداء الرأي للمرصد العربي للأخلاق لأنه لا يخلو بيت عربي من الشاشة الصغيرة التي يجتمع حولها أفراد الأسرة بعد الإفطار في رمضان و نقصد بأفراد الأسرة هم نواة المجتمع من مختلف الأعمار و احيانا من اجيال مختلفة

و ما يصلح للكبار لا يصلح للصغار و لكن هذه الشاشة للأسف لا تعرف الحدود و لا تستطيع التمييز إن تركناها دون مراقبة

من الأعمال الفنية التي اعجبتني هو مسلسل اعلى نسبة مشاهدة حيث سلط الضوء على تاثير السوشيال ميديا على المجتمع و خاصة على الفتيات المراهقات و جريهم وراء إغراء المال و بريق الشهرة مع دفعهم الثمن غالي من سمعتهن و سمعة أهاليهم و التخلي عن العادات و التقاليد و الأخلاق الفاضلة في الأسرة العربية المسلمة، نجح المسلسل بشكل كبير و أتمنى أن تكون قد وصلت الرسالة لبناتنا و اخواتنا و أولياء الأمور عن خطر الانفتاح و الانجرار وراء الكسب السريع من تلك المواقع

و من السلبيات المؤسفة و المحزنه جدا في الأعمال الدرامية الرمضانية لهذا العام هو تناولهم للجريمة بشكل مبالغ فيه  و قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق

العديد من المسلسلات كانت فيها حالات قتل و من أبشع المناظر المخيفه و التي اخاف أن يراها شبابنا و يقلدونها هي عندما اجتمع مجموعة من الشباب في عزومة في شالية و قام المجرم بخداعهم ليلعبوا لعبة من يصمد طويلا تحت الماء في المسبح و قام بوضع أسلاك الكهرباء في الماء و شغل التيار ليصعقوا جميعا و يموتون تحت الماء

كان منظرا بشعا جدا و الخوف الخوف من أن يقلد الشباب هذه الجريمة

هذا مقطع من المسلسل السوري أولاد بديعة

و في مشهد آخر يقتل الرجل هو و عشيقته زوجته و يدفنها حية في مسلسل  نعمة الافوكاتو

لا ادري كيف يستهين صانعي الدراما بحرمة الدم و الروح البشرية و يقدمونها بهذا الرخص و لا حول و لا قوة إلا بالله

اماً بالنسبة لبرنامج  رامز جاب من الآخر انا لا ادري ما الفائدة أو الحكمه من هذا البرنامج الذي يطل علينا كل عام بافكار جهنمية و لكني كطبيبة أقول ان البرنامج هذا العام   تمادى كثيرا و تطاول على الجسد الإنساني حيث لم يراع مقدم البرنامج الحالة الصحية للمشاركين و لم يراع ظروفهم الخاصة و نتمنى لو كان اخذ هذه الأمور بعين الاعتبار عند اختيار النجوم المشاركين وقد اصيب بعض الضيوف بكسور وإصابات جسدية كما

لم يراع البرنامج تاثير مشاهد العنف على صحة النجوم خاصة مرضى القلب و الضغط و الصمامات و السكر و غيرها من الحالات التي لا تحتمل

ومن المسلسلات الغريبة هو المسلسل الذي يتكلم عن عالم الجن و السحر و الشعوذة والأفكار الغريبة و التي ليس وقتها في رمضان اساساً ….حيث شهدت احداث مسلسل المداح على قناة mbc مصر صراعا ضاريا تدور أحداثه في عالم الإنس والجن، ليبين الأذى الذي يتعرض له البشر من الجن ومدى سيطرته عليهم وتحكمه في أفعالهم  و لكن كانت هناك مبالغة في بعض الأحداث خلال الحلقة الـ 18 وتصوير الجن في صورة إنسان والعكس، و كذا مشاهد صلاة الجن، ودخوله المسجد، وسماعه القرآن ومشاركته في عزاء أحد المتوفين.

اتفق الجميع على مواقع التواصل الاجتماعي على عدم منطقية الأحداث، وكتب حساب باسم «محمد شرابي» على موقع «فيس بوك»: «المداح بالأجزاء اللي فاتت كان بيحرق الجن بالقرآن، الجزء ده الجن بيصلي في المسجد ويسمع القرآن في العزاء، القصة كده بعدت عن المضمون وأصبحت دراما رعب وتشويق فقط،

تعليق الأزهر على المداح

من جانبه، علّق الشيخ عبدالحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوي السابق، على بعض المشاهد التي جاءت بالمسلسل مثل صلاة الجن وسماعه للقرآن بقوله: «عالم الجن مثل عالم الأنس فيهم الصالح والفاسد، استنادًا إلى قوله تعالي في سورة الجن (وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَٰلِكَ ۖ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا)».

وأضاف فى تصريحات صحفية  أن الجن يستطيع أن يتشكل على هيئة البشر ويظهر بشكل قبيح أو جميل، وينتشرون في المساجد ويدخلونها لمنع المصلين من الخشوع في الصلاة، فالجامع ممتلئ بالشياطين، أما الخمارات فلا يوجد فيها شيطان واحد، بعد أن أعلن جميع من فيها ولاءهم بارتكابهم المعصية.

فيما قال الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة في جامعة الأزهر، أن الجن من الغيبيات التي لا يعلم أمورها إلا الله.

تقرير الإعلامية المغربية الأستاذة نجاة فرحان نائب رئيس المرصد العربى للأخلاق :

أود أن أتحدث عن أحد أهم الانتاجات التلفزيونية الرمضانية الدرامية المغربية التي قدمتها القناة الثانية المغربية “بعيد”  ساعة الإفطار بلحظات …

سأتوقف عند الدراما المغربية الاجتماعية “2 وجوه”/ بمعنى وشين أو وجهان/ الدراما قدمت للمشاهد المغربي طيلة شهرة رمضان في 30 حلقة…

كتابة النص للكاتبة والسيناريست “هندة سقالة ”

ومن إخراج “مراد الخودي” بمشاركة  ألمع نجوم الدرامة المغربية في إطار من التشويق والإثارة حول ظاهرة “التسول”  التي تدور أحداثها  كلها في مواقع مختلفة مابين الأحياء الراقية والحارات الفقيرة

بالعاصمة الاقتصادية كازابلانكا ….

السلسلة من بطولة عزيز داداس الذي لعب دور ذو الوجهين “باصطوف” تارة و”المهدي الحمزاوي”  تارة ثانية

إلى جانب الممثلة القديرة “دنيا بوطازوت” في دور “محجوبة” رفقيته في التسول والنصب والاحتيال…  والفنانة “ماجدولين الادريسي”  زوجة “باصطوف” وأم أبنائه ..

إضافة إلى ثلة من نجوم الدراما المغربية من رواد:

-ك  عبد الله ديدان صديق “باصطوف” منذ الطفولة

-وطارق البخاري المتسول المحتال.

ونخبة من الرواد والشباب خريجي المعهد العالي للمسرح…

السلسلة الدرامية الرمضانية تغوص في قصص اجتماعية مثيرة تعكس خفايا ظاهرة التسول في قالب مليء بالتشويق من خلال حالات متباينة تعاني  الفقر والتهميش والبطالة وراءها بارونات المخدرات…

المخرج مراد الخودي صوب الكاميرا اتجاة ظواهر اجتماعية كانت تدخل في إطار الطابوهات أو المسكوت عنها في الدراما سالفا….

ناقلا لنا صورا تعكس يوميات المتسولين وكاشفا الجوانب المظلمة  التي تنمو في ظل هذا الواقع المؤلم بين الكوميديا السوداء والدراما….

السلسلة الدرامية عرفت تفاعلا إيجابيا مع الجمهور المغربي من خلال الرسائل المباشرة التي مررتها أحداث المسلسل تحديدا  فضح مافيا التسول – التي يراكم ممتهنيها أموالا طائلة وثراء ملفتا – بطرق فيها الكثير من النصب والاحتيال مما حرك تواصل المتلقي المغربي بمجرد عرض الحلقة الأولى حيث انهالت التعليقات الإيجابية ع مواقع السوشيال ميديا مشيدين بأداء الممثلين الذي قدموا مشاهد قوية تدخل في إطار مأسسة الظاهرة والوقوف عند واقع التسول المتغلغل في المجتمع بأساليب الابتزاز التي كان يمارسها بطل المسلسل بوجهين ( الشخص الميسور الحال لكنه يعيش بين وسطين وسط إجتماعي مريح والثاني متسول )

وحسب آراء بعض الشخصيات المشاركة في دراما “2 وجوه”  تابعت

تعليق الممثلة “سحر الصديقي”  التي تقمصت دور ” التبارية المتسولة الطموحة” ضمن مؤسسة “باصطوف” رئيس عصابة التسول في حديث “للعربية نت” قائلة:

بأن تجربتها في هذا العمل التلفزيوني الرمضاني الاجتماعي كشفت بشكل أو بآخر خبايا عالم التسول في رحلة فضحت ممتهني هذه المهنة  مما تطلب مجهودا اضافيا من كل أطقم السلسلة لإظهار الجوانب المظلمة التي تنمو وسط واقع مؤلم عبر حكايات متباينة لبعض هوامش المجتمع المغربي الذي يعاني الفقر والتشرد والبطالة بحرفية كبيرة ومجهود لا يستهان به من الممثلين الرواد والشباب ع حد سواء….

تعليقات أخرى اهتمت بها الصحافة المغربية المكتوبة ومواقع التواصل الاجتماعي أكدت على أهمية متابعة  المشاهد المغربي بموضوعية لأحداث المسلسل في تصويره الدرامي لظاهرة التسول التي استفحلت بشكل كبير في شوارع مدننا وأزقتها وأحيائها الثرية والفقيرة معا مسلطة الضوء على موضوع اجتماعي حساس تطرق له قائد السلسة المخرج

“مراد الخودي” من خلال جذب  انتباه الجمهور إلى الظاهرة وفضح رواد التسول وخلق جدل مثير ونقاش عميق لظاهرة سيئة تنتشر وتستفحل وتتوسع ع حساب ضحايا الفقر والعنف والتهميش مع إضافات كوميدية تخفف من جدية القضية المطروحة أمام أجيال متباينة من الممثلين لهم من التجربة والتكوين المعرفي الجيد والقدرة الكبيرة ع احتواء الأدوار المسندة لهم….

الأستاذ الناقد السينمائي والتلفزيوني “عبد الله الساورة” وقف عند تعدد الأدوار النسائية وحضورها في هذه الدراما تجاوزت في الكثير من الأحيان عتبات الممنوع والمقدس لدى المشاهد المغربي في معالجة التسول وما تخفيه الظاهرة من طابوهات من قبيل الزنى والعهر والمخدرات والتشرد بشتى الأنواع والانتهازية والسرقة ….مؤكدا الأستاذ عبد الله ساورة ع تشجيع الدراما المغربية كعمل جماعي لكنه يتطلب التنبيه إلى السلبيات كالإطالة في حلقات المسلسل بنوع من التعايش وتقديم الراهن بكثير من الإبداع من حيث التصوير الخارجي والمونتاج…

في كل الحالات وفي اعتقادي الشخصي كإعلامية يبدو لي أن الموسم الرمضاني التلفزيوني 2024 كان موسما دراميا بامتياز نظرا لغزارة الأعمال الفنية بغية تقديم فرجة هادفة وممتعة لدى المشاهد المغربي …

أما بالنسبة لمسلسل “2 وجوه” يبقى عملا دراميا اتسم بالجرأة ع مستوى الكتابة  والتصوير والإخراج والأداء في معالجة لظاهرة التسول -التي تعرف استفحالا واسعا في أغلب بلدان وطننا العربي – وإبراز تشكلة تحولات عميقة اجتماعيا وسياسيا أمام أجيال متعاقبة من ممثلي الدراما المغربية الأكفاء…

إلا أنه لدي مؤاخذة أثارت استيائي

واستياء العديد من متتبعي المسلسل تحديدا في الحلقة الأخيرة التي بدت غامضة وغير مفهومة ربما قد تكون نهاية مفتوحة تهييء الجمهور المغربي للجزء الثاني في رمضان المقبل….

–تقرير د. هالة سكر خبيرة التنمية البشرية والإرشاد الأسرى وعضو المرصد العربى للأخلاق:

افضل دوما ان اري الجانب الجيد في كل شئ ، لذا سوف اقدم ما رأيته  جيدا في موسم رمضان

البرامج

*برنامج ( رحلتك من الشتات الي اليقين) تقديم الداعية مصطفي حسني ، برنامج ممتاز والجميل انه يجمع بين الدين والتنمية البشرية بأسلوب راقي وهادئ ومفيد،

* برنامج ( نور الدين) تقديم فضيلة الشيخ الدكتور علي جمعة مفتى مصر الأسبق    وهو برنامج جديد في شكله حيث انه علي هيئة حلقة درس حيث يتم تحديد موضوع ويسأل الحاضرون وهم من مختلف الأعمار اي سؤال ويتم الإجابة عليه من فضيلة الشيخ، برنامج مهم جدا ومفيد جدا وتناول الكثير من القضايا التي تهم مختلف طوائف المجتمع مثل قضية الحب وقضية الحج بالانابة،  وقضية فوائد البنوك ..والكثير من القضايا.

المسلسلات

*مسلسل (أشغال شقة) بطولة الفنان هشام ماجد مسلسل اجتماعي يجتمع فيه خفة الدم ومناقشة مشاكل اجتماعية تتعرض لها  معظم الأسر خاصة عندما تضطر الأسرة إلى الاستعانة  بمن يساعدهم في الواجبات المنزلية ، واختلاف عيوب كل شخصية وطرق التعامل معها ، وتأثير هذه المشاكل علي مهام الوالدين الوظيفية ، وايضا تم توضيح تأثير تدخل الاهل في حياة أولادهم  بشكل سلبي اعتقادا منهم انه للمصلحة العامة .. مسلسل يستحق كل تقدير

*مسلسل (فراولة ) بطولة الفنانة نيلي كريم قد يبدو مسلسل تافه ، لكنة يناقش قضية مهمة وهي  اعتقاد  الشخص ان لدية قدرات غير عادية   دون اساس علمي ، ويصبح سجين هذه الفكرة،  وايضا يلقي الضوء علي الأخصائيين النفسيين انهم بشر وقد يحتاجون لمن يعالجهم  نفسيا أيضا،  وأننا جميعا يجب أن نكون اكثر مرونة في التعامل مع الواقع .

* مسلسل (دون سابق انذار) بطولة الفنان اسر ياسين، مسلسل محترم وراقي وليس به تجاوزات ، ويناقش مسألة خطيرة جدا ، لأنه يحكي عن أسرة اب وام وطفل ٨ سنوات ويصاب الطفل بمرض السرطان ويكون عليه زرع نخاع ومن هنا يتم اكتشاف انه ليس ابنهم اصلا وانه غالبا تم تبديله في المستشفي ، ومع ذلك يظل الوالدين متمسكين بابنهم  وحبهم له  لم ينقص ولكنهم يبحثون عن أهله من اجل عملية زراعة النخاع

مسلسل يستحق كل تقديروالتَغييرِ الإيجابيِّ المستَدام

–تقرير مختصر عن آداء وسائل الأعلام المختلفة في اليمن عن الأخلاق الكريمة

–تقرير الاستاذة الدكتورة رخسانه محمد إسماعيل

مديرة مركز العلوم والتكنولوجيا جامعة عدن باليمن

لقد ازداد عدد  القنوات الفضائية العاملة في الجمهورية اليمنية وكل قناة محسوبة لجهة سياسية منها الانتقالي ، الشرعية ، الإصلاح ،الحوثيين . وللأسف كل قناة تعمل من أجل تلميع الجهة المنتسبة إليها . وتتضارب الأخبار فيما بين هذه القنوات .

لقد غابت المسلسلات التاريخية التي تدعو إلى الخلق والبطولة والشهامة العربية الإسلامية مثل مسلسل خالد بن الوليد، عمر بن الخطاب ، الرسالة والفتوحات الإسلامية وغيرها من المسلسلات الدينية التي غرست في نفوس الأجيال حب الدين والأخلاق الحميدة . فكل ما تبثه المسلسلات هو عبارة عن انعكاس للوضع الاقتصادي المتدهور والصراع بين الأطراف المتصارعة في اليمن .

أما وسائل التواصل الاجتماعي منها الواتس والفيس بوك والانستجرام وغيرها ، للأسف اختلطت بها بعض المشاهد الخليعة التي تخدش الحياء وتبعد القارئ والمشاهد لها عن القيم الأخلاقية ، وهذا ما تدسه لنا وسائل الغرب . ناهيك عن المخدرات وانتشارها بين أوساط الشباب قد أفسدت أخلاقهم ودعتهم لارتكاب الجرائم والاغتصاب . لذلك المرجو الوقوف بشكل جدي تجاه هذه الظواهر السيئة

متمنية من المرصد العربي للأخلاق  أن يلعب دورا هاما للحد من تلك الظاهر والدعوة لوسائل الإنتاج السينمائي والتلفزيوني أن تنتج المسلسلات التاريخية التي تنشر الأخلاق والبطولات العربية  .

كذلك الكف عن التدخل في سيرة الشخصيات المشهورة هذا فيما يتعلق بالفيس بوك . ونشر قصص غير مكتملة.

والله من وراء القصد

تقرير الدكتورة خلود الحاموش من لبنان عضو المرصد العربى للأخلاق:

مسلسل الحشاشين

بعيدا عن الدور السياسي والمذهبي و العملية الإنتاجية والفنية للمسلسل يلقي هذا العمل الضوء على الكاريزما السيكولوجية للفرد وكيفية التعامل مع القريب والبعيد حسب الحاجة والدور والسلطة والطاعة .

ولعل هذه الفكرة وسلطتها على الٱخر  تجتاح معظم نواحي حياتنا  على مستوى العائلة او العمل او التعامل والعاطفة وكذلك التربية في المنازل والمدارس وغيرها من أمور الحياة .

وهي عملية التحكم عن طريق القدرات والموقع والسلطة والتلاعب على المواقف والتعابير والاحتياجات .

ولعل التدريب على رسم الحدود الشخصية والنفسية ومساحة تدخل الاخر في  ساحتنا الشخصية وفهم حقوقنا هو  خطوة أساسية لإدراك الخطأ وتجنبه .

وقد تم ممارسة ” وظيفة الوهم” في الحروب والدين والعلوم وما زلنا اليوم ندفع أثمانا باهظا جراء عدم التأسيس لجيل يدافع عن حقوقه و هويته الخاصة والعامة.

ويعزز الدين والسلطة الأبوية بكل مقاييسها هوة عدم تحديد الأدوار فيسلط القوي على الضعيف والمال على الفقر والقادر على غير المتمكن … لتصبح الكلمة سيف على رقاب  اصحاب المعرفة الخالصة .

الناشر الأستاذ سامى الطرابيشى عضو جمعية الناشرين وعضو المرصد العربى للأخلاق:

فى مسلسلات رمضان كان ظهورالحاره المصرية بشكل سيىء ومفككه والعلاقات الزوجية مليئة  بالخيانه والطمع وتدهورالأخلاق والالفاظ العفنه وأسهل طرق للثروة  من تجارة السلاح ومخدرات وهى طرق للثروات المحرمة

لم تقدم القنوات الفضائية الشخصيات القدوة ليتعلم الشباب والكبار بعد أن تدهورت  الأخلاق لذا لابد من  اظهار القيم والمثل في المجتمع والأخلاق الحميده للنهوض والتقدم

-دكتورة ايمان ناجى مدير عام مركز الدراسات والبحوث اليمنى عدن وعضو المرصد العربى للأخلاق:

أود أن أتطرق لبعض ما شاهدته

مثلا مسلسل  حق عرب

درامي اجتماعي بطولة احمد العوضي

رياض الخولي . وفاء عامر

يرتكز المسلسل على اساس حلم البطل عبد ربه . الذي اعتمده  اساسا  في حياته خوفا من الموت على يد ابنه حسب تفسير العراف

امن البطل بالخرافة التى حبكت له  من اجل الاستيلاء على ثروته من اخيه

وتسير الاحداث ليصبح عرب خارج القصة من الحلم ، بفضل أمه التي تركته لجارتها تتولى تربيته لحمايته من أبوة

وتربى على الاصول والحلال والحرام والجدعنة  ليصبح شابا لديه مرجعية أخلاقية  .

محتوى المسلسل لايختلف عن بعض المسلسلات التي نشاهدها صراعات ومخدرات  وقتل وسوء اخلاق في الاحياء الشعبية ..

شد انتباهي دور الأم ماجدة في حسن تربية ابنها عرب .. مواجهته  ومناقشته  اثناء قوته  وضعفه عندما تعاطى المخدرات .هنا جاء دور الام التى تقوم وتصلح حال ابنها وتقف امامه وتمنعه من التعاطي بكل قوتها . وبقيت راعية له  الى ان اقلع عن المخدرات .

هنا تكمن قوة المرأة على الرغم من انها ليست ميسورة الحال

أما الام صباح على الرغم من قوتها وجبروتها الا انها ضعيفة في الدفاع عن حقها في امومتها وحقها في مواجهة ظلم وجبروت زوجها، ومن خوفها على ابنها ارتكبت جريمة حرمت نفسها من ابنها وماتت مقتولة ..

هنا يأتي دور الاخلاق والمعاملة الحسنة و النعم الذي انعم الله بها على المرأة. حتى وان خسرت اموالها . فهي تكسب امومتها وابنها .

الام المربية وقفت بشجاعة تدافع عن ابنها امام عبدربه

والأم الحقيقية اخفت الحقيقة وتملكها الخوف والقلق. تركت عرب يواجه الحقيقة بنفسه ..

نستخلص من ذلك أن  قول الحق هو الطريق الصحيح والدفاع عن الحق فضيلة.. وما اخذ بالقوة يسترجع بالقوة . وهذا ما فعله عرب وعلى الرغم من ردود افعاله تجاه الشر الا انه تصالح مع عبد ربه ابوه ووقف معه في مرضه  ووعده  ان يبقى بجانبه .. ولكن أمر الله نفذ توفى الاب ..وعاد عرب يكمل حياته  بالعمل والاجتهاد وانتصر لحبه  الحقيقي وعزم على الزواج من  حبيبته .

–تقرير الإعلامية الليبية الأستاذة مريومة على ارحومة عضو المرصد العربى للأخلاق :

وسط ما نشاهده من كم كبير من المواد الإعلامية فى رمضان أغلبها يبث مفاهيم وقيم بعيدة عن قيمنا رغم أنه يمكن أن

تلعب القنوات المرئية والمسموعة دوراً حيوياً في ترسيخ القيم والأخلاق الحميدة في نفوس الأطفال، وتعتبر أيضا وسيلة فعالة للتأثير على تفكير وسلوك الأطفال، كما تعتبر شريكا مهما للأهل والمربيين.

..ومن المهم أن تقوم وسائل الإعلام  بتعليم الخلق العظيم ..ولو قامت بذلك فإنها بلاشك

تساعد في بناء شخصية الطفل وتشكيلها بشكل إيجابي، وكذلك تعزز التفاهم والإحترام بين الأفراد في المجتمع.

وتعلم أيضا الطفل كيفية التعامل مع الأخرين وفهم إحتياجاتهم ومشاعرهم.

وتساعد في بناء شخصية الطفل وتشكيلها بشكل إيجابي كما أن وسائل الإعلام لو قامت بهذا الدور فإنها

تعزز الإحترام بين الأفراد والمجتمع وتعلم الطفل كيفية التعامل مع الأخرين.

وهناك أهمية للقنوات المرئية والمسموعة ولو اخلص القائمون عليها فإنها تستطيع  زراعة الخلق العظيم فى نفوس المجتمع  ..كما يمكنها

تقديم نماذج إيجابية ويكون ذلك بعرض شخصيات تتمتع بالخلق العظيم وتكون قدوة للأطفال ونطمع أيضا أن تقوم وسائل الإعلام

بتوجيه السلوك بعرض سلوكيات صحيحة وخاطئة وتوضيح العواقب المترتبة على كل منها. كما يمكنها

تعزيز التفاعل الإيجابي بإستخدام قصص وألعاب تفاعلية لتشجيع الأطفال في حياتهم اليومية.

..تقرير د. أحمد الحموي من سوريا

المستشار الأكاديمي والسلوكى  والقيادى  بالمرصد العربى للأخلاق :

نداء إلى صُنَّاع التَرفيه والدراما

نحو بناءِ إنسانيةٍ أفضلَ

في عصرٍ يملأهُ التَرفيهُ والدَراما؛ تُعتَبَرُ صناعةُ الأفلامِ والمسلسلاتِ والمسرحياتِ لهَا دورٌ كبيرٌ في بناءِ وتشكيلِ شخصياتِنَا وفَهمِنَا للعالمِ من حولِنَا، ومع ذلِكَ يُثيرُ الاهتمامُ المتزَايدُ بتسلِيطِ الضوءِ على الفَوضى واللاخلاقيَّاتِ في المحتَوى التَرفيهِّي والَدارمِي تَساؤلاتٍ حولَ تأثيرِهِ على الأجيالِ القادِمَةِ….؟

فالتركيزُ المُفْرِطُ على الجوانِبِ المظلِمَةِ للحياةِ دونَ التَوازن بينَها وبينَ الجوانبِ الإيجابيَّةِ؛ قد يُؤثِّرُ سلبَاً على نَفْسيَّةِ وسُلوكِ الشبابِ والأطفالِ، ممَّا يمكنُ أن يُؤدِّي إلى زيادةِ القَلَقِ والاكتئابِ وتَبَنِّي أنماطٍ سلوكيَّةٍ سَلبيَّةٍ، لذا؛ من الضروريِّ أن تَتبنَّى الصناعاتُ التَرفيهيَّةُ والدَراميَّةُ مُوازَنَةً بين عرضِ الجوانبِ المظلِمَةِ والجوانبِ المشرِقَة منَ الحياةِ لتَوفيرِ تَجربةٍ ترفيهيَّةٍ مُتوازنَةٍ وتثري المجتمع بالأخلاقِ الإنسانية.

ففي زمَننِا الحالي المليءِ بالتَحدِّياتِ والتَغيُّراتِ السريعةِ؛ يتطلَّعُ العالَمُ إلى الصناعةِ التَرفيهيَّةِ وصُنَّاعِ الدَراما ليكُونُوا القادةَ في بناءِ إنسانيَّةٍ أفضلَ ومُستدامةٍ، ونحن كبنَّائين وصُنَّاع للإنسانية؛ لدينا القوَّةَ العظيمةَ لتَشكيلِ وتأثيرِ العُقول والقلوبِ وتوجيهها وتربيتها، وهذا القَدْرُ الهائِلُ منَ المسؤوليةِ يجب أن يُوجهنا نحو اتِّخَاذِ خُطواتٍ إيجابيَّةٍ وفَعَّالةٍ في تحقيقِ التَغييرِ الإيجابيِّ.

فعَلينَا أن نتَذكَّرَ دائماً أنَّ الفنَّ ليسَ مُجرَّدَ تسليةٍ للجمهورِ، بل هو أداةٌ قويَّةٌ لتَوجيهِ الضوءِ نحوَ القَضايا الإنسانَّيِة والاجتماعيَّةِ الهامَّةِ ولبناءِ وتعزيزِ القِيَمِ والمبادئِ الأخلاقيَّةِ، فإذا كنَّا نريدُ تغييرَ العالمِ إلى الأفضلِ فعَلينَا الاستفَادةَ من هذهِ القوَّةِ بشكلٍ إيجابيٍّ ومُوجَّهٍ نحوَ الخيرِ والتَقدُّمِ.

والمسؤولية عن هذه الموازنة؛ تقعُ على العديدِ من الأطرافِ، بما في ذلكَ الشركاتِ والمؤسّساتِ الإعلاميَّةِ وصنَّاعِ التَرفيه، والتي يجبُ أن تُدرِكَ دَورَها الاجتماعيِّ والثقافيِّ، كما يمكنُ للحُكوماتِ أن تُسَاهمَ من خلالِ وضعِ التَشريعَات والسِياساتِ التي تُشجِّعُ على تقديمِ محتوىً مُتوازٍنٍ ومُفيد، ويجب أن تكونَ لَدَى شركاتِ الإنتاجِ وصُنَّاعِ التَرفيه والدَراما رؤيةٌ واضحةٌ تَتعاملُ مع الصناعةِ بشكلٍ مُتوازنٍ ومسؤولٍ، وينبَغِي أن يكونَ هناكَ تركيزٌ على تقديمِ محتوىً ذوَ قيمةٍ إضافيَّةٍ للمشاهدين والمجتمِع على حدٍّ سَواء، بدلاً من مُجرَّدِ السعيِ وراءَ الربحِ وارضاءِ الجمهورِ بأيِّ ثمنٍ.

بالإضافةِ إلى ذلك، يمكنُ للجمهورِ أن يلعبَ دوراً مُهمَّاً في تحقيقِ هذهِ الموازنةِ من خلالِ اختيارِ دَعْمِ المحتَوى الذي يَعكِسُ القِيَمِ الإيجابيَّةِ والمحتَوى الذي يُساهِمُ في بناءِ المجتمعِ، بالتَعبيرِ عن آرائِهم ومُلاحظاتِهم، كما ويمكنُ للجمهورِ أن يُشجِّعَ على إنتاجِ المزيدِ من المحتَوى الذي يُلبِّي احتياجاتِهمُ الثقافيَّةِ والاجتماعيَّةِ بشكلٍ أفضلَ.

وفي هذا العَصرِ الحديثِ الذي يَعُجُّ بالتَحدِّياتِ والفُرَصِ؛ نحن بحاجةٍ ماسَّةٍ إلى صُنَّاعِ ترفيهٍ ودَراما يتَحلَّوُن بالرُؤيةِ الشامِلَة والوَعيِ العَميقِ بدَورِهم في بناءِ المجتَمعِ وتَشكيلِ العُقولِ والقلوبِ، إنَّهُ ليسَ مجرَّدُ مسألةِ تلبيةِ رَغباتِ الجمهورِ أو جَذْبِ المشاهِدين؛ بل هو رسالةٌ تَتعدَّى الإشباعَ الفورِيَّ للرَغباتِ إلى تأثيرٍ عميقٍ ومُستدامٍ على الحياةِ الإنسانيَّةِ.

ليكُن لدينَا الشجاعةَ لاستكشافِ القَضايا الصعبَةِ والمعقَّدةِ، وليَكُن لدَينا الإرادةَ لتَقديم رسالةٍ تَثقيفيَّةٍ وتَحفيزَّيٍة تَدفعُ الجمهورَ للتفكيرِ والتأمُّلِ والتَحرُّكِ نحوَ العملِ الإيجابيِّ، ولنَكن جزءاً من حملةٍ عالميةٍ لبناءِ ثقافةٍ جديدةٍ تقومُ على التفاهُمِ والتَسامحِ والتَعاونِ، فدعُونا نعملُ معاً لنكونَ قوَّةً إيجابيَّةً في المجتمعِ، ولنَكن مُحرِّكين للتَغييرِ الإيجابيِّ بالتَعاونِ مع الجمهور، حيثُ يُمكننا بناءُ عالمٍ أكثرَ إنسانيَّةٍ، بحيثُ يتمتَّعُ الجميعُ بفُرَصٍ متساويةٍ ويَعيشونَ حياةً ذاتَ معنىً وقيمةٍ.

وفي عالمٍ يزدادُ تَعقيداً وتحولاً؛ لا يُمكننا تَجاهلُ قوَّةَ الصورةِ والكلمةِ والموسيقَى وكلَّ عنصرٍ من عَناصرِ الفَنِّ في تشكيلِ العقولُ والقلوبِ وبالتالي بناءِ الإنسانيةِ، فدعونا نَستغِّلُ هذهِ القوَّةَ بشكلٍ إيجابيٍّ ومُوجَّهٍ نحوَ الخيرِ والإيمانِ بالإنسانيَّةِ، ولنَكن جسراً يربِطُ بينَ الجمهورِ والقيمِ الإنسانيَّةِ العَميقَةِ، ولنَكن مَصدرَ إلهامٍ وتحفيزٍ للجمهورِ نحوَ التَفكيرِ النَقديِّ والتَغييرِ الإيجابيِّ، ولنَضَعَ قِيمَ الإنسانيَّةِ والعَدالةِ والتَعاطفِ في قلِب إنتاجِنَا وتَوجيهاتِنَا، ولنَبنِي مُجتمعاً يَنْعُمُ بالتعاونِ والاحترامِ والتَضامنِ.

ونحنُ نستَعرِضُ بتواضعٍ هذا النِداءِ ليكونَ دَافِعاً للجميع ( صُنَّاعُ التَرفيهِ والدَراما ) لخوضِ رحلةٍ تبنِي إنساناً حقيقيَّاً، مُتأثِّراً بأعمالهم ومحتواهم، ولا يكفي أن تكونَ أعمالهم مُسلِّيَةً فقط؛ بل يجبُ أن تكونَ مُلهِمَةً وتُوجِّهَ الجمهورَ نحوَ التفكيرِ والتأمُّلِ والتغييرِ الإيجابيِّ، فالجيلُ الصاعدُ يستَحقُّ صناعةً دقيقةً وبناءً حقيقيَّاً يُوجِّههم نحوَ الأفكارِ والقِيَمِ الإيجابيَّةِ، وهذا يتَطلَّبُ من الشركاتِ والمنتِجين والمبدِعينَ أن يتحمَّلوا مسؤوليتِهُم الاجتماعيَّةُ والثقافيّةُ بشكلٍّ جدّيٍ.

فلنَكُن نحن، (المؤسساتُ الإنسانيةُ والأخلاقيةُ بالتعاونِ مع صُنَّاعِ التَرفيه والدَراما)، القادةُ في هذه الحملَةِ العالميَّةِ لبناءِ إنسانيَّةٍ أفضلَ، فإنَّ الأعمالَ الفنيَّةَ التي تَنْبُعُ من قلوبٍ وعُقولٍ مُتوجِّهةٍ نحوَ الإيجابيَّةِ ستَظلُّ خالدةً وستَبنِي جيلاً جديداً من الإنسانيَّةِ الحقيقيَّةِ، فلنَتحد معاً، في هذهِ الرحلةِ النبيلةِ لبناءِ إنسانيَّةٍ أفضلَ وتحقيقِ الأملِ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى