محمد زكي يكتب .. ضمائر في إجازة!
● الضمير ذلك الصوت الخفي الحاكم والرادع للنفس البشرية والرقيب عليها .. فهو قاضينا الخاص الذي يسكن أغوار أنفسنا .. يقيّم ما نفعله أولا بأول .. فإذا خالفناه في غفوة منه صب علينا جام غضبه !
● المُشكلة الحقيقية أن يعيش الإنسان بلا ضمير .. وربما هذا الأمر مُشكلة البعض منا .. في حين يرى البعض الآخر مشكلته أن يعيش أصلا بلا ضمير.. ليحقق طموحاته الشاردة ويصل لأهدافه الدنيوية الفانية !!
● وما يحدث فى أيامنا من الغش والخيانة والقتل وشهادة الزور وإرتكاب المُحرمات يرجع للضمير الإنساني الذي فقد صلاحيته فى زمن إختلط فيه الحلال بالحرام .. رغم أن الحلال بين الناس بيّن والحرام بيّن .
● بات أمرا عادياَ أن نقرأ كل يوم قضية فساد جديدة .. ولكن لولا فساد الصغار لما سرقنا الكبار .. فنحن ليل نهار نند بفساد الكبار ولكننا عند أول مصلحة نبحث عن واسطة لدى الكبار أو نغرم ثمن ” إصطباحة ” للصغار !!
● بصراحة مُطلقة : لم نعد مجتمع ” الملائكة ” وقد تغيرنا كثيرا فى زمن ” الماديات المستحكمة ” والكل يمارس الفساد والفهلوة بطريقته إلا من رحم ربى .. والفاسد الصغير شريك مع الفاسد الكبير والكل ينهش هنا وهناك بطريقته الخاصة !
● رسائل الفساد لا تخص شخصاً بعينه أو جهة بعينها .. بل هي عامة في المطلق وربما يستشعر بها كل من يتحسس على رأسه فيجد ” بطحة ” عميقة وجرح غائر .. لا يداويها إلا بالفضيحة والعار والندم !
● نعلم جميعاً أن القوانين صارمة وأجهزة الرقابة لا تدخر جهداً في سبيل القبض على فاسد هناك وفاسد هناك .. وهنا يثار التساؤل : كيف يهنأ من يطعم نفسه وأهله من مال سُحت ؟!!
● أولئك الذين يعيشون بلا ضمير لا يحرمون ولا يحللون .. كل الأمور لديهم أموراً عادية .. ويؤمنون كل الإيمان بأن الله عز وجل غفور رحيم .. لكنهم ينسون بأنه سبحانه وتعالى سريع الحساب شديد العقاب !