كُتّاب وآراء

د.بهاء درويش يكتب .. لغتنا العربية

يوافق اليوم 18 ديسمبر 2023 العيد الذهبي لإدراج الأمم المتحدة اللغة العربية إلى جانب اللغات الخمس الأخرى: الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والروسية والصينية كلغة رسمية للتعامل بها في أروقة الأمم المتحدة.

بهذه المناسبة أرسل لحضراتكم هذه التحية :

لغتنا العربية : سرمدية الوجود ذهبية العيد لدى الأمم المتحدة

تمثل اللغة أداة التعبير نطقا أو كتابة أو رسما. ترتبط كل لغة بمفاهيم مستخدميها وتصوراتهم وبالتالي فهي تمثل ثقافتهم. من هنا نما الوعي بضرورة المحافظة على كل اللغات للحفاظ على التنوع الثقافي الذي لن تحققه إلا تعددية اللغات.

تمثل اللغة العربية إحدى اللغات الثرية التي يتحدثها الآن ما يزيد عن أربعمائة مليون نسمة من سكان المعمورة. فهي لغة القرآن، وعند المسلمين هي لغة أهل الجنة. لا تصلح الصلاة بدونها. بل إنها اللغة الشعائرية لدى عدد من الكنائس المسيحية في المنطقة العربية.

ليست اللغة العربية- ولم تكن- لغة شعائرية فحسب، فثراء أشكالها وأساليبها الشفهية والمكتوبة والفصيحة والعامية، وسعة المناطق الجغرافية التي يتحدث قاطنوها اللغة العربية منحت فنونها النثرية والشعرية عمقا أظهرته الصور الجمالية التي تأسر القلوب كما أظهرته العلوم والفلسفات التي لم تكن تكتب إلا بالعربية: فترة الحضارة التي كانت محض عربية.

من هنا ما كان للأمم المتحدة أن تتردد عام 1973 في إعلان العربية لغة رسمية بالإضافة إلى اللغات الخمس الأخرى: الإنجليزية والفرنسية والأسبانية والروسية والصينية.

فاليوم ونحن نحتفل بالعيد الذهبي لهذه المناسبة، لا نملك إلا أن نردد معا قول أمير الشعراء أحمد شوقي
إن الذي ملأ اللغات محاسنا جعل الجمال وسره في الضاد هذا القول يضعنا أمام مسؤولية الحفاظ على الضاد بالتفكير في سبل تطويرها لتظل لغة حية وأغلب الظن أن حياتها مرتبطة بحياة الأمة التي تتحدثها.

تعني حياتنا المشاركة في صنع حاضر الإنسانية ومستقبلها.

فللمدى الذي نتمكن فيه- نحن العرب- من المشاركة، ستظل اللغة العربية حية بل ويزداد الراغبون في الحديث بها.

 أستاذ الفلسفة جامعة المنيا elsayed.baha@mu.edu.eg

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى