أخبار مصرتوبكُتّاب وآراء

سكينة فؤاد تكتب : تمثال الأَفَّاق .. والمعاشات ورضا المواطنين!

بينما ينشغل الشرفاء والنبلاء من أبناء مدينتى بورسعيد بقضية إعادة بناء متحفنا الوطنى فى مكانه فى المدخل الشمالى الشرقى للمدينة، وحيث ظل منذ عام 1952 يقدم تاريخ 700 عام من بطولة ومجد ومقاومة ابنائها الذين تجرى الكرامة والوطنية مجرى الدماء فى عروقهم وإلى أن ارتكبت جريمة هدمه 2010 بادعاء تجديده وهو ما لم يحدث حتى الآن.

بينما وقد دعوت فى مقالى الماضى أن يتوج احتفالات بورسعيد بانتصارها على القوات البرية والبحرية والجوية للإنجليز والفرنسيين والكيان الارهابى الصهيونى عام 1956بقرار رئاسى بإعادة بناء المتحف الوطنى للمدينة الباسلة وتستدعى ذاكرتى أنه فى زيارة سابقة للرئيس للمدينة وجه بإعادة بناء متحف بورسعيد القومي…

بينما ارتفعت لافتات وسرت اخبار بناء فندق ومركز تجارى مكانه وهو ما يرفضه كل وطنى عاشق لتاريخ بلاده، بينما يحدث كل هذا إذا بمن لا يعرفون هذا التاريخ يريدون إحياء قضية اعادة تمثال الأفاق والأفاك ديليسبس الى قاعدته فى مدخل المدينة وبعد أن نقل التمثال بقرار رئاسى وطنى بالاستجابة للإرادة الشعبية الجارفة بنقل الرمز الاستعمارى البغيض وبكل ما ارتكب من جرائم وخطايا بحق المصريين أثناء حفر القناة الى البيت الذى كان يقيم به على شاطئ القناة بالإسماعيلية

والذى تحول الى متحف يضم كل ما تبقى من آثاره ومخلفاته أثناء حفر القناة وقبل أن تتم إدانته فى قضيه فساد فى حفر قناة بنما ويموت فى بلاده محكوما عليه وعلى ابنه بالسجن، فمن صاحب كرامة وعزة واعتزاز وطنى يقبل بوضع تمثال أفاق وأفاك على مدخل قناة بلاده والتى تعود فكرة حفرها الى أجدادنا القدماء وكل من توالوا على حكم مصر لربط البحرين الأبيض بالأحمر لتيسير خدمات النقل والتجارة ولم يكن من بين أهدافهم ما أراده الأفاق ديليسبس من خدمة الأهداف الاستعمارية للغرب وسرعة الوصول الى مستعمراتهم فى الشرق.

وحيث ارتكب فى حفر القناة جريمة من اكبر جرائم السخرة فى التاريخ بسقوط اكثر من 120 ألف شهيد من العمال والفلاحين المصريين فى حفرها وقد طالب جميع الأمناء على تاريخ بلادنا بأن يوضع الى جانب تمثال الأفاق ديليسبس فى بيته فى الإسماعيلية توثيق بتاريخه المزرى وبما ارتكب من جرائم بحق المصريين فى حفر قناتهم الى خداعه لعرابى لتسهيل دخول الانجليز لاحتلال مصر كما نعلم نحن أولادنا فى مراحل تعليمهم الأولى الى موته محكوما عليه بالسجن فى بلاده وما كتبه عن تاريخه المخزى مؤرخون أجانب وعرب موثوق بهم

مما يجعل إعادة هذا التمثال المخزى يمثل إهانة لكل وطنى عارف بتاريخ بلاده، وأثق أن سفير مصر فى فرنسا لو كان عارفا بهذا التاريخ ما حضر احتفالا بعيد ميلاد أفاق يمتلئ التاريخ بالوثائق التى تدين ما ارتكبه من جرائم فى بلادنا وما ارتكبه من نهب لدخلها ومدا لامتيازها وافراغ لخزانتها وإذا كان فى العمر بقيه، بإذن الله.أعدكم بعرض بعض التوثيق التاريخى لما ارتكبه الافاق والافاك ديليسبس من جرائم وأقول للذين يطمعون ويتوهمون أن عودة التمثال العار للأفاك والأفاق ديليسبس سيحقق مكاسب مالية للمدينة الباسلة أن عليهم أن يخجلوا ويدركوا أن كرامة وعزة الأوطان وخاصة وطنا عظيما مثل مصر لا تساويها ولا تباع بأموال الدنيا.

◙ فى عدد الأهرام 16 نوفمبر 2025 أشرت الى ما نشر قبلها بأسبوع واحد عن منظومة الشكاوى الحكومية وإشادة رئيس مجلس الوزراء بها وبجهود فرق العمل المختلفة فى الوزارات والمحافظات والجهات الحكومية التى تتعامل مع شكاوى المواطنين عبر منظومة الشكاوى الحكومية الموحدة بمجلس الوزراء، مؤكدا حرص الدولة على التفاعل السريع مع كل شكوى وفقا لظروفها تحقيقا لمبدأ الاستجابة الفعالة وحرصا على تعزيز الثقة بين المواطن والحكومة وهو ما أكده .د. طارق الرفاعى مساعد الأمين العام لمجلس الوزراء للشكاوى ورضا المواطنين.

وهى مهمة بالغة الأهمية إذا تحققت ووصل الرضا الى الأكثر ألما ووجعا واحتياجا للإحساس بالرضا بالفعل وتساءلت يوم ما نشر عن منظومة الشكاوى الحكومية وأعود للتساؤل هل لا يدخل فى رضا المواطنين تلبية نداءات واستغاثات وآلام أكثر من 23 مليونا من أصحاب المعاشات والمؤمن عليهم وقد وثقت استحقاقاتهم قانونيا ودستوريا فى سلسله طويلة من المقالات ربما استغرقت العام الماضى كله ومع تقديرى للرد الذى جاءنى من اللواء جمال عوض رئيس الهيئة القومية للتأمين الاجتماعى وما جاء فيه مما يختلف مع ما أنشره من بيانات عن استحقاقات أصحاب الأعمار الذهبية وفق القواعد الملزمة لصرف المعاشات وأيضاَ الاختلافات بينها وبين ما يأتينى من الاتحاد العام لنقابة أصحاب المعاشات برئاسة أ. أحمد العرابى وأ. عبدالغفار مغاورى المستشار القانونى للاتحاد.

ففى النهاية تنتظر أصحاب المعاشات تدخل رئاسى فى إطار ما ينفذ من سياسات وإجراءات لتحسين أحوال المواطنين لدعم الحقوق الدستورية والقانونية لأصحاب المعاشات من حاصل وأرصدة ــ استثمار معاشاتهم التأمينية وتقرير منحة استثنائية تشارك فى تخفيف آلام وتكاليف الأعباء القاسية والثقيلة لهذه المراحل المتقدمة من الأعمار والتى تزداد وطأتها بالتضخم وارتفاع الأسعار وممارسات مستغلى الأزمات وبما جعل حتى أن بعض أبناء الطبقة الوسطى من الذين كانوا يمثلون رمانة الميزان ينزلون تحت خطوط الفقر فى وطن يمتلك من الثروات البشرية والطبيعية ما اذا أحسنت إداراته واستثماره لكان من أغنى البلاد.

ولن تكفى صفحات الأهرام لنشر جميع ما يصلنى من استغاثات ونداءات علاوة على ما تمتلئ به وسائل التواصل الاجتماعى التى أضعها كلها أمام مسئولى منظومة الشكاوى الحكومية ورضا المواطنين.

الأهرام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى