كتب- أحمد أبو زيد
رحل عن عالمنا الدكتور والعالم الجليل والجيولوجي زغلول النجار قبل أيام، بعد رحلة طويلة من العلم والفكر لم يبخل فيها بما أنعم الله عليه لتنوير الأمة بالمعجزات القرآنية، ومخفيات وكنوز ولآلئ، جددت الإيمان وبثت الروحانيات والطمأنينة في نفوس الكثيريين.
وعن سورة البقرة يقول الدكتور زغلول النجار كنت أقرأها منذ سنين طويلة،وفي كل مرة أشعر براحةٍ تُغمر بها روحي… لكن كان سؤالان لا يفارقان عقلي:
لماذا سُمّيت أعظم سورة في القرآن بـ”البقرة”؟
وكيف جمعت كل هذه القصص والأحكام والعقيدة في نَسَقٍ واحد؟
حتى جاء الجواب… الذي غيّر نظرتي للقرآن كله! 🌟
📌 أولًا: لماذا سُمّيت “البقرة”؟
القصة التي حملت اسم السورة بدت بسيطة… لكنها في الحقيقة درسٌ خالد:
رجل من بني إسرائيل قُتل، ولم يُعرف قاتله،
فأمرهم الله: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً﴾
فاستغربوا! وسألوا وتجادلوا وأطالوا الأسئلة… حتى ذبحوها أخيرًا،فحدثت المعجزة:
﴿فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَٰلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَىٰ﴾
فعاد الميت للحياة، واتهم قاتله ثم مات ثانيةً!
الرسالة كانت واضحة:
القضية ليست في “ذبح بقرة”… بل في الطاعة دون جدال!
نفِّذ أمر الله، ولو لم تفهم الحكمة بعد… لأن الخير كلّه في الاتباع لا في المماطلة.
ثانيًا: ما الرابط بين كل آيات السورة؟
سورة البقرة ليست مجرد أحكام أو قصص إنها دستور الخلافة في الأرض!
تنقسم إلى مشهدين كبيرين:
الخليفة الأول: آدم عليه السلام
عصى ثم تاب سريعًا.
النتيجة: نصف نجاح
الخليفة الثاني: بنو إسرائيل.ـ
جادلوا، تحايلوا، وتكبروا.
النتيجة: فشل كامل
الخليفة الثالث: إبراهيم عليه السلام
كلما أُمِر، قال فورًا: سمعنا وأطعنا.
النتيجة: نجاح كامل
ثم يخاطبك الله بعدها: ” { الآن جاء دورك أنت! }”
هل ستكون مثل آدم؟ أم مثل بني إسرائيل؟ أم مثل إبراهيم؟
وفي الختام لحظة الاختبار الكبرى:
نزل قوله تعالى : ﴿لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ…﴾
فبكى الصحابة وقالوا: “يا رسول الله، لا نطيق هذا!”
فقال صلّ الله عليه وسلم : “{ قولوا: سمعنا وأطعنا }”
فقالوها… فغفر الله لهم ورفع عنهم المشقة:
﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾
ثم جاء الدعاء الذي يُلخّص رحلة الإنسان كلها:
ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا واعفُ عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين
الخلاصة:
سورة البقرة ليست مجرد سورة إنها سورة القرار..!
إما أن تكون خليفة حقيقيًا مطيعًا لله ..أو تكرر مأساة من جادلوا وكابروا.
اللهم اجعلنا من أهل “سمعنا وأطعنا”، وارزقنا فهم كتابك حق الفهم يا رب
صلّوا على الحبيب صلّ الله عليه وسلم، فبذكره تطمئن القلوب
اللهم صلّ وسلم وبارك على سيدنا محمد عدد حروف القرآن حرفاً حرفاً
وعدد كل حرف ألفاً ألفاً وعدد صفوف الملائكة صفاً صفاً
وعدد كل صف ألفاً ألفاً وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كبيرًا.
اقرأ أيضا
نسائم الجمعة .. وإنْ منكم إلّا وَارِدُها .. العلة من رؤية المؤمن للنار والمرور عليها قبل دخول الجنة




