توبرياضةكُتّاب وآراء

طارق مراد يكتب لـ «30 يوم» : فضيحة كأس العرب تطارد أبو ريدة ودياب والكرة المصرية الضحية

بعد النهاية الكارثيه والخيبة القوية والفضيحة المدوية لمنتخبنا في كأس العرب الموندياليه بالخسارة القاسية بثلاثية من منتخب النشامي الأردني والخروج المهين والمبكر من البطولة الموندياليه التي تقام تحت رعاية الفيفاِ..

علينا أن نعترف بأن أزمة كأس العرب لم تعد مجرد خلاف في وجهات النظر، بل تحولت إلى فضيحة إدارية مكتملة الأركان تعكس حجم التخبط الذي تُدار به الكرة المصرية.

بين اتحاد كرة يقرر دون تخطيط، ورابطة أندية تعترض دون حلول، تضيع البوصلة، ويُترك المشهد للفوضى، وكأننا لم نتعلم شيئًا من مواسم سابقة دفعت فيها الجماهير والأندية الثمن كاملًا.

اتحاد الكرة، بقيادة هاني أبو ريدة، يتعامل مع كأس العرب باعتبارها قرارًا مفروضًا لا يقبل النقاش، دون أن يكلف نفسه عناء شرح كيف سيتم إنقاذ الدوري من الانهيار، أو كيف ستُدار أزمة غياب اللاعبين، أو من يتحمل مسؤولية الخسائر الفنية للأندية. المشاركة في حد ذاتها ليست المشكلة، بل العقلية التيم تُدار بها، عقلية تُراهن على الوقت، وتترك الأزمات تتراكم حتى تنفجر.

وعلى الجانب الآخر، لا تبدو رابطة الأندية أفضل حالًا. اعتراضات صاخبة بلا بدائل، وبيانات فضفاضة بلا أرقام أو جداول، وكأن الرابطة تكتفي بدور الضحية، بينما هي شريك أصيل في المشهد. فإذا كانت الرابطة حريصة فعلًا على انتظام الدوري، فأين خطتها؟ وأين أدواتها للضغط المنظم بدل الدخول في صدام مفتوح لا يخدم أحدًا؟

الأكثر إثارة للغضب أن الطرفين يتبادلان الأدوار على حساب الأندية. مدربون يخططون للموسم في الظلام، ولاعبون يُستدعون ثم يُستبعدون دون وضوح، وأندية تُترك وحدها تواجه ضغط المباريات والإصابات، بينما المسؤولون يتبادلون التصريحات من خلف المكاتب.

كأس العرب تحولت من بطولة عربية مهمة إلى شماعة جديدة لتعليق الفشل الإداري. فلا هي أُديرت باعتبارها فرصة فنية، ولا الدوري حُمي من الارتباك. والنتيجة منظومة مشلولة، تعيش على سياسة رد الفعل، وتفتقر لأبسط قواعد الإدارة الحديثة.

السؤال الذي يفرض نفسه بقوة: من يحاسب من؟ ومن يملك الشجاعة ليعترف بأن المشكلة ليست في البطولة ولا في توقيتها، بل في غياب العقل الجماعي؟ الكرة المصرية لا تحتاج صراعات نفوذ، بل تحتاج إدارة تحترم نفسها وتحترم جمهورها.. والتي باتت تتساءل في ظل الصراع الدائر والخفي بين المهندس هاني أبوريدة رئيس اتحاد الكرة والنائب أحمد دياب رئيس رابطة الدوري واستعراض القوة حول من منهما المسؤول الأول عن إدارة شؤون اللعبة حتي لاتصبح الكرة المصرية هي الضحية كالعادة لعدم وجود تخطيط علمي واستراتيجية واضحة لادارتها بعيدا عن العشوائية والارتجالية التي تعوق تطورها المنشود

إذا استمر هذا النهج، فلن تكون كأس العرب آخر الأزمات، بل مجرد حلقة في مسلسل طويل من القرارات المرتجلة. وعندها لن يفيد تبادل الاتهامات، لأن التاريخ لا يرحم، والجمهور أصبح أكثر وعيًا بمن يدفع الكرة إلى الخلف بدلا من  أن يقودها إلى الأمام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى