الإعلامي الإماراتي محمد يوسف يكتب لـ «30 يوم» : لا يسمعون ولا يرقصون

منذ الاثنين قبل الماضي، السابع من أبريل، جلست أجمع وأطرح وأقسّم، وأضرب أخماساً في أسداس، علني أخرج بنتيجة مقنعة لما حدث في الأسبوع الأول من الشهر، وفشلت، ولم أجد غير الذاكرة شماعة أعلق عليها هذا الفشل، اتهمتها بكل ما يخطر على البال، وكأنني من أولئك الصبية الذين أعجبتهم عمليات «النقر» على أزرار الهاتف، وصدقوا أنهم أصبحوا مؤثرين، نتيجة «النفخ» الذي يسمعونه من جهات يطبلون لها، وأعود إلى ذاكرتي التي حاولت أن أسعفها باللجوء إلى ما خزنت من معلومات في هاتفي، ثم ذهبت إلى «غوغل»، ووضعت أمامي آلات متنوعة للحاسبات، فوجدت بعضها يحسب حتى ستة أصفار، والبعض الآخر وصل إلى تسعة أصفار، وتوقفت ما بين الملايين والمليارات، أما ذلك الرقم الأخير المسمى تريليون، الذي تردد في وسائل الإعلام، وأصبح مثل «العلكة» على ألسنة المذيعين والمذيعات، فقد عجزت عنه ومعي أدواتي المساعدة، ولم أجد غير الاختراع الذي يتحدثون عنه، النجم الساطع في عالم التكنولوجيا، إنه الملجأ الأخير، إما أن يخرجني من المتاهة التي أعيش فيها منذ عشرة أيام، وإما يتركني معلقاً ما بين ما حصل وما أسفرت عنه النتائج، فهناك شيء غامض، وهذا «بيت القصيد»، الغموض الذي عاش فيه العالم، الغموض حولنا إلى «طرشان في زفة» لا يسمعون ولا يرقصون!
نعم، لجأت إلى الذكاء الاصطناعي، ووجدت واحداً قيل لي إنه الأحدث، دون أن أسأل عن نوعه وما يميزه، لأنني لن أعرف الحقيقة، فهو شيء غريب عليّ، ولي موقف منه، وإن كنت استعنت به فذلك لأنني «مجبر ولست بطلاً» كما يقولون، ودون تساؤلات احترمت نفسي، ولم أستفسر عن جنس «إيه أي» المنقذ، إن كان «روبوتاً» أو تطبيقاً، خشية أن ألحق بذاكرتي ويتهمونني بالخرف كما اتهمتها!
قيل لي قدم استفساراتك، وحدد موضوعك، وما إن طبعت اسم «دونالد ترامب» و«الرسوم الجمركية» و«أسباب التراجعات الأمريكية» و«من ربح ومن خسر» قرأت على الشاشة أمامي «سنرد عليك عندما نتوصل إلى الإجابة» واختفى.