كُتّاب وآراء

سامي صبري يكتب لـ «30 يوم» : المخطط الكبير ..عرب خونة وأغبياء

فى الحلقة الأولى من المخطط الكبير، تحدثت عن البدايات الأولى لنشأة هذا المخطط منذ فجر التاريخ ، وكيف كان الشرق الاوسط مطمعا لكل الإمبراطوريات عبر العصور؛ لخصوبة أراضيه وثراء موارده الطبيعية والبشرية ، وموقعه الجغرافى المتميزبأنهاره وسواحله الممتدة إلى البحار والمحيطات. وتطرقت إلى مؤامرة سايكس بيكو( 1916) ، كإتفاقية افترست المنطقة ومهدت لوعد بلفور(1922 ) ، ثم عرجت إلى نكسة 1948 وسيطرة إسرائيل على الضفة الغربية وغزة .

هذه المخطط الإستعمارى يؤمن به الرئيس الأمريكى ترامب ، ويواصل السيرعلى خطواته  بلوغا لأهم أهدافه ، وهو إضعاف وإذلال العرب والمسلمين ، قبل إخضاعهم تماما للسيطرة الأمريكية وتشكيل شرق أوسط جديد تقوده إسرائيل خادمة أميركا والصهيونية العالمية.

فالرجل الموتور، جعل نفسه حاميا للسامية واليهودية ، وزعيما روحيا لحرب صليبية خفية ، تتخذ من الصراع العربىالفلسطينى وبروز إيران كقوة إقليمية كبرى ، ذريعة ومطية لإستنزاف وإبتزاز العرب وحكامهم .

ولا يتردد المغرور، مثل كل إستعمارى سبقه فى زرع المكائد بين العرب ، بغرض تفريقهم حتى لا تكون لهم الكلمة فى أراضيهم ، ويستمرون خاضعين، ولما لا وهو من نفس عجينتهم وملتهم ، يقف بجانب الصهاينة ويساعدهم على نشر الفوضى فى منطقة ثرية ، يحكمها قادة يفضل أغلبهم الإنبطاح حفاظا على عرش الحكم ، وكرسى السلطة .

نحن أمام مشهد واقعى من مشاهد الحروب االصليبية التى إنتهت كتاريخ، وبقيت روحها ، تتخفى بقناع الصهيونية ، ترتدى ثوب العلمانية؛ لمواجهة المسيحية والإسلامية ، وتدافع عن اليهودية فى نظام عالمى جديد صنعته أمريكا وحلفاؤها بعد تفكيك الإتحادالسوفيتى ، قبل أن تُصدم بظهور قوى عظمى أخرى غيرها تنافسها إقتصاديا وعسكريا .

ولخلخلة هذه القوى الجديدة تعمد ترامب دق طبول الحرب التجارية ، وإثارة الفوضى فى الشرق الأوسط وبقية العالم ، فهولا يهمه دماء أبناء فلسطين ولا أى دم آخر ، ويعتبرهذه الفوضى والدموية بيئة مناسبة لولادة أمريكا جديدة ، لا مكان فى قلب رئيسها  للمشاعر والأحاسيس ، مستحضرا برعونته هذه عصورالمغول والتتار، معترفا بأن هذه الولادة الجديدة ستكون ضمانة لرخاء أمريكا وإسرائيل  ، متباهيا بان هذا المخطط المنزوع أخلاقيا ،  أوصله لرئاسة أكبروأقوى دولة فى العالم .

ولأن المخطط الكبير يقوم على هدم الثقة بين حكام دول المنطقة  وشعوبهم ، تسعى أمريكا دائما لتكريس لغة العنف والسلب منهجا للتعامل مع العرب والإيرانيين والعكس تماما مع إسرائيل ، وهو ما أكده المجنون بقوله ” يزعم كثيرون  كذبا أن أمريكا تدفع مليارات الدولارات لإسرائيل ، فمن يدفع مليارات الدولارات هم العرب ، يعطون المال لنا وبدورنا نعطيه لإسرائيل ”

ووفقا لمبادىء المخطط الكبير، فإن العرب فى عيون المستعمرين الجدد أغبياء ، فرغم أن لغتهم واحدة وهى لغة دينهم وعقيدتهم إلا إنهم يمزقون أنفسهم ويتقاتلون طائفياً، ولذا ووفقا لمعايير عقل ترامب فهم لا يستحقون البقاء  ” وإن أرادوا عليهم أن يدفعوا .. ”

أنظروا ماذا يقول المخبول فى أقذر حديث له ” تحول عملنا الى ما يشبه الآلة .. سنقتل الكثير من العرب والمسلمين، ونأخذ اموالهم ونحتل اراضيهم، ونصادر ثرواتهم، وقد يأتي من يقول لك ان هذا يتعارض مع النظام والقوانين، ونحن نقول :، إن ما نفعله بالعرب والمسلمين أقل بكثير مما يفعله العرب والمسلمون بأنفسهم، إذاً نحن من حقنا ان لا نأمن لهم، لأنهم خونة وأغبياء وكاذبون..” هكذا يصفنا أبو حنان ؟!! تخيلوا .. ولا يتردد بعض حكامنا ان يجلسوا معه أو يستضيفوه ؟! وأسفاة ؟!

وللحديث بقية إن شاء الله ..

اقرأ أيضا

سامي صبري يكتب لـ «30 يوم» : المخطط الكبير .. بداية بلا نهاية

Samysabry19@gmail.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى