بعد نجاح أغنيتها خليني معاك .. اللبنانية الفرنسية تانيا قسيس: الموسيقى تهدم حواجز اللغة والسياسة .. صور

كتب: باسم العاصي
نجحت أغنية الفنانة اللبنانية الفرنسية تانيا قسيس، الجديدة “خلّيني معاك”، في تجربة ثالثة لها بالغناء باللهجة المصرية.
الأغنية، لحّنها عمرو مصطفى، و أثمرت هذه التجربة عن ترشّحها رسميًا لجوائز الموريكس دور لعام 2025 عن فئتين: أفضل أغنية عربية وأفضل فيديو كليب.
وكانت تانيا قد طرحت قبل أسابيع أحدث أغانيها الجديدة باللهجة المصرية والتي جاءت بـ عنوان “خليني معاك”، وذلك عبر قناتها الرسمية على موقع الفيديوهات “يوتيوب”، وسط تفاعل كبير من جمهورها في الوطن العربي، خاصة من محبي اللون الرومانسي.
وتعد الأغنية هي الثالثة مع الموسيقار المصري عمرو مصطفى، بعد نجاحهما اللافت في أغنيتهما السابقة “حكايتك فيا”، التي لاقت استحسان الجمهور وحققت انتشارًا واسعًا عند طرحها.
وتواصل تانيا من خلالها انفتاحها على الأذواق الموسيقية المختلفة، وسعيها إلى تقديم أعمال تمس قلوب الجمهور في مصر والعالم العربي، مع حفاظها على الطابع الرومانسي والإحساس العالي الذي يميز صوتها وأدائها.

كلمات أغنية “خليني معاك”
وجاءت كلمات الأغنية الجديدة لتُعبر عن حالة وجدانية دافئة، تعكس مشاعر الحب والارتباط، حيث تقول في مطلعها:
“خليني معاك..وأنا معاك بتعلم أعيش
أجمل إحساس.. من يوم قابلت..وأنت بقيت في عنيا
.. الدنيا وكل الناس
وقبل فترة تناولت المطربة اللبنانية تانيا قسيس، تفاصيل علاقتها بالرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وسر صداقتها بالرئيس اللبناني سعد الحريري.
وأضافت خلال حوار تليفزيوني، إن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عام ٢٠١٧ أشاد بغنائها خلال حفل المؤسسة الكويتية الأمريكية الذي استضافه سفير الكويت الشيخ سالم الصباح وزوجته الشيخة ريما الصباح في مقر السفارة الكويتية، بحضور ترامب وزوجته، حيث أقيم الحفل لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وأطلقت خلالها المغنية الشهيرة أغنيتها «الأرض للجميع»، والتي حظت إعجاب الرئيس الأمريكي والسيدة الأولى بشدة.
أما عن علاقتها بسعد الحريري، فقالت تانيا قسيس، هي علاقة خاصة ليست سياسية، حيث قدمت الصالة الإسلامية المسيحية عام ٢٠٠٩، على مدار ٣ سنوات، بناء على طلبه، وتحدثنا في أكثر من مرة على الهاتف، دون الخوض في الأوضاع السياسية.
وقالت رفعتُ الأذان خلال تقديمي الصلاة في مدينة ميلانو الإيطالية، وهي المرة الأولى التي يُرفع فيها الأذان في ساحة “الدومو”، ولكن بعدها زرت الفاتيكان وقابلت هناك البابا الذي شكرني كثيراً على رسالتي الفنية، وطلب مني أن أُصلّي لأجله، فقلت له: أرجوك، أنتَ صلِّ من أجلنا ومن أجل كل الشعوب العربية، لأنها في حاجة ماسة الى دعائك.
وفي مقال لها لـ “هي ” كشفت عن أن هُويتها الموسيقية لم تكن يوما محصورة في قالب واحد. وقالت: منذ صغري، شعرت بالحاجة إلى التعبير عن غنى خلفيتي الثقافية، ووجدت أن أفضل وسيلة لذلك كانت من خلال المزج، ومع مرور الوقت، طورت أسلوبا موسيقيا يمزج بين إيقاع الموسيقى اللاتينية وجمال الألحان الشرقية وكلمات الأغاني العربية.
هذا المزج ليس مجرد خيار فني، بل هو رسالة. رسالة تعكس التعايش، والتواصل، والفكرة القائلة بأن الجمال كثيرا ما ينبع من الاختلاف.
اللحن لايحتاج ترجمة .. والإيقاع غني عن التفسير

وتضيف : عندما أؤدي على المسرح، سواء في الشرق الأوسط، أو في أوروبا، أو في أي مكان آخر، أرى كيف يمكن للموسيقى أن تهدم الجدران التي تبنيها اللغة والسياسة، واللحن لا يحتاج إلى ترجمة، والإيقاع لا يحتاج إلى تفسير، عندما يُغمض الناس أعينهم ويشعرون بالإيقاع، لا يعودون غرباء، بل يصبحون جزءا من القصة الإنسانية نفسها.
وتكمل: تشرفت بالتعاون مع فنانين من ثقافات مختلفة. من بين المشاريع الأقرب إلى قلبي دويتو Ave Maria مع الأذان، صلاة موسيقية من أجل السلام، يندمج فيها عالمان يُنظر إليهما تقليديا كمتباعدين، في تناغم فني وإنساني، وقد أكدت تفاعلات الجماهير من حول العالم ما كنت مؤمنة به دائما: عندما نجرؤ على كسر الحواجز فنيا، فإننا نفتح القلوب والعقول.. هذه، بالنسبة لي هي قوّة الموسيقى.. فهي تتجاوز الإيقاع،لهذا السبب بدأت في دمج هذه الفلسفة في طريقتي بالتفاعل مع جمهوري ومع طلاب أكاديميتي الموسيقيّة، سواء من خلال ورش العمل الجماعية أو التدريب الصوتي الذي يقدمه فريقنا من المتخصصين، أحرص دائما على أن تكون الأولوية للتواصل قبل الكمال.. لا تحتاج لأن تكون مغنيا محترفا لتستفيد من قوة الموسيقى.. كل ما تحتاجه هو أن تشعر.
في السنوات الأخيرة، أصبحت أكثر وعيا بالتأثير العميق الذي تتركه الموسيقى على صحتنا النفسية. كثيرا ما نتحدث عن الموسيقى كوسيلة ترفيه أو مهنة، لكن ماذا عن الموسيقى بصفتها علاجا، أو أداة لمعالجة المشاعر التي نعجز عن التعبير عنها بالكلمات.
مثل الكثير من الفنانين، مررت بلحظات شخصية مليئة بالشك والخوف أو الحزن.. وفي تلك اللحظات، كانت الموسيقى دائما ملجئي.. أحيانا تكون صوتا يعكس حزننا، وأحيانا ترفعنا، تذكرنا بقوتنا، أو ببساطة تمنحنا مساحة لنلتقط أنفاسنا.
أنا أؤمن بأن للموسيقى قدرة على الشفاء، ليس فقط على المستوى العاطفي، بل على المستويين العقلي والروحي أيضا.
في عالم سريع الإيقاع، كثيرا ما ننسى أن نصغي لأنفسنا.. تمنحنا الموسيقى لحظة توقف، لحظة إصغاء، لحظة شعور.. إنها تعيد ربطنا بمشاعرنا، وببعضنا البعض.. وفي منطقتنا، بتاريخها العريق، ومجتمعاتها المتنوعة، وتحدياتها المستمرة، هذا الاتصال أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى.
بالنسبة للجيل المقبل- تقول تانيا قسيسي- ، فآمل أن نواصل بناء عالم يُحتفى فيه بالموسيقى ليس فقط لجمالها، بل أيضا لدورها في التعليم، وفي الشفاء، وفي إحداث التغيير الاجتماعي، عالم تدرك فيه المدارس والمجتمعات والمؤسسات العامة أهمية التعبير الموسيقي في تعزيز الصحة النفسية والنمو العاطفي، عالم تصبح فيه تنوعاتنا الثقافية مصدر إلهام لا عائقا.
في نهاية المطاف تذكرنا الموسيقى بأمر جوهري، وهو أننا لسنا وحدنا.. أفراحنا، أحزاننا، آمالنا، كلها تتردد في صوت شخص آخر، في نغمة، في أغنية.. وهذا، بالنسبة لي هو ما يكمن وراء الإيقاع…
