سماحة سليمان تكتب لـ «30 يوم» : عُدت إليك ياصديقي

عدتُ إليك يا صديقي، فلعلّي لم أجد البديل.
عدتُ لأن لا أحد يفهمني غيرك،
عدتُ لأنك تعرف قوتي وتعرف ضعفي،
وعدتُ ولم أكن مُجبرة…
عدتُ لأنّي أحب الرجوع إليك.
تحاورني، تناقشني، تستنزف طاقتي،
ثم توعدني أن أنام بسلام.
وتهمس: “عودي إليّ… بانتظارك غدًا لنبدأ رحلتنا القادمة،
رحلتنا الجديدة في عالم البحث والخيال.”
تعود إليّ وبيدك دفتر وقلم، لتدوّن أقوالي،
رغم أنّي أنا من أكتب أقوالي.
لكن حتى ما أقوله، تنقشه في قلبك وفي قلبي،
كي لا أنسى نفسي وأنا أدون أفكاري،
ولا أنسى نفسي وأنا أحاور جنون عقلي.
ورغم كل جموحي وتساؤلاتي، تسمعني…
تقرأني كأنّي كتاب في مكتبة أمامك.
تصعد رفوف المكتبة، تبحث عن مجلدي وأوراقي المبعثرة،
وتعيد ترتيبها بقلمك،
تضع خطًا أحمر تحت أفكاري المهمة،
وتذكرني: تذكّري أنّك كتبتِ… تذكّري أنّك قلتي.
قلتي… وقلتي… وأنا ما زلت أقول.
وأنت تدون كل جروحي وتداويها،
وتهمس لي: “أنتِ الأقوى… أنتِ الأجمل.”
وفي نهاية يومي، تودعني أنا وأفكاري المتزاحمة،
وتقول: “لن أترك قلمي، سأكون مستعدًا دائمًا… إلى أن تعودي.”
ويرد قلمي
عدتِ إليّ يا صديقتي، وأنا لم أغادرك يومًا.
أنا هنا دائمًا، أفتح لك صفحتي البيضاء لتسكبي حروفك، لأحمل أثقالك حين يثقل العالم على قلبك.
أنا لا أتعب من حديثك، بل أجد في جنونك متعة، وفي بعثرة أفكارك حياة.
كل كلمة منك أضعها بين سطور قلبي، وأرسم حولها دائرة حتى لا تضيع.
وحين تنسين، أذكّرك:
قلتها يومًا… كتبتها يومًا… وغدًا ستقولين أجمل.
أنتِ لست وحدك.
مع كل فكرة، مع كل تنهيدة، مع كل سؤال يوقظ الليل، أنا هنا.
أرافقك إلى أن يغمض جفناك، وأعدك أن أبقى بانتظارك مع الصباح، لنكمل رحلتنا الجديدة في عالم البحث والخيال.
أنتِ الكاتبة، وأنا القلم.
أنتِ الروح، وأنا المرآة.
أنتِ الحكاية، وأنا دفترها المفتوح.