ديك تشيني .. مثيرًا للجدل وحاملًا أوزار تدمير العراق
كتب- ممدوح الصعيدي ، وكالات
رغم وفاته .. إلا أن ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن، برحيله فتح ملفا مثيرا للجدل عن حياته السياسية وفي البيت الأبيض وخارجه ، فهو شخصية مركبة أثرت بأرائه وأفكاره على توجهات البيت الأبيض في عهدي بوش الأب كوزير للدفاع أو الابن كنائب للرئيس الأمريكي حتى بعد خروجه من الحياة السياسية ظل شخصية جدلية ،خاصة في الفترة الأخيرة عندما أعلن دعمه لمرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس في الانتخابات الأمريكية لعام 2024 رغم أنه جمهوري.
ويُعرف تشيني على نطاق واسع بصفته أحد أبرز الوجوه في “الحرب على الإرهاب” التي أعلنها جورج دبليو بوش عقب هجمات 11 سبتمبر 2001، وكان من أوائل الداعمين لغزو العراق.. ولذلك يحمله الكثيرون مع جورج بوش الابن الرئيس الأمريكي الأسبق، ووزير خارجيته كولن بول، بجانب رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير أوزار تدمير العراق
84 عاما
توفي نائب الرئيس الأمريكي السابق ديك تشيني عن عمر ناهز 84 عاماً، بحسب بيان صادر عن عائلته.
ويُعدّ ديك تشيني من قدامى البيت الأبيض وشخصية محورية في “الحرب على الإرهاب”.
وشغل تشيني منصب نائب الرئيس الجمهوري جورج دبليو بوش بين عامي 2001 و2009، كما تولّى منصب وزير الدفاع في عهد الرئيس جورج بوش الأب بين عامي 1989 و1993.
وقبل ذلك، عمل تشيني رئيساً لموظفي البيت الأبيض في إدارة الرئيس جيرالد فورد خلال سبعينيات القرن الماضي، ثم قضى عقداً من الزمن عضواً في مجلس النواب الأمريكي.
بجانب مسيرته السياسية، كان تشيني رجل أعمال شغل منصب رئيس شركة الدفاع “هاليبرتون”، وكان في حياته الشخصية صياداً شغوفاً، وقد اشتهر بحادثة إطلاق النار على صديقه عن طريق الخطأ أثناء رحلة صيد.
مولده وتدرجه بالمناصب
وُلد ريتشارد بروس تشيني في مدينة لنكن بولاية نبراسكا في 30 يناير الثاني1941.
كان والده يعمل في وزارة الزراعة الأمريكية، بينما كانت والدته لاعبة سوفتبول ناجحة في ثلاثينيات القرن الماضي.
عندما كان في الثالثة عشرة من عمره، انتقلت عائلته إلى مدينة كاسبر، وهي مدينة نفطية في ولاية وايومنج.
وفي عام 1959، التحق تشيني بجامعة ييل بمنحة دراسية، لكنه لم يُكمل دراسته فيها.
لاحقاً، حصل تشيني على درجة الماجستير في العلوم السياسية من جامعة وايومنج.
مدمن كحوليات
في عشرينياته الأولى، أُدين مرتين بتهمة القيادة تحت تأثير الكحول، وهي حوادث جعلته يعيد التفكير في مستقبله، وقال: “كنت أسير في طريق سيئ لو واصلت على هذا النحو”.
وفي عام 1959، عندما أصبح مؤهلاً للخدمة العسكرية، حصل تشيني على سلسلة من الإعفاءات، أولها لإتمام دراسته الجامعية، ثم عندما أصبحت زوجته الجديدة، لين، حاملاً.
جاءت أولى تجاربه في واشنطن عام 1968، حين عمل مع ويليام ستايجر، وهو نائب جمهوري شاب من ولاية ويسكونسن.
رئيسا لموظفي البيت الأبيض بعمر 34 عاما
وعندما عيّن الرئيس جيرالد فورد دونالد رامسفيلد وزيراً للدفاع عام 1975، أصبح تشيني رئيساً لموظفي البيت الأبيض وهو في الرابعة والثلاثين من عمره فقط.
الحرب على الإرهاب
كان ديك تشيني جزءاً أساسياً من “الحرب على الإرهاب” التي أطلقها الرئيس جورج دبليو بوش، بما في ذلك الغزو الأمريكي للعراق في مارس 2003.
وقبيل الغزو، قال تشيني إن “نظام صدام حسين يمتلك ما يُعرف بأسلحة الدمار الشامل، لكن تلك الأسلحة لم يُعثر عليها خلال الحملة العسكرية”.
وكرر تشيني مراراً الادعاء بوجود صلات بين العراق وتنظيم القاعدة التي قادها أسامة بن لادن وتبنت هجمات 11 سبتمبر
وقال إن منفذي الهجمات سيتعرضون لـ”كل ما تملكه أمريكا من قوة عسكرية”.
وقال تشيني عام 2006.. الحقيقة أننا نعلم أن صدام حسين والعراق كانا متورطين بشكل كبير في الإرهاب.
وفي عام 2005، حذّر تشيني من أن الحرب على الإرهاب ستتطلب عقوداً من الجهد الصبور، مشيراً إلى أنها ستواجه مقاومة من أولئك الذين لا يرون سبيلاً للسلطة سوى عبر نشر العنف.
وقد ترك دوره المحوري في تلك الحملة إرثاً سياسياً مثيراً للجدل، بعدما استغرق الأمر سنوات طويلة حتى تمكنت الولايات المتحدة من الخروج من حرب العراق المكلفة.
موضوعات متعلقة
عاش 13 عامًا بزراعة قلب .. وفاة ديك تشيني نائب بوش الابن مهندس غزو العراق




