حمدي رزق يكتب : قانون الضرائب مفيهوش ” أم سجدة ” ؟!

حكومة جلالة الملكة فى إنجلترا ( أم الديمقراطية ) تقتطع ضرائبها من المتبع ، من دخل البلوجرز واليوتيوبرز، طالما زاد عن 12 ألف استرلينى، حد الإعفاء، ولو بث أحدهم إعلانا تجاريا تتحصل على نسبتها المقررة قانونًا.
ولم يخرج بلوجر واحد ينعت الحكومة بالعنت والتضييق ، أو الاستهداف، لماذا لأنه في أوروبا والدول المتقدمة، التهرب من الضرائب جريمة شنيعة لا تسقط بالتقادم، ولاحتي بالتصالح.
قانون الضرائب المصري ” مفيهوش زينب ” ، أقصد مفيهوش أم مكة وأم سجدة وأم أربعة وأربعين، كلنا، وكلهن أمام القانون سواء، ولن ترهبنا أم سجدة وأخوتها بفرش الملاية.
عجيب، نفر من المتنطعين إلكترونيا ، يستنكف محاسبة البلوجرز والتيكتورز ضرائبيا، هذا يدخل في باب العيب المجتمعي، البلوجر “أم سجدة” تكسب جيدا من البث، ليس على رأسها ريشة، وأم مكة ليست مستثناة ضرائبيا.
مصلحة الضرائب قطعت الطريق على الفريلانسرز والبلوجرز .. جميعا يخضعون لقانون الضرائب على الدخل، وعمليات الفحص الضريبي لمشاهير مواقع السوشيال ميديا بما في ذلك البلوجرز أو التيكتورز ومن في حكمهم ممن تحقق صفحاتهم إيرادات؛ يخضعون للضرائب وفقا لما تضمنه القانون.
المهم في تصريح المصدر الضرائبي لـ(صدي البلد) أن المحاسبة ضريبية وليست عقابية، كما صورها البعض تهربا من سداد حق الشعب فى ثرواتهم الوهمية (من ضخامة أرقامها).
فتح ملفات البلوجرز واليوتيوبرز الضريبية عادل جدا، الموظف الغلبان يدفع الضريبة من المنبع، وملايين من أصحاب المهن الحرة يدفعونها 22,5 % فى نهاية مارس كل عام عن طيب خاطر.
فلماذا استثناء البلوجرز واليوتيوبرز، وتمكينهم من التهرب من الضرائب، وهم من يصدعونا ليل نهار بمقولة “من أموال دافع الضرائب”، طيب ادفع بالتى هى أحسن باعتبارك مواطنا صالحا.
قانون الضرائب المصرى مفيهوش أم سجدة ، والمتهرب معلوم للكافة، صفته “متهرب”، وتهرب البلوجرز واليوتيوبرز عن دفع الضرائب يضعهم تحت طائلة القانون، و جهل أم سجدة بالقانون لا يعفيها من العقوبة!
حرف قضية تحصيل الضرائب على البلوجرز واليوتيوبرز، وتحويلها إلى إجراء (عقابي)، كلام ساكت، ميملاش الودن تراب، مصلحة الضرائب فقط تطلب حق الدولة فى إيرادات عن أعمال إلكترونية، ممثل الضرائب لا يَفتئِت على أم مكة !
الخلط والتخليط الذى يمارسه بعض البلوجرز واليوتيوبرز، صدي لحملة التنظيف المجتمعية من شوائبها العالقة في الفضاء الإلكتروني ، خلط حق الدولة فى مدخلاتهم، والحريات، خلط معيب، والتهرب الضريبي بحجة الحرية عار وشنار، كيف تتحدث عن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، وسيادتك واكل حق الدولة فى بطنك، تحصل حقك وفق كثافة مشاهداتك وإعلاناتك بالدولار ولا تفي الدولة حقها ضرائبيا بالجنيه!
أم مكة وأم سجدة ومداهم ليسو على رأسهم ريشة، وليس فى القانون إعفاء لمن يحملون وصفا “البلوجرز والتيكتورز واليوتيوبرز”، صحيح مهن مستجدة على ثقافتنا التقليدية، ولكنهم موجودون فى الفضاء الإلكترونى، ويكسبون جيدا، ونفر منهم تواضعا يحصد ألوفا، لا نقول ملايين، حتى لا يتهمنا أحدهم بالجزافية فى التقدير، نتركها لمأموري الضرائب، وأخشى ألا تتوافر هذه الخبرات الضرائبية الإلكترونية فى المصلحة حاليا..
وبمناسبة الضرائب على التيكتورز والبلوجرز واليوتيوبرز، بحثت عن أصل وفصل المهنة مدفوعا بحب المعرفة، فعلمت أنهم أصحاب القنوات الإلكترونية التى تحظى بجماهيرية كبيرة بين الناس عبر موقع “ويب إلكتروني” يسمح لمستخدميه برفع التسجيلات المرئية مجانا، ومشاهدتها عبر البث الحي، ومشاركتها، والتعليق عليها.. وغير ذلك، وتحقق ملايين المشاهدات، تترجم إلى ملايين الدولارات، وفى هذا يحكى ويتحاكى الشباب.
أخبار اليوم