توبكُتّاب وآراء

داليا البيلي تكتب لـ «30 يوم» : رسائل خان الخليلي .. بنحبك يا ريس

في مشهد استثنائي يحمل أبعادًا سياسية وثقافية وشعبية، تجوّل الرئيس عبد الفتاح السيسي برفقة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في أزقة خان الخليلي العتيقة، ذلك الحي الذي يمثل قلب القاهرة التاريخية، وواحدًا من أهم الرموز الثقافية والحضارية لمصر.

وجاءت الزيارة ضمن جدول استقبال الرئيس الفرنسي، لكنها تجاوزت الإطار البروتوكولي، لترسل رسائل متعددة المعاني على المستويين الداخلي والخارجي، حملها عنوان شعبي صادق خطّه المواطنون بعفوية : “بنحبك يا ريس”.

دلالة المكان : عبق التاريخ وروح الهوية

اختيار خان الخليلي كمحطة في زيارة الرئيسين لم يكن محض صدفة؛ فالمكان يمثل أحد أقدم الأسواق الإسلامية في العالم، ويعكس عمق الحضارة المصرية وتعدد روافدها الثقافية من هنا، فإن هذه الزيارة حملت رمزية قوية تعكس اهتمام القيادة السياسية المصرية بتقديم الوجه الحقيقي لمصر، بعيدًا عن القوالب النمطية، باعتبارها دولة ضاربة في عمق التاريخ، قادرة على الجمع بين الأصالة والمعاصرة، وبين الجذور والانفتاح.

استقبال حافل للرئيسين السيسي وماكرون بخان الخليلي

الرسائل السياسية .. الاستقرار والشعبية والدبلوماسية الشعبية

على الصعيد السياسي، جاءت الجولة لتبعث برسالة واضحة إلى الداخل والخارج مفادها أن مصر آمنة ومستقرة، وأن رئيسها قريب من شعبه، يشاركهم تفاصيل الحياة اليومية. كما تعكس الزيارة عمق العلاقة بين مصر وفرنسا، وحرص البلدين على تعزيز الشراكة الاستراتيجية لا فقط على مستوى المصالح الاقتصادية والسياسية، بل أيضًا من خلال الحوار الثقافي والتفاعل الإنساني.

وقد أظهرت الحفاوة الشعبية العفوية التي استقبل بها المواطنون الرئيس السيسي، وهم يهتفون “بنحبك يا ريس”، عمق التأييد الشعبي الذي يحظى به الرئيس، وارتباطه الصادق بمشاعر الناس، لا سيما في أحياء القاهرة القديمة التي تعبّر عن نبض الوطن وروحه الأصيلة.

القوة الناعمة في أبهى صورها

لا شك أن هذه الزيارة تندرج ضمن أدوات “القوة الناعمة”، إذ تمثّل فرصة لإبراز جمال مصر وتنوّعها الثقافي أمام ضيف رفيع المستوى يمثل دولة كبرى مثل فرنسا. وقد حملت الصور المتداولة للزيارة – من بين عبق البخور وصوت النحاس وضياء المشغولات اليدوية – رسائل مباشرة إلى العالم تؤكد أن مصر لا تزال حاضنة للتراث والإنسانية والتاريخ.

ختامًا .. من خان الخليلي إلى العالم

لقد تحوّلت لحظات التجوّل بين المحلات القديمة واحتساء الشاي في أحد المقاهي الشعبية إلى مشهد رمزي كبير، لخصه الهتاف العفوي: “بنحبك يا ريس”، ليصبح خان الخليلي اليوم ليس فقط معلمًا سياحيًا، بل منصة دبلوماسية شعبية تحمل رسائل حب ووفاء واستقرار، وترسم ملامح مصر الجديدة التي تفتح ذراعيها للعالم دون أن تتخلى عن هويتها.

اقرأ أيضا للدكتورة داليا البيلي 

داليا البيلي تكتب لـ «30 يوم» : الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين .. الاسم الإسلامي والمشروع الإخواني

داليا البيلي تكتب لـ «30 يوم» : كمصرية في الخارج .. نبضي مع وطني وصوتي مع الرئيس السيسي في رفض التهجير ونصرة فلسطين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى