كُتّاب وآراء

ماجدة صالح تكتب لـ «30 يوم» : في الذكرى « ١٢» لثورة 30 يونيو .. مصر بين أحلام التحرر وكوابيس الحاضر

تمرّ ذكرى 30 يونيو هذا العام بينما يشعر المواطن المصري بأنه محاصر بين واقع مرّ ومستقبل غامض، وإذا كانت الثورة قد أُنجزت في الشارع، فإن الحفاظ عليها يتطلب تغييراً حقيقياً في السياسات، وإصلاحاً في بنية الحكم، وإعادة بناء الثقة بين الدولة والمجتمع. بدون ذلك، تظل الذكرى مجرّد طقس رسمي، يبتعد أكثر فأكثر عن روح الثورة وأهدافها.

تمر الذكرى الثانية عشرة لثورة 30 يونيو هذا العام وسط ظروف استثنائية تخيم على المشهد المصري، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً. الثورة التي خرج فيها ملايين المصريين عام 2013 لإسقاط حكم جماعة الإخوان المسلمين، كانت في جوهرها صرخة شعبية تطالب بالحرية، العدالة الاجتماعية،. واليوم وبعد أكثر من عقد على تلك اللحظة المفصلية، وبعيداً عن الكلمات الرنانه اللي الحقيقه شبعنا منها لسنوات، نتغني بها ونمجدها، ونسينا ثورة ٢٥يناير آلتي قامت بعد ثلاثون عاماً من الظلم والاضطهاد ، وطمعا في الحياة الكريمة أو حتي أبسط مظاهر الحياه الٱدميه من المسكن والبنيه التحتية وكوب مياه نظيف ، لكن تبدو الأسئلة أكثر من الإجابات: هل تحقق شيء من وعود الثورة؟ وأين تقف مصر اليوم من تلك الأحلام؟..في ظل الحكومة الحالية، تواجه البلاد سلسلة من الأزمات التي باتت تمسّ حياة المواطن اليومية بحدة غير مسبوقة. من تدهور اقتصادي خانق، وارتفاع غير مسبوق في الأسعار، إلى سياسات تقشفية تحمل المواطن عبء فشل السياسات الاقتصادية، تتسع الفجوة بين السلطة والشعب. البطالة، وغياب الحريات السياسية، وتراجع الخدمات العامة، أصبحت سمات واقع يومي يثير الإحباط والغضب…الحكومة التي كان يُفترض أن تكون أداة لتنفيذ تطلعات الثورة، باتت تتهم من قبل قطاعات واسعة من الشعب بأنها جزء من المشكلة، لا من الحل ، الأداء الإداري المرتبك، واعتماد سياسة الجباية بدل التنمية، وغياب الشفافية والمحاسبة، كلها مؤشرات لفشل واضح في إدارة الدولة… ٣٠يونيو رفعت شعار “الشرعية الشعبية”. لكنها اليوم تقف في مواجهة واقع سياسي مغلق،، وتقصى فيه المعارضة، ويقمع فيه كل صوت مختلف… تلاشت آمال التعددية الحزبية، وأصبح البرلمان أقرب إلى غرفة تصفيق لا مساءلة، لتمرير قوانين الحكومه فهل كانت الثورة فقط لتغيير وجوه، أم لإعادة بناء دولة تستوعب كل أبنائها؟.

المفارقة القاتلة أن الحكومه الحالية تحتفل بذكرى الثورة بينما تتنكر لمبادئها…فقد أصبحت الدولة أكثر انعزالاً عن الناس، وأقل قدرة على الاستماع أو التفاعل مع غضب الشارع الذي  فضل الصمت دائماً ، الشعب المصري الأصيل منبع الوطنيه حفاظاً علي كيان الله المصريه آلتي تمر بظروف خارجيه استثنائية محاطه من الخارج بقوي الشر آلتي تنتظر انهيار نظامها وهذا لن يكون ابدأ….بالرغم من حالة القلق آلتي تمر بها البيوت المصريه ، حيث يعيش المواطن في قلق دائم من الغلاء والضرائب والانهيار الخدمي، بينما تستعرض الحكومة مشروعات عملاقة لا تنعكس على حياته اليومية.

الثورات يا ساده لا تقاس فقط بالشعارات ، التي رُفعت فيها، بل بما تحقق على أرض الواقع… وفي ذكرى 30 يونيو، لا يحتاج الشعب إلى حفلات تمجيد أو خطب حماسية، بل إلى مراجعة جادة وعميقة للمسار الذي سلكته الدولة بعد الثورة.، منذ ١٢ عاما حتي الآن…هل انتصرت الدولة على الفوضى فقط لتستبدلها بالجمود؟ هل عاد الأمن على حساب الحريات؟ وهل ما نعيشه اليوم هو “الدولة المدنية الحديثة” التي وعدت بها كل الحكومات السابقه !!؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى