توبكُتّاب وآراء

الإعلامية الجزائرية د. كريمة الشامي الجزائري تكتب لـ «30 يوم»: نعيش على قيد الموت … ولكننا ننهض من بين الرماد

نحن جيلٌ يمرّ بمرحلة غريبة جدًّا؛ جيلٌ يعيش على قيد الموت، لا لأن أعمارنا انتهت، بل لأن أثقال الحياة باتت تُشبه الموت أكثر مما تُشبه العيش.

نستيقظ كلّ يوم ونحن نحمل همّ الغد، نخاف من الفقد، من الخذلان، من الحروب، من الوحدة، من الفوات، ومن قلوبٍ لم تعد كما كانت.

ومع ذلك… نحن نُكمل.

ننهض، رغم أن أقدامنا ترتجف.

نبتسم، رغم أنّ شيئًا فينا يموت كل يوم.

نحبّ، رغم أنّ الحب نفسه صار اختبارًا للنجاة.

هذه ليست هشاشة، بل غريزة الحياة.

إنها تلك القوّة التي تُغذّي الروح وتقول لك بصوتٍ منخفض:

“أنت لم تُخلق لتنهار… بل لتتجاوز.”

نعم، قد نشعر أحيانًا أننا نعيش بحالة بايسون لا فرح كامل، ولا موت كامل كأن الحياة تمنحنا نصف نبض كي نستمر، ولكن حتى هذا النصف يكفي أحيانًا لينفتح باب جديد.

لماذا نعيش هكذا؟

لأننا نمرّ بعصر سريع، مليء بالأخبار المرهقة، ومتطلّبات النفس، وخيبات البشر، وضغط العائلة والمجتمع.

لأن الروح تتعب، لكن عقل الإنسان لديه قدرة مذهلة على إعادة تشغيل نفسه دون أن يفهم كيف.

ولكن… ما العمل؟

  1. اعترف بألمك الهروب لا يشفي، لكن الاعتراف بداية علاج.
  2. قسّم يومك الحياة الثقيلة لا تُحتمل دفعة واحدة.
  3. تحرّك ولو خطوة الخطوة الصغيرة أهم من آلاف النوايا المؤجلة.
  4. تواصل مع من يشبهك نحن لا ننجو وحدنا.
  5. اهتم بصحتك النفسية فعلاً، وليس شعاراً.

نصيحتي :

إذا كنت تشعر أنك متعب…

إذا كنت تشعر أنك “عايش على قيد الموت”…

إذا كنت تسير وفي صدرك ثقب لا يلتئم…

اعلم أنك لست وحدك.

وأن استمرارك رغم هذا الثقل هو بطولة لا يراها إلا الله.

“النجاة ليست أن تكون قويًا دائمًا… النجاة أن تعود للوقوف كلّما كسرتك الحياة.”

“ما دمتَ تشعر… فأنت حيّ.. وما دمتَ حيًا… فهناك شيء ينتظرك.”

اجعل هذا المقال رسالة محبة لك ولمن تحب…

لأننا جميعًا نحاول، وجميعنا نبحث عن سبب واحد يجعل الغد أخفّ…

كاتبة المقال .. الإعلامية الدكتورة كريمة الشامي الجزائري … بروفيسورة في علم النفس – هيوستن.

 اقرأ أيضا

الإعلامية الجزائرية د. كريمة الشامي الجزائري تكتب لـ «30 يوم»: حين يقع القلب في المكان الخطأ..!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى