عادل يوسف يكتب لـ «30 يوم» : التاريخ الفضي في سماء كرة اليد
سطر منتخب مصر للناشئين لكرة اليد فصلاً جديدًا ومضيئًا في سجل الإنجازات الرياضية المصرية، بحصوله على الميدالية الفضية في بطولة كأس العالم، بعد مباراة نهائية ماراثونية ومثيرة ضد منتخب ألمانيا القوي.
بالرغم من أن اللقب لم يحالف “الفراعنة الصغار”، إلا أن هذه الفضية تتلألأ كالذهب في أعين الملايين، مؤكدة على مكانة مصر الرائدة في عالم كرة اليد خاصة أن خسارة اللقب جاءت بعد شوطين إضافيين وبفارق هدف مع الخصم.
إن الوصول إلى المباراة النهائية في بطولة عالمية، وتخطي منتخبات عريقة، ليس مجرد نتيجة، بل هو تتويج لمسيرة حافلة بالعزيمة، والجهد، والانضباط التكتيكي ، لقد قدم جيل الناشئين هذا أداءً أسطورياً، أظهروا فيه مهارات فردية مذهلة وروحاً قتالية جماعية لم تنطفئ حتى صافرة النهاية.
لقد كانت مباراة النهائي بمثابة ملحمة حقيقية، أثبت فيها لاعبو منتخبنا أنهم نِدٌّ قوي لأفضل المنتخبات العالمية، هذه الفضية ليست نهاية الطريق، بل هي نقطة انطلاق لجيل واعد سيحمل راية مصر عالياً في البطولات القادمة ، القتال الذي شاهدناه يمنحنا أملاً لا يضاهى في مستقبل كرة اليد المصرية.
لذا الاهتمام بهذا الجيل من قبل وزارة الشباب والرياضة والاتحاد المصري لكرة اليد هو الشغل الشاغل في الفترة القادمة لتأهيلهم ليكونوا جاهزين لتمثيل الفريق الأول مستقبلا في المحافل القادمة واستكمالا للجيل الذهبي الحالي.
إلى الأبطال الصغار الذين أمتعونا، ورفعوا رؤوسنا عالياً: لا تدعوا خسارة اللقب تظلل على عظمة إنجازكم! أنتم الآن في المركز الثاني عالمياً، وهذا يعني أنكم من نخبة النخبةحيث أنتم فخر مصر وأنتم المستقبل هذا المستوى يؤكد أن كرة اليد المصرية ستواصل سيطرتها على الساحة القارية والدولية لسنوات طويلة قادمة إضافة إلى الخبرة هي الكنز واحتكاككم بمنتخب عالمي كألمانيا في النهائي سيزيد من خبرتكم وصلابتكم الذهنية، وهي أهم مكاسب البطولة.
الجدير بالذكر أن الاتحاد المصري لكرة اليد يعد نموذجاً يحتذى به في الإدارة الرياضية الناجحة، حيث تحولت اللعبة في مصر من مجرد رياضة محلية إلى قوة عالمية تنافس على منصات التتويج بانتظام.
لم تأتِ هذه الإنجازات صدفة، بل كانت ثمرة عمل إداري ممنهج يركز على الاستدامة والتطوير طويل الأمد. فقد وضع الاتحاد استراتيجيات واضحة ترتكز على تطوير قاعدة الناشئين والشباب، واكتشاف المواهب في سن مبكرة، وتوفير الأجواء المثالية لاحتكاكهم بالمدارس الأوروبية والعالمية، سواء عبر المعسكرات الخارجية أو تسهيل انتقال اللاعبين للاحتراف، مما يضمن تدفق جيل جديد من النجوم للمنتخبات الوطنية.
اقرأ أيضا
عادل يوسف يكتب لـ «30 يوم» : بالزي الفرعوني




