رئيس جامعة الأزهر ومستشارة الإمام الأكبر والسفير يشهدون تخريج دفعة جديدة من طلاب إندونيسيا
كتب- محمد رأفت فرج
شهد الدكتور سلامة داود رئيس جامعة الأزهر تخريج دفعة جديدة من أبناء إندونيسيا الدارسين في كلياتها بمختلف المراحل الأكاديمية «الإجازة العالية – الليسانس، والدراسات العليا: ماجستير ودكتوراه»، وذلك في احتفال رسمي عكس عالمية رسالة الأزهر ودوره التاريخي في نشر الوسطية والاعتدال، بحضور الدكتور لطفي رؤوف، سفير جمهورية إندونيسيا بالقاهرة، والدكتور عبد الدايم نصير، مستشار فضيلة الإمام الأكبر، عضو مجلس الشيوخ، والدكتورة نهلة الصعيدي، مستشارة فضيلة الإمام الأكبر لشئون الوافدين، وعدد من قيادات الجامعة وأعضاء هيئة التدريس، وجموع من أسر الخريجين.
وفي كلمته خلال الحفل، نقل الدكتور سلامة جمعة داود تحيات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، مقدمًا التهنئة للطلاب وأسرهم.
وأكد رئيس الجامعة أن الأزهر ينظر إلى هؤلاء الخريجين بوصفهم «سفراء للأزهر الشريف وللوسطية في بلادهم»، مشيرًا إلى أن التخرج ليس نهاية المطاف، بل بداية لطريق من العطاء والعمل لخدمة المجتمع ونشر قيم الإسلام السمحة، مضيفًا أن الأزهر كان وما زال قبلة العلم كما أن الكعبة قبلة العبادة، قائلاً: «إذا كان للمسلمين قبلة يحجون إليها، فإن لهم قبلة للعلم يفدون إليها من كل أنحاء العالم، وهو الأزهر الشريف».
وخاطب رئيس الجامعة الخريجين بقوله: «اجتهدوا وكونوا خير ممثلين للأزهر، حافظين للعهد، ملتزمين بما تعلمتموه من علم وأخلاق». كما دعاهم إلى التواصل الدائم مع الأزهر عبر المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، التي لها فروع في مختلف دول العالم، ومنها إندونيسيا.
من جانبه، عبّر السفير الإندونيسي الدكتور لطفي رؤوف عن فخره بحضور هذا اليوم الذي وصفه بأنه «يوم الحصاد»، موجّهًا رسالة مؤثرة للخريجين بقوله: «أنتم لستم مجرد طلاب حصلوا على شهادات، بل أنتم رسلٌ للسلام والاعتدال، وقادةٌ للمستقبل، تحملون رسالة الأزهر في أوطانكم».
وقدّم السفير الشكر للأزهر الشريف وقياداته على ما يقدّمونه من دعم ورعاية للطلاب الإندونيسيين، مؤكدًا أن الأزهر ساهم عبر التاريخ في تكوين الشخصية العلمية والفكرية لعلماء إندونيسيا. وختم السفير حديثه بإعلان أن هذا الحفل هو الأخير له بصفته سفيرًا لإندونيسيا في مصر بعد انتهاء فترة عمله، معبّرًا عن امتنانه لمصر والأزهر والشعب المصري.
وفي كلمة مؤثرة للدكتورة نهلة الصعيدي، مستشارة فضيلة الإمام الأكبر لشؤون الوافدين، خاطبت الطلاب قائلة: «أنتم أبناء الأزهر الذين حملتم رسالته، وارتشفتم من ينابيعه ماء العلم الصافي، وتشربتم قيم الرحمة والاعتدال». وأكدت أن العلم ليس شهادة تُعلَّق، بل مسؤولية ورسالة، داعيةً الخريجين إلى أن يكونوا منارات علم وإصلاح في مجتمعاتهم.
وشددت على أهمية التحلي بأدب الحوار واحترام الاختلاف، والتمسك بالوسطية التي تميز منهج الأزهر عبر العصور.
وأضافت: «اجعلوا من علمكم نورًا ينفع الناس، وكونوا دعاةً للسلام بالحكمة والموعظة الحسنة، ولا تسمحوا لرياح التطرف أو الجهل أن تقتلع ما زرعه الأزهر في قلوبكم من اعتدال ورحمة وإنصاف». وختمت بوصية واضحة: «إذا ذُكرتم في بلادكم، فليُذكر معكم الأزهر».
شهد الحفل لحظات مؤثرة بمشاركة أسر الطلاب الذين وصل عددهم إلى نحو عشرين ألف طالب وطالبة من إندونيسيا يدرسون في جامعة الأزهر، في مشهد يعكس دور الأزهر في تعزيز العلاقات العلمية والثقافية بين مصر وإندونيسيا، ويؤكد رسالته العالمية في تخريج أجيال تحمل نور العلم، وتنشر قيم السلام والرحمة في العالم.






