توبفن و ثقافةكُتّاب وآراء

الإعلامي حمدي رزق يكتب : المتحف الكبير يتشوق لحجر رشيد  ؟!

لايضيع حق وراءه مطالب ، استرداد مصر ٣٦ قطعة أثرية مسروقة من نيويورك نهاية الأسبوع الماضي  ، فضلا عن مبادرة وزارة الثقافة الهولندية بإعادة تمثال أثري مسروق من مصر نهاية العام، تشكلان نقلة نوعية في الحملة الوطنية لاستعادة الأثار  المصرية المسروقة حول العالم .

مشكور رئيس الوزراء الهولندي “ديك شوف” مبادرته بإعادته التمثال المسروق إلى مصر، خلال اجتماعه مع الرئيس  السيسي على هامش افتتاح المتحف الكبير.

المبادرة الهولندية الكريمة تصب في حملة مصرية أطلقها عالم المصريات الدكتور “زاهي حواس” لجمع مليون توقيع على عريضة إلكترونية تهدف لإعادة حجر رشيد من المتحف البريطاني، وتمثال نفرتيتي من متحف برلين، وزودياك معبد دندرة من متحف اللوفر .

حملة حواس تجتذب اهتماما عالميا، صحيح ليست كافية (حتى ساعته)، لإحداث ضغط عالمي مؤثر على إدارة المتاحف العالمية الثلاث، ولكنها بداية طريق طويل، المتاحف الثلاث لن تسلم طواعية أندر مقتنياتها التي استلبتها في ظروف غامضة .

ما يهمنا كمصريين، ليس فقط إعادة القطع الأثرية المنهوبة، بل غل أيدي المتاحف حول العالم عن الممارسات غير الشرعية المتمثلة في شراء الآثار المسروقة..  !!

تحرك “حواس” يحتاج إلى دعم الحكومة المصرية، سيما وأن عريضة المطالبة على صفحته الإلكترونية تحظى باهتمام الدوائر الأثرية حول العالم.

حيثيات المطالبة في “عريضة حواس” توثق فصلا أسودا من نهب الآثار المصرية طوال عقود خلت، ترجع إلى سنوات سبقت تأسيس مصلحة الآثار المصرية في القرن التاسع عشر، عندما كانت مصر تحت سيطرة الفرنسيين والبريطانيين، وقتئذ تعرضت البلاد للنهب وتم للأسف تصدير أثارنا بشكل غير قانوني.

الجيش الفرنسي المحتل نقل في غفلة أثرية “حجر رشيد” من مكان اكتشافه الأصلي عام ١٧٩٩ واستولى عليه (منهم) البريطانيون عام ١٨٠١ وقاموا بنقله إلى إنجلترا عام ١٠٨٢ ولم يكن لمصر رأي في هذا الأمر.

كيف للمتحف البريطاني أن يستمر في اغتصاب “حجر رشيد” رمز صارخا لماضيه الاستعماري، “حجر رشيد” مفتاح فك رموز اللغة المصرية القديمة، رمز مهم لهويتنا المصرية ويجب إعادته مهما كلفنا من طاقة دبلوماسية وجهد قانوني .

وبالمثل جري انتزاع حجر “زودياك دندرة”، المنقوش بالأبراج السماوية من سقف مقصورة صغيرة في “معبد دندرة” من قبل الفرنسيين في عشرينيات القرن التاسع عشر، وهو حاليا موجود في متحف اللوفر منذ عام ١٩٢٢

قطعة أثرية مصرية فريدة ومهمة، وإزالتها من موضعها الأصلي سلوك استعماري بغيض، “غير أخلاقي” مثله مثل اغتصاب “رأس نفرتيتي” التي مكانها المتحف المصري الكبير .

حواس طالب ألمانيا مرارا بإعادة رأس نفرتيتي إلى مصر ، سيما مع افتتاح المتحف المصري الكبير، وانطلقت قبلا في ٢٠١٢ حملة عالمية بعنوان «رحلات نفرتيتي»، أطلقتها جمعيات تعاون ثقافي مقرها في هامبورغ في ألمانيا،قاموا بتوزيع بطاقات بريدية تحمل صورة تمثال نفرتيتي مع عبارة «العودة إلى المرسل»، وكتبوا رسالة مفتوحة إلى وزارة الثقافة الألمانية لإعادة التمثال ولا مجيب حتى ساعته .

إعادة القطع الثلاث إلى مصر مستوجب، وإعادتها بمثابة اعتراف ملزم بالتزام المتاحف الغربية بإنهاء شكل من أشكال الاستعمار من مقتنياتها، وتقديم تعويضات عن هذا الماضي الاستعماري البغيض .

حواس بشهرته العالمية يدعو المجتمع الدولي للمطالبة بإعادة القطع الأثرية الثلاث إلى مصر عبر عريضة مطالبة عالمية.. ومستوجب نفرة أمناء المتحف الكبير لدعم حملة حواس لإعادة القطع الثلاث إلى موقعها في صدارة المتحف الكبير .

أخبار اليوم

 اقرأ أيضا

الإعلامي حمدي رزق يكتب : المتحف الكبير .. وسؤال الهوية؟!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى