الإعلامي خالد سالم يكتب لـ «30 يوم» : رمسيس غير عنوانه
شكرا لكل يد تغير مصر للأفضل لو بصيت في الصورة وركزت فيها، هتلاقي حكاية عميقة بتتكلم عن قيمة المكان وتأثيره على القيمة الحقيقية للأشياء.
تمثال رمسيس التاني، الملك العظيم اللي حكم مصر لأكثر من ستين سنة وبنى أعظم المعابد والآثار، كان من كام سنة مرمي في ميدان رمسيس وسط الزحمة والهرجلة والعربيات. كان واقف هناك والدنيا بتدور حواليه، والناس ماشية في حالها، والمتسولين بينامو جنبه. ولا كان في حد بيجي من بره مصر مخصوص علشان يتصور معاه، ولا كان ليه الاعتبار اللي يستحقه.
التمثال نفسه ما اتغيرش. التاريخ نفسه ما اتغيرش. لكن اللي اتغير هو المكان.
مجرد ما اتشال من مكانه الغلط واتحط في المكان الصح، في المتحف المصري الكبير، اللي يليق بيه وبقيمته التاريخية وعظمته، اتغيرت نظرة الناس ليه تماماً. اتعرفت قيمته الحقيقية، واتشاف بعين مختلفة، وخد التقدير اللي يستحقه. والعالم كله بقى مبهور بيه وبعظمته، والناس بتيجي من كل حتة في الدنيا علشان تشوفه وتتصور معاه.
الدرس بسيط لكنه عميق: مكانك حيث أقمت نفسك.
إنت لما تحط نفسك في مكان ما يليقش بيك، لما تقبل بأقل مما تستحق، لما ترضى تكون في بيئة مش بتقدرك ولا بتشوف قيمتك الحقيقية، الناس مش هتشوفك زي ما إنت. مش لأنك مش عظيم، لكن لأن المكان الغلط بيخفي عظمتك.
لكن لما تختار المكان الصح، لما تحط نفسك في البيئة اللي تليق بقدراتك وإمكانياتك وأحلامك، لما ترفض الأماكن اللي بتقلل من قيمتك، ساعتها بس الناس هتشوفك بعين مختلفة. هتبدأ تاخد التقدير اللي تستحقه، والعالم هيبقى مبهور بيك.
رمسيس ما اتغيرش. بس مكانه هو اللي اتغير.
وإنت كمان، لو حسيت إنك مش واخد التقدير اللي تستحقه، ابص حواليك. ممكن المشكلة مش فيك، المشكلة في المكان اللي اخترت تكون فيه.
غير مكانك، تغير قيمتك في عيون الناس.
*مكانك حيث أقمت نفسك.*




كاتب المقال : خالد سالم – إعلامي .. نائب الامين العام لاتحاد الإعلاميين الأفريقي الأسيوي



