الأديبة السورية هيام سلوم تكتب لـ «30 يوم» : أكتب كي لا أموت…!!
كنتُ أكتب له !
كنت أتلو له !
نعم له وحده !
دون أن يلتفت !
دون أن يسأل !
دون أن يأتي!
كنتُ أكتب كي لا أموت بصمتي.
كي لا أذوب في الغياب كما يذوب الملح في البحر، دون أثر.
كنتُ أكتب له روايةً أسطرهُ، حرفًا حرفًا، وأنا أعجن الكلمات من دمعي، وأغزل السطور من خيوط الانتظار.
لم يكن يعلمُ أنني حين كنت أكتب عن المدن البعيدة، كنت أرسم ملامحه بين الأزقة، وحين كنت أصف النساء الحالمات، كنت أنثر ملامحي في ملامحهن.
كنت أنا كلّ البطلات، وكنتُ أضعه في كل وجهٍ وسماء.
في كل فصلٍ، كنت أبعث له برسالة دون أن أُرسلها.
كنت أرغب أن يقرأ ، ان يفهم أن يشعر بشيءٍ يشبه الحنين.
لكنه لم يفعل!!
يا أنا…
أهذا ما يُسمّى حبًا؟
أم انكسارًا تأخّر في الشفاء؟
أكان غيابك اختبارًا للذاكرة أم درسًا في النسيان؟
وأناحين خطفتني الكتابة إليه، أكنتُ أهرب منه أم أهرع إليه؟
أكنت أكتب وجعي أم أكتب له الأمل؟
أكنتُ أكتبني أم أكتبك ؟
ورغم كل ذلك ،أقف الآن على عتبة الرواية، أنظر إلى الكلمات التي سافرت بي،
إلى المدن التي عبرتُها،
إلى القلوب التي فتحتُها،
وأهمس في داخلي:
“ما زلتُ أحلم بالعودة ،
بالوطن الذي لا يخذلنا،
بالأهل الذين ينامون بلا قلق،
بالأحبة الذين يضحكون كما كانوا، بسماءٍ تشبه صدر أمي،
وخبزٍ يفوح من تنور عجوز أتقنت نكهة العجين ”
اقرأ أيضا
الأديبة السورية هيام سلوم تكتب لـ «30 يوم» : صرخة في وجه العالم المتشظي الفاقد للحب




