الإعلامي حمدي رزق يكتب : المتحف الكبير .. وسؤال الهوية؟!
لفتنى بشدة صور المصريين العاديين والنجوم بالزى الفرعونى تلون الفضاء الإلكترونى.
جد حاجة تفرح القلب، برامج إلكترونية لطيفة مستحدثة خصيصا للاحتفالية، تحول صورتك العادية إلى صورة ملك مصرى تختاره من عصر الأسرات بزيه الفخيم ومهابته.
احتفالية المتحف المصرى الكبير هذا المساء ترسم صورة مصر فى عيون العالم التى تتسع حدقاتها دهشة من عظمة حضارة لم يسمع بمثلها فى البلاد.
وترسم صورة المصريين فى أعينهم وأعين العالم، الاحتفالية حركت فى نفوس المصريين الحنين إلى ماض تولى، حنين حقيقى.
حنين للمجد العابر للأزمنة، مجد لاتزال آثاره شاخصة تنظر إلينا من عل، وتنادى علينا أنتم أحفاد المصريين صناع الحضارة. وَبُناةُ الأَهرامِ فى سالِفِ الدَهرِ كَفَونى الكَلامَ عِندَ التَحَدّى (مصر تتحدث عن نفسها).
نزوع المصريين إلى صورهم ملوكا، بالزى الفرعونى توق إلى عظيم مجدهم واحتفائهم بملوك حضارتهم.
ما يغبط النفس، ويطمئن على حاضر ويستشرف مستقبلا واعدا، المصريون يستعيدون فى هذه المناسبة العظيمة ما فاتهم من دروس الماضى، تستنفر فيهم الاحتفالية رغبة فى الارتقاء فوق المحن.
صورهم بالزى الفرعونى ترسم لهم صورة مغايرة، صورة أحفاد حضارة جبارة، بصورهم الفرعونية يجيبون على سؤال الهوية التى شاهت ملامحها، وتشوهت بفعل فاعل عبر العصور، وصارت الهوية سؤالا لا يجيب عليه أحد وأجاب المصريون جميعا بالصوت والصورة.
كل صورة تقول أنا مصرى ابن مصرى، وهويتى مصرى، وما زاد على هذا دخيل، لا محل له من الإعراب فى سياق الهوية.
صور الملوك الجدد من أبناء المصريين على وسائل التواصل تشكل ظاهرة موجبة مستوجب استثمارها فى توكيد الهوية.
ليت وزير التربية والتعليم السيد «محمد عبد اللطيف» يلتفت إلى هذه الظاهرة الحميدة، ويعيد كتابة دروس التاريخ والتربية الوطنية على أساس الهوية المصرية الساكنة فى نفوس المصريين بغرض ترسيخها، وتوكيد مفرداتها، وغرسها فى نفوس الشبيبية الصاعدة.
صور ذات مغزى، تعيد تشكيل الهوية، تجليها بعد عقود مضت من التشويه المتعمد الذى خلخل بناء الشخصية المصرية، وحرفها عن جوهرها الأصيل، وادخل عليها هويات غريبة عن مزاج المصريين، ما خلّف ترديا وتهاويا، وكما يقولون على الأصل دور.. والمصريون يعرفون أصلهم جيدا.. ويجيبون بإيجابية عن سؤال طيب الذكر الدكتور «جلال أمين»: ماذا حدث للمصريين؟!
المصري اليوم




