توبفن و ثقافةكُتّاب وآراء

الإعلامي حمدي رزق يكتب : على باب مصر ..

لو كان العم “كامل الشناوي” بين ظهرانينا حيا، لأعاد صياغة أغنيته الفريدة (على باب مصر)، لتواكب حدث فريد، نادر الحدوث، مقصدي افتتاح المتحف المصري الكبير..

ولأضاف طيب الذكر  إلى قصيدته ( العصماء  ) بعض أبيات ترسم صورة قلمية لمصر الحديثة التي تدق أبوابها الأكف طالبة الوصل، ويعلو ويعلو ويعلو النشيد.

وحتى لا يغم على المحبين، “قصيدة عصماء” تعني قصيدة عظيمة وفريدة في فصاحتها وبلاغتها، يصعب على الشعراء الإتيان بمثلها، وهكذا قصيدة ( على باب مصر) ، قصيدة كتبت خصيصا لمصر ولا تجوز كتابتها لغيرها، ولا تحتمل تبديلا أو تغييرا في بنيتها الشعرية.

العم كامل رحمه الله، كان مستبصرا مستبشراً، وكأنه يقرأ في بلورة سحرية..

” على باب مصر، تدق الأكف

ويعلو ويعلو ويعلو الضجيج

رياح تثور، جبال تدور، بحار بحار تهيج

وكل تسائل فى دهشة

وكل تسائل فى لهفة

أين؟ ومن؟

أين؟ ومن؟ وكيف إذا؟

أمعجزة مالها أنبياء؟!

أدورة أرض بغير فضاء؟! ”

توافد قادة العالم وزعاماته، رؤساءه وملوكه وأمرائه مرتين متتاليتين على باب مصر في غضون شهر.. جد ما يستلفت الانتباه، الرفاق حائرون، يفكرون، يتساءلون في جنون.. لماذا ينجذبون إلى هذه البقعة المنيرة، وييممون وجوههم نحو مصر متهللون مبتهجون، مغتبطون.. يأتون من كل فج عميق، محملين برسالات السلام، ويرددون ترانيم السلام.. ويسعون للسلام، طوبى لصانعي السلام.

ما يصدر عن مصر في عقد أخير، وتصدره مصر إلى العالم، عناوين جذابة، ناعمة، ساحرة، قوامها المدنية والحضارة الإنسانية، مثل هذه العناوين الراقية التي تحمل معاني عميقة لا تصدر إلا عن مصر صانعة الحضارة، موطن الحضارة، ومهدها، أنا تاج العلاء فى مفرق الشرق، ودراته فرائد عقدي..

مصر تتحدث عن نفسها، وتمارس دورها الحضاري في قلب العالم، مصر من دول القلب النابض بالحياة تضخ حضارتها في شرايين العالم، وما تخلفت مصر يوما عن دورها، وعن ريادتها، وعن أفكارها المؤسسة لحضارتها.

مصر أسست للعمران، للعلا، تتطلع لوجه الشمس، وتتضوع  بنور القمر، وتغتسل في طهر النيل، وتردتي الأخضر، وتلقط حمامات السلام الحب من يدها الممدودة بالسلام.

وفقهها فقه عمران، تبني، وتعمر، وترفع القواعد، وقف الخلق ينظرون جميعا، كيف ابني قواعد المجد وحدي..

وتنير وجه العالم بدعوات السلام، وتجمعهم على متحفها الكبير، قد وعدت العلا بكل أبي من رجالي، فانجـزوا اليوم وعدي.

المتحف المصري الكبير ليس بناية ضخمة على مساحة مليونية، ولا يقدر بعدد قطّعه الأثرية، ولا يقاس مدده بمدد الشوف، المتحف عنوان من عناوين العمران تسكها مصر وتصدرها إلى العالم، سلاما وفنونا.

صادرات مصر ليست سلعا وخامات فحسب، مصر تصدر حضارتها ، أفكارها ، ومعتقداتها.

مصر تصدر للعالم فقه العمران، وتعمل على السلام، وتسعى إلى الرخاء ، و تسجل في متحفها الكبير قصة حضارة تعتنق دين السلام، وفقه العمران، رفعت البنيان عنان السماء، ولا تزال الأهرامات شاهدة وأضيف إليها هرما رابعا في المتحف الكبير. وبناة الأهرام في سالف الدهر كفوني الكلام عند التحدي.

افتتاح المتحف في مفتتح الشتاء ، تفاؤلا يشيع البهجة في النفوس، ويرطب الأعصاب المحترقة بفعل الصراعات والحروب، رسالة المتحف تقول كفى حروبا، كفى قتلا وتشريدا، البشرية تستحق أفضل من ذلك، تستحق السلام . بالسلام احنا بدينا .. بالسلام

ردت الدنيا علينا .. بالسلام

ياسلام .. ياسلام .. ياسلام .. ياسلام

أخبار اليوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى